الحسين.. ثورة دولة !!
كتب / مازن صاحب
في الفقة السياسي المعاصر ..لا يتفق على دمج مصطلحي( الثورة ) و(الدولة) فيما وقائع التاريخ المنقولة عن ثورة الامام الحسين عليه السلام افعالا واقوالا تنسجم مع هذا الدمج ..وتجدد استذكار هذه الوقائع بقيمتها الروحية وانماطها الطقوسية الصحيحة انما تؤكد هذه الحقيقة الفلسفية.
كل ما عرفته البشرية عن ( المدينة الفاضلة ) او ( دولة العدالة الاجتماعية ) تتجمع معالمها ومسيرتها في رفض الامام الحسين عليه السلام ذلك التغيير في دستور أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاحتاج الى ثورة لتصحيح اساس الدولة الإسلامية للثبات على اسسها المثالية في دولة دنيوية تمثل العدالة والانصاف بما يقترب من العدالة الربانية في موارد القرآن الكريم.. مقابل توصيفات مجتمعية واقتصادية انتهازية تعاملت مع مقولة ( الصلاة وراء علي أتم والقصعة عند معاوية ادسم ) فتحولت القيم المجتمعية والاقتصادية والسياسية من النموذج المحمدي الأقرب لموارد القرآن الكريم الى انماط معيشية مغادرة لهذه القيم في بناء دولة الاسلام الفاضلة ..
فكانت هذه المتغيرات التي اسست لها عملية التحول نحو دولة للدنيا فقط بحاجة الى ( ثورة دولة ) فخرج الامام الحسين عليه السلام ليس اشرا ولا بطرا انما للإصلاح في أمة جده.
السؤال الابرز والأهم .. كيف نستلهم قيم ثورة الامام الحسين عليه السلام افعالا لا مظاهر واقوالا في يومنا هذا؟؟
تبدو الاجابة الواقعية صعبة للغاية ..ما دامت مظاهر العواطف تستبيح الفكرة الأساسية وتغتالها في طقوس بذات المنهج الذي واجهه الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف ..هكذا تغتال حقيقة كلمة الرفض الحسيني لمظالم عصره ..في اقوال وأفعال طقوسية اليوم من دون التوظيف الكامل في تحويل ايام عاشوراء الى منهج للتحدي في الاصلاح الشامل لمنظومة الحكم ومغادرة نظام مفاسد المحاصصة الى تطبيقات اقرب الى منهج الحسين عليه السلام.
هل في هذه المقاربة اي تجاوز على الحقائق؟؟
شخصيا ..اعتقد ان منهج الحسين عليه السلام كافعال اقرب الى منهج القران الكريم يتطلب تجدد الخطاب الاعلامي على المنبر الحسيني ..فالقضية الحسينية ليست مجرد دمعة عابرة في أيام عاشوراء.. بل تتطلب ان تكون منهجا رافضا للاحتلال العقلي والمكاني . ..وهذا مورد فلسفي في جغرافية السلوك المجتمعي ما زال يحتاج الى توضيح الواضحات في توصيف دعم بناء دولة العدالة والانصاف..ليس بمنهج أفلاطون او سقراط ..بل بمنهج ..مثلي لا يبايع مثله ..هذا المنهج الحسيني المغيب اليوم امام صناديق الاقتراع… وتحول الكثير من هذا الجمهور الزاحف نحو كربلاء يجدد بيعته للأمام الحسين عليه السلام فيما مجتمعيا واقتصاديا انما يبايع في صناديق الاقتراع من يطبق ذات المنهج القائل ( الصلاة وراء علي أتم والقصعة عند معاوية ادسم ) !!
وفي عبارات ادق ..هكذا يتم تدوير وكلاء الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين للعراق في نظام المحاصصة وثقافة المكونات…
هذا ما نحتاجه اليوم في توضيح الواضحات من على المنبر الحسيني .. من مع منهج الاصلاح الشامل افعالا لا مظاهر واقوالا فقط.. ومن يقف ضده افعالا تغادر عدالة وانصاف شيعة الحسين عليه السلام..فبات اغلبيتهم اما تحت خط الفقر او امام هشاشة الفقر.. اليس من واجبات المنبر الحسيني التفريق ما بين هذا وذاك ونصح المجتمع والجمهور الحسيني اين يكون امام صندوق الاقتراع في ادارة الحلول مقابل ذرائعية الرد في قصعة معاوية العصر الادسم !!!
كل ذلك يجعل من الممكن القول ..ثورة الجياع.. تستمد وجودها من ثورة الحسين عليه السلام ..ومثل الاغلبية الصامتة اليوم لا يبايعون احزاب مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد .. لانهم يجدون( الصلاة وراء علي أتم ) فيما جمهور هذه الاحزاب التي تتبجح وتلبس السواد ايام عاشوراء فقط لأنها تعتمد عل ان القصعة عند معاوية العصر ادسم .. وما أكثرهم.. فالاحزاب تتجاوز ٣٠٠ حزبا … كل حزب بما لديهم فرحون … فيما حزب الاغلبية الصامتة لايبايع مثلهم … ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!