عقيدة الروس القتالية في اوكرانيا ، ومطحنة عتاد الناتو
كتب / محمد صادق الحسيني
منذ ان انجز الروس مهمتهم الاساسية في العملية الخاصة في اوكرانيا بتحرير الدونباس بمحافظاته الاربعة ذات الاكثرية الروسية ، وهم يقاتلون باسلوب بديع وفريد…!
اذ يحصرون القتال في مربعات صغيرة ، يطوقونها ويحاصروها ثم يحررونها قطعة قطعة ، وهم يستدرجون اسلحة وعتاد الناتو الى تلك المربعات ليدفنوها في ارض اوكرانيا باقل الخسائر البشرية وباقل حجم من الاعتدة والاسلحة الثقيلة من طرفهم .
هكذا يعملون منذ اشهر في باخموت ( حلب اوكرانيا)
وكذلك يفعلون في سائر المناطق التي يستطلعونها بانها غاية نهائية لذخيرة وعتاد واسلحة لدول لجيوش ومرتزقة الناتو.
واحدة من اهم العمليات واخطرها وادقها ، كانت في مدينة خليمنينيتسكي.
وتعقيباً على قيام الجيش الروسي اخيرا بتدمير اضخم مستودع ذخيره في اوكرانيا ، افاد مصدر خاص بما يلي :
١)ان هذا المستود، الواقع غرب مدينة خليمينتسكي، يقع ضمن منطقة عسكرية كبيرة جدًا وكان يحتوي على ما مجموعه : اثنين وخمسين الف قذيفة مدفعيه ، من عيار ١٥٥ ملم ، تحتوي على مادة اليورانيوم المنضب ، قامت الولايات المتحده بتزويد اوكرانيا بها خلال الثلاثة أشهر الماضيه .
٢) تم قصف هذا المستودع بصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقه ، مما ادى الى ازالته عن وجه الارض تماماً ، إضافةً الى منشآت عسكرية اخرى قريبةً منه .
٣) يظهر من الفيديوهات المرفقه ، التي نشرها موقع : ذي وور زون / The war zone / الاميركي المتخصص بالشؤون العسكرية والامنية ، ان كتلة اللهب والدخان ، الناجمة عن انفجار المستودع ، قد قد صعدت بشكل عمودي ثم تحولت تدريجيًا الى شكل قرص من الفطر ، وهو الشكل التقليدي المعروف للتفجيرات النوويه .
٤) كان من المفترض ، حسب خطط غرفة عمليات حلف شمال الاطلسي في العاصمه البولنديه وارسو ، المخصصه لادارة العمليات العسكريه في اوكرانيا ، ان يجري نقل هذه الذخائر لالوية مدفعية الميدان الاوكرانيه ، المعده لتغطية قاطع جبهتي زاباروجيا وخيرسون ، حيث كان من المفترض ان يتركز الجهد الاطلسي الرئيسي على هاتين الجبهتين ، لمحاولة قطع التواصل البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم ، وربما عبور القوات الاوكرانيه لحدود شبه الجزيره الشماليه والشماليه الشرقيه .
٥) شكلت هذه الضربه الصاروخيه الاستراتيجيه ، ضد القدرات التسليحية الاطلسيه في اوكرانيا ، ضربة قصمت ضهر جنرالات الاطلسي ، الذين أشرفوا على عمليات حشد الاسلحه والذخائر والقوات الضروريه ،لتنفيذ الهجوم المشار اليه اعلاه ، تحت اشراف غرفة العمليات المذكوره آنفاً اضافة الى غرفة عمليات متقدمه ، مقرها مدينة لفوف الواقعه غرب اوكرانيا قرب الحدود البولندية وغرفة عمليات ميدانيه ، مقرها مدينة نيكولاييڤ ، التي لا تبعد عن خطوط الجبهه سوى ما يقارب عشرين كيلو مترا .
٦) وهذا يعني ان الجيش الروسي قد قضى نهائياً والى غير رجعه ، على اية احتمالات لتنفيذ الجيش الاوكراني لعمليات هجوميه ، ربما كانت تهدف الى تغيير موازين القوى في الميدان . الامر الذي يعني حسماً إستراتيجيًا ، لنتيجة المواجهة الروسيه مع حلف الاطلسي على ارض اوكرانيا ، دون ان تخسر القوات المسلحة الروسيه جندياً واحداً او قطعة سلاح واحده ،مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على خطط حلفها الاطلسي ، بقيادة واشنطن ، على الصعيد الاستراتيجي الدولي .