غرق جيش الفُرَّارِ والمخدرات والانتحار الصهيوني بـ”طوفان الاقصى”!
كتب / احمد الحاج
شهدت فلسطين المحتلة وبالتزامن مع يوم “كيبور” أو “عيد الغفران” الإسرائيلي في 7/ 10 /2023 وبعد أيام على تتابع اقتحامات المسجد الاقصى المبارك، أولى القبلتين،وثالث الحرمين، هذه الاقتحامات الاستفزازية المتكررة للمتشددين والمستوطنين الصهاينة بحماية الشرطة الاسرائيلية مع إدخال – التوراة – الى باحات الاقصى المبارك، أمرا جللا أصاب العدو الصهيوني بمقتل ،وأفقده توازنه على قول “السادات ” خلال بضع ساعات،ليهز صورته الاستعلائية هزا عنيفا ويعمل على تهشمها كليا وليزعزع ثقة الصهاينة بجيشهم الذي لطالما حاول الكيان المسخ ، وعلى مدار عقود تسويقه للعالم على أنه”السوبرمان”الذي لايقهر، واذا بهذا الجيش الكارتوني الهزيل يهزم شر هزيمة بالصوت والصورة وبظرف ساعات قليلة لا أكثر ، وقد جانب الصواب ولم يصب كبد الحقيقة كل من حاول تشبيه أو مقارنة عملية “طوفان الاقصى”بحرب أكتوبر في العاشر من رمضان ،الموافق للسادس من تشرين الأول/ 1973، والتي مرت ذكراها الـ 50 على العالم العربي مرور الكرام قبل يوم واحد فقط من عملية “طوفان الأقصى” ، لماذا ؟ لأن حرب اكتوبر كانت بمشاركة ثلاثة جيوش عربية مهمة “الجيش المصري،الجيش العراقي،الجيش السوري” فضلا على الدعم اللوجستي والعسكري المحدود من بعض الدول العربية ،بخلاف” عملية طوفان الاقصى” فهذه عملية محلية يقودها ويخطط لها وينفذها فصيلان مقاومان فلسطينيان فحسب ، وقد نجحا تكتيكيا واستراتيجيا وعسكريا أيما نجاح ما أفقد العدو الصهيوني وزعيمه النتن جدا ياهو” اضافة الى وزير أمنه القومي “حمار بن حمير”، الشهير بـ”ايتمار بن غفير” زيادة على رئيس هذا الكيان الهزيل “بيلدوغ ” المعروف بـ “إسحاق هرتسوغ ” كذلك الكذاب الأشر الناطق باسم الجيش الصهيوني ” فخفخاي بعبعبي” المعروف بـ أفيخاي أدرعي ، إصابات بالغة أفقدتهم صوابهم وبما لن يكون ما قبل العملية قطعا كما بعدها البتة، ولاسيما وأن المقاومة الفلسطينية قد استعادت زمام المبادرة لتعيد تطبيق كل ما سبق أن انتهجته فصائل المقاومة الفلسطينية منذ انطلاق شرارتها الأولى عام 1965م من عمليات اقتحام المستوطنات ، الى أخذ الاسرى، الى احتجاز الرهائن ، الى التحليق بطائرات شراعية، الى الصدام المباشر مع جيش الاحتلال على الارض ،ما أعاد الى ذاكرة العربية والعالمية الضعيفة سجل المقاومة الفلسطينية الحافل بالملاحم والمآثر والبطولات الى الواجهة مجددا رغما أن أنوف المطبعين ، والسائرين في ركاب التطبيع المذل المهين .
صحيفة “يديعوت آحرونوت” كشفت عن أن “الجيش الإسرائيلي أعلن حالة التأهب للحرب”فيما نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، قوله بإنه “استدعى الأجهزة الأمنية لتقديم استشارة عاجلة في تل أبيب” ليستدعي الجيش الإسرائيلي الالاف من قوات الاحتياط بعد تعرض الكيان المسخ الى هجمات غير مسبوقة في تاريخه كله ، ولكن يبقى السؤال الملح ” هل أن الجيش الصهيوني الذي تغزوه المخدرات ، وعمليات الهروب ، والتخلف عن الخدمة العسكرية ، والتحرش ، والانتحار قادر على المواجهة اليوم أو غدا ؟” والكل يتساءل كيف تمكن فصيلان فلسطينيان من اقتحام العديد من المستوطنات وإزالة اسلاكها ، ورفع حواجزها بالشفلات ، وامطارها سمائها بمئات الصواريخ والمقذوفات ، واقتحام معسكراتها ، وإحراق آلياتها ، وأسر جنودها وبالعشرات ؟ !
