دول الاستعمار لم تساعد الأفارقة ولا العرب اقتصاديا..!
كتب / نعيم الهاشمي الخفاجي ||
صراعات الدول العظمى البينية تنعكس بشكل ايجابي على الشعوب الفقيرة المنهوب خيراتها، خلال الأشهر الماضية رأينا مؤتمرات عقدت، تتحدث عن دعم شعوب القارة الافريقية، طيلة أكثر من ثلاثة قرون وهجمات دول الاستعمار القديم والحديث متواصلة لسلب وسرقة ثروات الشعوب الفقيرة.
في استعمارهم القديم اشعلوا الحروب الداخلية وكان المستعمر الغربي يشتري الأسرى من شيوخ القبائل الأفارقة المتقاتلون فيما بينهم لبيعهم كعبيد للعمل في مستعمرات الاستعمار الغربي في الأمريكيتين وجنوب وشرق آسيا، بعد الحرب العالمية الاولى، القوى الاستعمارية التي انتصرت بالحرب قسمت المنطقة العربية والقارة الأفريقية إلى دول ورسموا حدودها، ودعموا عملائهم ليكونوا هم رعاة وموظفين لدى دول الاستعمار لنهب الثروات بطرق رسمية، وغير الاستعمار طريقته من الاحتلال العسكري المباشر إلى احتلال ثاني عن طريق تنصيب عملائه ليكونوا حكام ينفذون ما يريده المستعمر.
في القرن العشرين لولا الاتحاد السوفياتي لما تم إعطاء استقلال الدول الافريقية، السوفيت دعموا الحركات الشيوعية اليسارية التي انتشرت بكل اصقاع العالم الثالث، لولا نضال القوى الشيوعية لما تحقق استقلال الدول الأفريقية بشكل خاص.
الصراعات الحالية مابين الدول العظمى حول إيجاد نظام عالمي جديد، رأينا تسابق دول الاستعمار لكسب قادة وشعوب أفريقيا لخداعهم مرة أخرى ومنعهم من التعاون مع القوى العظمى بالشرق، الصين تتعامل من خلال بناء البنى التحتية والاستثمار بشكل أكثر إنسانية من استثمارات دول الراسمالية المتوحشة، رأينا تسابق تجاه ابناء القارة الافريقية بعد قرون من الإهمال والاستعمار وإشعال الحروب الداخلية، بينما أبناء القارة الافريقية يموتون جوعا، والكثير منهم يعبر البحر الأبيض طلبا إلى اللجوء ويغرق منهم آلاف الناس من طالبي اللجوء في البحر، ملايين الأفارقة رغم اراضيهم خصبة ولديهم مياه طبيعية كثيرة لكنهم يموتون عطشاً بسبب جشع الشركات دول الراسمالية المتوحشة، أصبحت أفريقيا اليوم ساحة الصراع الغربي مع روسيا والصين، من مصلحة الشعوب الفقيرة ان يعيشون بعالم خالي من الحروب، ويكون التنافس والتسابق في دعم الاستثمار والصناعات بالدول الفقيرة والقضاء على التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تحصيل حاصل بسبب جشع الرأسمالية المتوحشة الاستعمارية.
سقوط الاتحاد السوفياتي كان نقمة على شعوب العالم الثالث، الربيع العربي استهدف دول الجمهوريات العربية في شمال أفريقيا للقضاء على اي عمل مستقبلي تقوم به دول شمال أفريقيا العربية الغنية، سبق للزعيم الجزائري هواري بومدين ان دعى إلى تأسيس دول عدم الانحياز والتي ضمت أكثر من تسعين دولة من دول العالم، معمر القذافي طرح موضوع اتحاد الدول الافريقية، طرح معمر القذافي كان امتداد لطرح هواري بومدين، لكن القذافي طرحه تم بعد تهيكل السوفيت من قبل الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، في بداية البث الفضاىي دعا معمر القذافي قادة وشعوب أفريقيا إلى عقد مؤتمر سرت وحدده في يوم التاسع من شهر التاسع في عام ١٩٩٩ وطالب بإعلان «الولايات المتحدة الأفريقية» في مدينة سرت الليبية، في خطاب القذافي أعلن عن الاتحاد الأفريقي والعلم الأفريقي والدينار الأفريقي، قام القذافي في تنظيم جولة جابت دول القارة الافريقية في رتل سيارات جابت العديد من مدن وقرى القارة الافريقية، واستقبلته شعوب افريقيا، بل المفارقة العجيبة ملايين الأفارقة أسلموا والقذافي نظم مؤتمر وعمل صلاة جامعة بإمامته، وصلى بالحشود التي نقلت عبر المحطات الفضائية الليبية، كل هذه الأفكار كانت تقلق دول الاستعمار، لذلك هذه الأفكار كانت السبب الرئيس وراء مقتل معمر القذافي، وصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية كتبت مقال حول تفسير مقتل القذافي.
خلال الأشهر الماضية عقدت قمة روسية افريقية، وايضا اجتماعات أفريقية صينية، وايضا عقدت قمة أميركية أفريقية، هذه القمم كانت هي ضمن التسابق نحو أفريقيا، حيث تعهدت الإدارة الأميركية بدفع استثمارات كبيرة في القارة الافريقية، ايضا شاهدنا سباق بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نحو أفريقيا، من خلال زيارات متتالية لا يكاد ينتهي أحدهما حتى يبدأ الآخر في زياراته لكسب الأفارقة.
احتدام المنافسة على إفريقيا بين الدول العظمى على القارة السمراء ، ترامب كان مصاب بالجنون من نائبة ديمقراطية من أصل أفريقي صومالي اسمها إلهان، بل ترمب في إحدى خطاباته وصف أفريقيا والدول الأفريقية بالقول بأنها «دول قذرة»، بينما شاهدنا في عهد بايدن توجهاته نحو أفريقيا، الهند التي بات عدد سكانها بقدر تعداد سكان الصين بل قيل في شهر تموز تفوق الهند الصين بإعداد السكان بثلاثة ملايين نسمة، الهند بدأت في فتح عشرات السفارات في أفريقيا ، وكذلك فعلت الصين وايضا تركيا أردوغان توجهت نحو أفريقيا وباتت الشركات التركية منتشرة في أغلب القارة الافريقية.
التسابق الدولي نحو أفريقيا جاء نتيجة صراعات الدول الكبرى، قيادات دول أفريقيا لا يملكون تيار أفريقي يسعى إلى جعل دول أفريقيا متفقة على هدف في التخلص من الاستعمار وتبعاته، والسعي في التعاون مع الدول التي تريد إلى أفريقيا التطور الاقتصادي وحل الصراعات المسلحة وإحلال السلام،
مؤسسة الاتحاد الأفريقي مصابة في وجود دول عربية تعمل لصالح الاستعمار، يستعملون دفع المال لنشر التطرف الوهابي لحرق الدول المؤثرة مثل نيجيريا لبقاء الهيمنة الخارجية الاستعمارية، لكي تبقى أفريقيا مطمعاً لدول الرأسمالية الاستعمارية، أفريقيا قارة غنية وتعيش في ظل فقر وجوع وجهل بحيث المواطن الأفريقي لا يعلم كيف يزرع، رغم خصوبة أرض أفريقيا ووفرة مياهها الطبيعية وكثرة الثروات والمعادن في الأرض الافريقية، الغاية من كل ذلك، لتبقى أفريقيا تستقبل قدوم المستعمرين في أثواب الاستثمار المجحف.