ساسة يسرقون ..، والشعب ياكل نشا (بس)بالعيد!؟
كتب / زيد الحسن ||
في ايام الحصار وفي رمضان شعر الشعب العراقي بأهانة كبيرة ، حين صرحت وزارة التجارة بأن القيادة قررت منح مكرمة للشعب العراقي ، المكرمة كانت ( دجاجة ) ، وفي ذاك الوقت لم تكن هناك أي مواقع تواصل او وسائل اخرى يمكن ان تكون متنفساّ لغضب الناس ، وايضاً كانت الاجهزة القمعية منتشرة بشكل كثيف ، لكن وقتها الاهانة كانت واضحة على وجوه الناس ، وما اشبه مكرمة الدجاجة ، بمكرمة ( العدس ) ومكرمة وجبتين للفقراء ، وصولا الى مكرمة ( النشا ) و البيض ، ومازال الشعب يسخر من هذه التصرفات التي ان دلت على شيء فانما تدل على الاستهانة بهذا الشعب المسكين .
وزارة الكهرباء تضع انفها بين المواطن وبين اصحاب المولدات الاهلية ، وكأنها طرف في الموضوع ، وتضع تسعيرة في ( العلن ) وتهدد بمعاقبة من يخالفها ، وفي ( الخفاء ) هي من يساهم في بقاء تسلط اصحاب المولدات على رقاب الناس ، هذا من جانب واما من الجانب الاخر وهو الجانب المهم ، فأن بقاء وجود المولدات الاهلية دليل فشل وزارة الكهرباء ، بل تقصيرها في اداء واجبها وهو تزويد المواطن بما يحتاجه من طاقة كهربائية وعدم تركه بين انياب جشع اصحاب المولدات الاهلية .
نركز دائماً على السكوت التام من قبل جميع الحكومات على عدم ذكر الاسباب الحقيقية التي تمنعهم من اعادة فتح المعامل الكبيرة والمصانع ، مثل معامل الحديد والصلب ، ومعامل القصب والسكر ، وغيرها من معاملنا ومصانعنا العملاقة ، نزولا الى المعامل المتوسطة والصغيرة ، ونحن نعلم اسباب عدم فتحها .
كيف سمحت الطبقة السياسية لنفسها ان تجعل غالبية الشعب العراقي تحت مستوى الفقر ؟ وكيف لها ان تدعي الوطنية وهي تسير من فشل الى فشل ، وكيف لها ان تكون مقتنعة بان الشعب العراقي سيبقى مخدراً ينتظر وعوداً وتنظيرات اصلاحية وهو يراقب سرقات تكاد تكون بحجم ميزانيات دول عظمى ؟، اولم يفكر اصحاب القرار ان لكل بداية نهاية وربما ستكون نهايتهم كاسلافهم ؟، الى متى يبقى على الشعب العراقي تحمل الاهانة من يوم الدجاجة الى يوم طبقة البيض ؟، هل هكذا تحل مشاكل البلاد والعباد؟، وما الذي سيحصل لو لم تمنح الحكومة الموقرة هذه ( المنة ) من بيضها الى الشعب ، بالتأكيد ليس هناك من فارق ، بل على الاقل لم نكن لنشعر بالاهانة وكأننا ننتظر ان يشبعوا بطوننا ، فنحن ننتظر اعادة بناء العراق .
اذن لا عجب ولا استغراب ان يكون المواطن ضحية تحت سياط كل من له صلة بحياته من ساسة و تجار ، فالحكومات هي من سمحت ورضيت بهكذا حال ، والمجد كل المجد للصوص الكبار والشكر كل الشكر لاصحاب المكرمات من عدسها وبصلها الى بيضها .