الجواب هو أن جيش الاحتلال الصهيوني وبخلاف ما يتم اعلانه وتسويقه فإن الافا مؤلفة من جنوده يتعاطون المخدرات داخل كيان مسخ وغير متجانس عرقيا ومذهبيا وقوميا وفكريا يضم “الفلاشا “يهود الحبشة” كذلك اليهود الاشكناز” اليهود الغربيون” والسفارديم “اليهود القادمون من اسبانيا والبرتغال “، كذلك المزراحي”اليهود الشرقيون” زيادة على صراع اليمين واليسار ، حيث يدخن (25 % ) من شبابه ومراهقيه “الماريجوانا” التي تباع عبر مواقع التواصل ويتم ايصالها بخدمات الدليفري ، ما تمخض عن نتيجة خلاصتها أن “شعب اسرائيل يتفكك” بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق (بيني غانتس) ،وسبق لرئيس الوزراء الأسبق (إيهود باراك) أن أبدى مخاوفه أواسط العام 2022 من قرب زوال إسرائيل ، وتفككها قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها عام 2028 مؤكدا،بأنه”وعلى مرّ التاريخ لم تعمر لهم دولة أكثر من 80 سنة ، وستنزل بهم لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها”بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) ، ولعل فضيحة تعاطي (240) جنديا اسرائيليا للمخدرات داخل قاعدة (يافا) عام 2021، وتورط (360) مجندا غيرهم خارجها مازالت وستظل تهز الاوساط الاسرائيلية من جراء الخوف والاكتئاب والضغط النفسي حيث (50%) من جنود الاحتلال قد اعترفوا بتعاطي (الحشيش )، لتكشف مصادر اسرائيلية بأن ما لا يقل عن (54.3% ) من المجندين تعاطوا المخدرات عام 2018 ، فيما تم فتح (794) تحقيقا خلال عام واحد ضد جنود تورطوا بالمخدرات أثناء الخدمة ، ولا أدل على حجم الأزمة الداخلية من وصف الممثل الاسرائيلي (موشیه إیفجى) حيث غرد قائلا ” إن نصف سكان اسرائيل يتعاطون المخدرات ” بينما رفع المدمنون شعار ( الشعب يريد تعاطي المخدرات ) خلال تظاهرة حاشدة خرجت عام 2014 مطالبة بالكف عن ملاحقة المدمنين والسماح لهم بتعاطيها في الأماكن العامة ، علما بأن كل ما ورد في الارقام الآنفة قد تناقلته المصادر الاسرائيلة ذاتها ، نحو صحيفة “يديعوت أحرونوت”، وهيئة مكافحة المخدرات الإسرائيليةُ ، و صحيفة “معاريف” ، و القناة العبرية!
أما بشأن الانتحار فهذه آفة أخرى لاتقل فداحة عن سابقتها حيث يعاني كيان الاحتلال من ارتفاع معدلاته وبواقع (500) حالة سنويا، بينها عشرات الحالات داخل صفوف الجيش ، ولاسيما بين الأعمار من 15 إلى 24 عاما من المؤهلين للالتحاق بالخدمة الالزامية وقوات الاحتياط ما دفع قيادة الجيش لوضع برنامج للتأهيل النفسي يهدف للحد من الانتحار بسبب الاكتئاب والقلق والإحباط والخوف ، حيث أكثر من (1710) مجندين يتقدمون سنويا للحصول على خدمات صحة نفسية ، في وقت تسجل فيه معظم حالات الانتحار على انها حوادث مرورية أو أثناء التدريب للحيلولة من دون تأثيرها على معدلات التطوع والالتحاق بالخدمة مستقبلا كما ورد في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ، وتقارير شعبة القوى البشرية بالجيش الإسرائيلي،وصحيفة “هآرتس” ومركز الأبحاث في الكنيست !
