هل باتت أيام نتنياهو والمتطرفين معدودة في الحكومة؟
كتب / د. بسام روبين
لن أتحدث عن الموقف العسكري والميداني لطوفان الأقصى فالهزيمة النوعية ستلاحق الجيش الإسرائيلي عبر التاريخ أما إنتصارات المقاومة الفلسطينية فستتحول إلى إستراتيجيات عسكرية تعبوية تدرس في المعاهد والجامعات العسكرية، ولكنني سأركز حديثي على تلك القذائف السياسية الموازية التي أنبثقت عن طوفان الأقصى بإتجاه نتنياهو والمتطرفين ،والثانية أصابت مستقبل بايدن الإنتخابي وزعزعت فرص ترشحه ونجاحه في الإنتخابات القادمة، أما الثالثة فقد زلزلت مشاريع التطبيع التي كان يخطط لها الأمريكان كدعاية إنتخابية لتعزيز فرص نجاح الرئيس بايدن من جديد.
وأعتقد أن الشعب الإسرائيلي الذي يتمتع بديموقراطية أحادية قد إكتشف بأن المتطرفين حطموا سلة البيض التي وضعها الشعب الإسرائيلي بحوزتهم ظنا منهم أن التطرف سيكفل لهم الأمن والأمان ،والواقع أنهم حصدوا الموت والقتل والأسر والإهانة وتراجع واضح للمؤشرات الإقتصادية مما سيدفع بهؤلاء الإسرائيليين وبقيادة المعارضة للدفع العاجل باتجاه إسقاط الحكومة، وإحالة قادة الجيش والأجهزة الأمنية بسبب فشلهم الذريع أمام إستراتيجيات طوفان الأقصى فمن المحتمل وبعد ذهاب السكرة وحضور الفكرة ارتفاع صوت المعارضة الإسرائيلية مدعوما بقواعد شعبية جديدة لإنهاء حكم المتطرفين والدخول في مفاوضات حقيقية مع الدول العربية لحل القضية الفلسطينية وفقا لقواعد اللعبة الجديدة من خلال المبادرة العربية التي كانت قد قدمتها المملكة العربية السعودية ،وذلك كنتيجة حتمية للهزيمة الكبرى التي مني بها الكيان المحتل ،وهذا ما جرى بعد إنتصار الجيش العربي المصري في أكتوبر على العدو الصهيوني وإقتحامه خط بارليف مما أجبر الصهاينة لإعادة الأرض العربية المحتلة إلى الدولة المصرية والتاريخ سيعيد نفسه ،فالمقاومة الفلسطينية بأفضل صورها الآن وما يخشاه الكيان المحتل هو فتح جبهات جديدة قد تؤدي لزوال إسرائيل أما القذيفة التي أصابت التطبيع في مقتل فقد قوضت الخطط الأمريكية الدافعة بهذا الإتجاه والتي تعد سببا مباشرا في إفتعال الحروب والخراب في معظم بقاع الأرض فقد اعتادت السياسة الأمريكية على إختلاق الحروب لتروية وتنمية مصالحها ومشاريعها ،ولو كلف ذلك حياة الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن فما كان لإسرائيل أن تقصف المساجد والبنوك والأبراج والمستشفيات بهذا العنف الغير انساني لولا الضوء الأخضر من البيت الأبيض ،ولم يقتصر دور أمريكا على ذلك بل نراها تهدد عشوائيا كل من يفكر الإنخراط في دعم المقاومة ضد إسرائيل ،وتعلن أنها ستتدخل لصالح الكيان المحتل.
وأتمنى هنا أن نجد موقفا عربيا واضحا وموحدا يضع حدا للغطرسة الأمريكية وتماديها في قتل الشعوب العربية والإنحياز إلى إسرائيل ككيان محتل فقد حان الوقت للمناداة بوقف الظلم الأمريكي الذي يخالف القانون الدولي والذي اجاز للشعب المحتل حق مقاومة الاحتلال وبالسلاح لكي يحدث الغرب نظرتهم للأمة العربية بما تستحق أن ينظر لها ،وبما يتناسب مع مكانتها التاريخية فهي أمة تمتلك من المقومات والخيرات والقيم ما يجعلها رقما صعبا في هذا العالم ،وسنراقب بإذن الله خلال الفترة القادمة مدى تأثير قذائف طوفان الأقصى السياسية على أهدافها ،والتي يبدو أنها أصابتها بدقه نظرا لردود الأفعال التي بدأت تخرج عن القانون الدولي وعن القيم الإنسانية بسبب قوة الصدمة ،ولنا في موقف الإتحاد الأوروبي السلبي والخارجية الألمانية كذلك حيث جاءت كإعلان حرب على كامل الشعب العربي لأننا أمة واحدة لا يمكن تجزئتها فكلنا فلسطينيون من أجل فلسطين وأردنيون من أجل الأردن ومصريون من أجل مصر ،فالأسلاك الشائكة والخنادق التي نجح سايكس بيكو برسمها ستزول بسواعد أبناء ونخب هذه الأمة العظيمة المدافعة عن المسجد الأقصى وعن الأرض العربية والحافظه لهما.