كيف بدأت أمريكا بهدم مجتمعاتنا وماذا حقَّقَت؟
كتب/ د. إسماعيل النجار
هي البرامج السريَة الأميركية التي وُضِعَت للعمل عليها في الدُوَل الغنية التي تحمل باطن أرضها ومياهها ثروات طبيعية بهدف إضعافها والسيطرة عليها ونهبها،
مَهدَت أميركا لذلك باستهداف الدُوَل العربية والإسلامية أولاً والتي كانت الهدف الأساس للبرنامج السِري الذي طَوَّرَت لأجلِهِ الإستخبارات الأميركية الكثير من البرامج الإجتماعية والثقافية والفنية والفكرية،
لَعِبَت السينما الأميركية في هوليود الدور المركزي في تضخيم صورة أميركا وتلميعها وإظهارها بمظهر الدولة القوية الجبارة التي لا تُهزَم والعارفة العالمة بكل شيء ولا يفوتها أي صغيرة او كبيرة،
ضَخَّت الإستخبارات الأميركية المال الوفير لتأسيس محطات تَلفَزَة وتأسيس مجلات خلاعية وصناعة اقمار صناعية وتطوير وسائل الإتصالات،
كل هذه الإمكانيات لديها هدف واحد هو ضرب المجتمعات الدينية المحافظة في المنطقة العربية وأفريقيا،
بالنسبة لآميركا يكفي ضرب جيل واحد من هذه المجتمعات جميعها فأن الأمور ستكون خواتيمها سعيدة بالنسبة لها لأن الماء ستجري بمجراها الطبيعي التي شقته لها هوليود وبلاي بوي وثم الأقمار الصناعية ومحطات التلفزة وأخيراً ثورة الأنترنت،
المرحلة الأولى من الخطة الأميركية أسمتها أل cia عملية “إسقاط الأخلاق” وتستهدف كافة الأعمار من سِن 12 سنة لغاية أل20 لتكريس مفهوم خاطئ لديهم عن الحياة وتغيير الأيديولوجية الشخصية لكل شاب وفتاة ودفعهم لترك إيمانهم وعقائدهم والتهكم على المتدينين من كافة المشارب الدينية والمذهبية الإسلامية والمسيحية بهدف تخريب عقولهم،
هم نجحوا في سحق الديانة المسيحية في الغرب وجاء الدور على الإسلام،
في الفترة الممتدة ما بين هوليود السينما والتلفزيون وصولاً إلى ثورة الأنترنت استطاعت المخابرات الأميركية من تخريب عقول ما يزيد عن أل 60٪ من الشبان اليافعين ودفعهم للإنحراف خارج قضبان سكة قطار التديُن والتآلف الإجتماعي، حيث أصبحت العقائد الدينية “تتآكل” ببطئ شديد لكن من دون توقف،
ونجحت في إبعاد الكثيرين عن عبادة الإله الواحد او حتى التفكير في الخَلق والخالق والذهاب نحو اللهو والشهوات البهيمية،
وبذلك يكونوا قد حققوا ما يصبون إليه من إبتعاد الناس عن الإيمان والعبادة، كما استبدلوا الجمعيات الدينية المحترمة والإرساليات التبشيرية بجمعيات وهمية تحمل أسماءِ وعناوين بَرَّاقة لكنها تحتوي في طياتها على برامج إنحرافيه لدعم الشذوذ والإنحلال الخُلُقي،
لقد نجحوا في صرف أنظار الشباب عن المسجد او الكنيسة وجروهم إلى مستنقعات المخدرات والشذوذ عبر الإغراءآت المختلفه ومنها المال وصنعوا وسائل بسيطة لهم لكي يدخلوا عالم الإنفلات من داخل منازلهم،
“التيك توك” واحداً من البرامج الذي تسعى الفتيات والنساء للحصول عبرهُ على المال بوسائل مختلفة مما دفع بالبعض منهم الى التعري والاختلاط بالرجال والتكلُم بالأحاديث الجنسية وغيرها وهناك المئات لا بل الآلاف من البرامج الشبيهة التي تدفع النساء والشباب الى الإنحطاط الأخلاقي مقابل فُتات المال الذي يُعطى لهم،
اليوم بعدما اكتملَ بناء الأرضية الواسعه لهؤلاء الشياطين أعلنوا علناً أن المثليين بشر يستحقون الإحترام والتقدير ووضعوا حقوقهم في مقدمة كل فئات المجتمع حتى وصل بهم الأمر للتهديد بأن كل دولة لا تعترف بالمثليين سوف لن يسمح لمواطنيها بدخول الولايات المتحدة الأمريكية ومَن معها من دوَل أوروبا الغربية اللصيقه بها،
إن إبتعاد المؤمنين من المسيحيين والمسلمين عن أديانهم وكتبهم السماوية وتعاليم الإنجيل والقرآن سمحَ لدولة الشيطان الأكبر ان تدخل إلى بيوتهم وعقولهم وتدمير مجتماعاتهم وأبنائهم،
سأعطي مثالاً لبنان الذي يعاني من الحصار الأميركي الخانق، وبعد ضرب البنية الإقتصادية والمالية والصحية للبلاد، جاء وقت ضرب المؤسسات الخيرية ذات القيمة الإسلامية والمسيحية المحترمة للسيطرة عليها عبر الإقطاع السياسي وحرف التربية فيها من مفهوم القِيَم والعادات والتقاليد العريقة والحشمة تمهيداً لإدخال المثلية عليها كما يحصل في بيت اليتيم الدرزي اليوم حيث أُجبِرَت مديرته السيدة حياة نكدي على الإستقالة تحت الترهيب والوعيد من أجل تكليف إدارة جديدة موالية للغرب لتقوم بالتغيير اللازم،
هكذا تنتصر علينا أمريكا لأننا قوم لا نحمي مجتمعاتنا ولا مؤسساتنا المحترمة،
لذلك العودة إلى الله هي الحل، وعلينا ان نتمسك بقيَمِنا وأخلاقنا وان نواجه هذا المشروع الشيطاني ونهزمه مهما كانت التكلفه.