أما ما يتعلق بالهروب والتهرب من أداء الخدمة العسكرية فيعاني جيش الاحتلال من ارتفاع معدلات الهاربين وامتناع المكلفين عن أداء الخدمة الالزامية لمدة ثلاث سنوات اضافة الى تخلف قوات الاحتياط عن الاستدعاء الإجباري للإلتحاق بدورة التدريب السنوية،ولاشك أن ما يعرف بـ ظاهرة “الرفض الرمادي” لأداء الخدمة تتنامى باطراد حيث بلغت نسبتها (31%) عام 2021 ، فيما انخفضت دوافع ومحفزات الخدمة القتالية عام 2022 الى أدنى مستوى لها وسط تحذيرات من الدعوة لعصيان الأوامر العسكرية وفقا لصحيفة “هآرتس”العبرية ، وصحيفة يديعوت أحرونوت ، ورئيس جهاز الشاباك ، وصحيفة “يسرائيل هيوم”.
أما فيما يتعلق بالاغتصاب والتحرش الجنسي في صفوف جيش الكيان الهزيل ،كيف لها ومن قادته أمثال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “إيهود أولمرت”المتورط بفضائح جنسية ، كذلك الرئيس الإسرائيلى السابق “موشيه كاتساف”، المدان بالاغتصاب والتحرش الجنسي، و قائد العمليات البحرية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال شاي الباز،الذي ترك منصبه بعد تهم تحرش جنسي بمجندات أيام ترؤسه وحدة “شايطيت 13” البحرية، ولم يختلف الحال مع العميد أوفك بوخاريس،المتهم باغتصاب16 مجندة وضابطة اسرائيلية بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أقول إن جيشا “خنثيا ومثليا ونسويا” كهذا تكثر بين صفوفه المجندات الإسرائيليات وتسمى إحداهن داخل الاوساط الصهيونية بـ (فرشة الجيش) لكونها مخصصة للاعتلاء ، والتحرش الجنسي في أية لحظة ومن قبل كل المراتب وفي جميع الصنوف ، فقد تم الإبلاغ عن (993 ) حالة تحرش عام 2018 ، و (893) حالة عام 2017 بحسب مستشارة “شؤون المرأة” في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي ، وقد ارتفعت حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي داخل الجيش بنسبة 20% في غضون الأعوام الأخيرة قياسا بما قبلها وفقا لـ إذاعة جيش الاحتلال ،ليكشف موقع “المصدر” الإسرائيلي، عن تسجيل نحو (1329) شكوى تحرش جنسي عام 2016، مقابل 1101 شكوى عام 2015 ، فيما تم تقديم 63 لائحة اتهام بتحرش جنسي تضم عشرات الاسماء في عامي 2013 – 2014 ، وقبلها تم تقديم 27 لائحة عام 2012 !
لتأتي القشة التي قصمت ظهر البعير متمثلة بتورط حارسات السجون بفضائح جنسية مع بعض السجناء ، ليعلن قائد ” سجن ريمون ” أمنون يهفي ، وبعد فضائح ممارسات جنسية لحارسات السجون مع عدد من السجناء ، أنه” لن تكون هناك حارسات في الأجنحة الأمنية في السجون الإسرائيلية”اضافة الى فتح التحقيق مع مسؤولين في مصلحة السجون الإسرائيلية لأنهم كانوا على دراية بالقضية بحسب “تايمز أوف إسرائيل”، ليقترح وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الشهير عربيا بـ ” حمار بن حمير” ، تشكيل لجنة تحقيق حكومية لفحص سلوك مصلحة السجون في القضية أسوة بقضية سابقة في سجن “جلبوع” مع قيام بعض حراس السجن بلعب دور “القوادة” لتوفير المجندات لكل من يرغب باعتلائهن ، فهل جيش متصدع وهزيل كهذا بامكانه الصمود مستقبلا أمام مجمل التحديات ، وعلى مختلف الصعد ، وفي كل الجبهات ، وهل جيش كارتوني كهذا يخشاه بعض العرب ليطبعوا صاغرين معه بدلا من محوه من الخارطة العسكرية ؟!
ولله در الشاعر الكبير وليد الأعظمي القائل في إحدى قصائده :
لا بـد من ثورة يا قدس عاتية…مـنها تحل على الأعداء بأساء
حـتـى يفر بنو صهيون ثانية ….كـمـا تفر من الرئبال جرباء
ويـرجـعـون إلى آفاقهم بدداً …كـما إلينا من الآفاق قد جاؤوا