“قمة جدة “هل هي قمة عودة العرب للعرب؟
كتب / د. محمد المعموري
اذا كانت قمة جدى “احتفت “بعودة سوريا الى الجامعة العربية ، واذا كان مقررتها تلوح بإنجاز تلك العودة واذا كان ترحيب قادة العرب بعودة سوريا للعرب ، فمتى كانت سوريا غير عربية ومتى كانت سوريا خارج جناح امتها العربية ومتى كانت سوريا بعيدة عن مرمى نار الصهيونية ومتى كانت سوريا جزء لأيهم امتها العربية…؟!، اذا كنا ندرك ان سوريا عربية وهي من مؤسسي الجامعة العربية واذا كنا ندرك ان شهدائها صدوا للعدوان الصهيوني وجنودها دافعوا عن ارضنا في فلسطين العربية في 1948 ٫1967 و1973 وكانت ولازالت من دول المواجهة فمتى كانت سوريا غير عربية ؟!.
قمة جدة لم تأتي بجديد فهي القمة التي استنسخت نفسها لكي تبين “عورات” العرب نعم كان حضور عربي واعداد متميز الا انها اعطت لنا انطباع بان العرب بعضهم يبيعون بعضهم بعضا ويشترونهم متى ما كانت مصالحهم تفرض عليهم البيع او الشراء وان ميثاق الجامعة العربية معطل الى اشعار اخر وان الميثاق الاساس في التعامل مع اعضائها يستند الى مصالح ذوي النفوذ من قادة بلدانها وان هذا النفوذ ربما يطرد دولة ويرجع اخرى وان الحفاوة والصد تعتمد على مصالح بعض قادتها وان العرب مرهونين بحلم قائد من قادتها ليكون السيد عليها او انهم ينتظرون دورهم بأبعادهم عن جامعتهم “النائمة ” متى اقتضت الحاجة او متى ما كان لتلك الدولة صوت يعلو على المتنفذين من قادتها ، لان دستور الجامعة العربية مرهون بسياسات قطرية وان مصالح تلك الاقطار هي من تحدد مساراته الجوهرية…! .
لم تكن قمة جدة هي قمة عودة العرب للعرب وانما كانت قمة لإظهار ان العرب تتقلب سياساتهم وفق مصالح بلدانهم وان المصلحة العربية هي خارج تفكير بعض قادتها وربما نسمع اغلظ الكلام واشبعه على حاكم دولة عربية عندما تتعارض مصالح تلك الدول معه وبعدها نراه في احضانهم يحتفون به .
ياااا امة “….”ما هكذا التضامن العربي التضامن العربي اسس على “انصر اخاك ظالما او مظلوما “اذا كان ظالما يجب ان نعينه على التخلص من ظلمه واذا كان مظلوما يجب ان نأخذ حقه ، وليس التضامن بطرد دولة ومن ثم ارجاعها ، ولو سألنا لماذا طردت سوريا ولماذا ارجعت لحظن العرب “كما يدعون “فأننا نجد ان سياسة النظام السوري هي ذاتها وان رئيسها هو نفس الرئيس الذي كان يرمى بأبشع الاوصاف في بعض الفضائيات وان شيطنة نظامها قد اخرجت العربية سوريا من العرب ولكنهم يخطؤون في كل مرة ويعاقبون الشعوب ويتركون دورهم في اصلاح حكامها .