أبناء الشمال وفي المقدمة الأكراد يرفضون الإقليم ويرغبون بالعودة الى العراق
كتب / مهدي المولى ..
أثبت بما لا يقبل أدنى شك ان تأسيس إقليم تحت اسم إقليم كردستان في شمال العراق كان خطأ كبير ارتكبته الحكومات التي جاءت بعد تحرير العراق لا بل كان جريمة بحق الشعب العراقي وفي المقدمة أبناء الشمال وخاصة الأكراد منهم
حيث منح شمال العراق كضيعة لعوائل وعلى رأسها عائلة مسعود برزاني وبدأت تحكم بشمال العراق وأبناء شمال العراق كما كان صدام يحكم في العراق فجعل من عائلته سيدة العوائل وفرض العبودية على أبناء الشمال بكل قومياته وأطيافه وألوانه وأديانه وطلب منهم الانتماء الى حزبه كما كان يفعل صدام والتخلي عن شرفهم عن كرامتهم عن إنسانيتهم عن عراقيتهم والانتماء الى قيم بدو الجبل كما فعل فصدام حيث أكره العراقيين جميعا الى الانتماء الى بدو الصحراء والتخلي عن إنسانيتهم عن عراقيتهم وقيل ان الطاغية صدام أوصى عبيده وجحوشه بالانتماء الى مسعود لأنه هو الذي يحمل رسالتي من بعدي هذا من جهة ومن جهة اخرى وهي المهمة أن الشعب العراقي شعب غير مهيأ للديمقراطية لأن للديمقراطية أخلاقها الخاصة وقيمها الإنسانية المرتفعة عن أخلاق وقيم الاستبداد والعبودية الحيوانية وكما هو معروف إن الأقاليم هي نتيجة لنجاح الديمقراطية وسيادة أخلاقها وقيمها وليس العكس
والمعروف ان أخلاق العبودية والاستبداد وقيمها هي التي تتحكم في العراقيين أي النزعة الفردية البدوية العائلية والعشائرية وإقامة الأقاليم في مثل هذه الحالة يعني زرع التوترات والصراعات والحروب والفتن بين أبناء الشعب العائلية و العشائرية والعنصرية والطائفية وتجعل من العراق دار حرب وتحوله الى نار جهنم
من هذا يمكننا القول إن وراء ما حدث ويحدث في العراق من فساد وإرهاب ومن فتن ونزاعات عشائرية وطائفية وعنصرية هو الإقليم في شمال العراق رغم كل ذلك هناك دعوات لإقامة إقليم سني وهناك من يدعوا الى إقامة إقليم شيعي ولو دققنا في حقيقة هذه الدعوات ومن يدعوا اليها لاتضح لنا مصدرها أعداء العراق ومن يدعوا اليها عملاء أعداء العراق وفي المقدمة الصهيونية العالمية وبقرها وكلاب بقرها في المنطقة لانها الوسيلة الوحيدة لتدمير وحرق العراق والعراقيين
ثم نسأل دعاة وأنصار إقامة الأقاليم سواء الكرد او السنة هل هؤلاء متوحدين طبعا لا فالصراعات في ما بينهم قاتلة وما رأيناه وما نراه في شمال العراق بين جماعة البرزاني وجماعة الطلباني وما بين هاتين الجماعتين وبين أبناء الشمال بكل أطيافهم وأعراقهم وهذا ما بدا يحدث بين أبناء السنة حتى أحد الأطراف ذهب الى آل سعود وطلب منه مساعدته باسم السنة لكن آل سعود ردوه خائبا لا شك إن آل سعود بعد الاتفاق الإيراني السعودي تغيرت وتبدلت في مواقفها وأعلنتها صراحة إن أمريكا هي التي دفعتنا الى نشر الإرهاب وقررت عودتها الى الإسلام الى العرب
ومن هنا بدأت تتعالى أصوات أبناء الشمال الأحرار الذين يعتزون بإنسانيتهم بعراقيتهم رافضة إقليم الشمال وأي دعوة لإقامة أي إقليم آخر والتوجه لبناء عراق حر موحد عراق ديمقراطي تعددي إنساني حضاري عراق يحكمه الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية عراق يحكمه الشعب كل الشعب عراق يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة هذا هو الضمانة الوحيدة لكل عراقي لهذا على كل عراقي حر وشريف ان يفتخر بإنسانيته أولا وبعراقيته ويتوحدوا ويتحركوا وفق خطة واحدة وبرنامج واحد لبناء هكذا عراق والعمل معا لرفع مستوى الشعب الى مستوى أخلاق وقيم الديمقراطية والقضاء على أخلاق وقيم العبودية والاستبداد والدكتاتورية فإذا تمكنتم وانتصرتم في ذلك هنا يمكنكم ان تفكروا بحكم الأقاليم لأن الدافع في ذلك هو حب العراق والمساهمة الفعالة في بناء العراق وسعادة العراقيين وليس كرها للعراقيين وحقدا عليهم وليس المساهمة في تدمير العراق وذبح العراقيين كما حدث ويحدث بالنسبة لدعاة إقليم الشمال
لهذا على العراقيين الأحرار أن يلبوا دعوة أبناء الشمال ونهضتهم ومساعدتهم في تحرير وإنقاذهم من أعداء العراق مسعود ومن ورائه إسرائيل و عودتهم الى العراق الى العراقيين إنها الخطوة الأولى لبناء عراق حر وإلا إذا استمر الإقليم يعني سيتحول العراق الى جهنم لا تذر ولا تبقي