ألم يأن لنتنياهو أن يعترف بالهزيمة!
كتب / جاسم الشمري
المعطيات الميدانية بأرض المعركة في غزة جميعها تؤكد أن “إسرائيل“ وقعت في أوحال المقاومة، وأبهرتها صور الصمود والبطولة والرجولة الفلسطينية!
ويحاول قادة الاحتلال، في الميادين السياسية والعسكرية، القفز على الحقائق، وأن يستخدموا النيران الكثيفة والقاتلة لتحقيق ” انتصارات” وهمية، ولو على حساب الأبرياء من النساء والأطفال والمرضى، ولا يريدون أن يعترفوا بهزيمتهم الساحقة في غزة!
ولقد وصلت الهزيمة لدرجة أن الاحتلال صار يعاني من كابوس اسمه “السابع من تشرين الأول/ أكتوبر،2023“، ولهذا رأينا التعليق المخجل والغريب لزعيم المعارضة الصهيونية “يائير لابيد“ بخصوص افتتاح “مطعم للشاورما“ باسم (7 أكتوبر) بمنطقة المزار في مدينة الكرك الأردنية بقوله: “تمجيد 7 أكتوبر المخزي يجب أن يتوقف، نتوقع إدانة علنية وقاطعة من الحكومة الأردنية“!
إن الوحشية “الإسرائيلية” أحرجت الدول الغربية الداعمة لها، وقد قتلت الآلة الحربية، لحد الآن، أكثر من 27 ألف مدني في غزة، وأعداد المفقودين لا أحد يعرفها بالضبط، وهنالك حديث عن عشرة آلاف مفقود!
وقد جرح وأصيب أكثر من 70 ألف مدني بإصابات مختلفة، خطيرة ومتوسطة، غالبيتها أصابت الأطفال والنساء!
وأغلبية المعطيات في الداخل الفلسطيني المحتل تؤكد الهزيمة النفسية والمعنوية والميدانية للاحتلال، ومن بين صورها، الشجار الذي وقع يوم 20 كانون الثاني/ يناير 2024، وفقا لموقع “والا الإسرائيلي“،بين وزير الدفاع الصهيوني يوآف جالانت الذي حاول اقتحام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى كادت الأوضاع أن تتدهور نحو شجار بالأيدي لولا تدخل حرس مقر نتنياهو، وبعدها هدد جالانت“بإحضار قوة غولاني للسيطرة على مجلس الحرب“!
وأمام هذه العوامل المتنامية والمؤكدة للهزيمة الصهيونية نجد أن سلطات الاحتلال تحاول جعل غزة مكانا غير صالح للحياة نهائيا، ولهذا وصفت الأمم المتحدة القطاع بأنه “غير صالح للسكن”!
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2023 إن الدمار الذي أصاب منازل غزة لا مثيل له في حرب المدن الحديثة، وإن إعادة المنازل المدمرة سيستغرق ما بين 7و 10 سنوات!
وقد دَمّر الاحتلال، وفقا للوزارات الفلسطينيةالمختصة، أكثر من ألف مسجد وعشرات المدافن، وأن نصف مستشفيات غزة أصبحت خارج الخدمة، وغيرها من صور الوحشية الصهيونية!
وتستخدم “إسرائيل” اليوم سياسة تجويع المدنيينفي غزة، فضلا عن نفاد المياه الصالحة للشرب، وهي جرائم حرب وفقا للقانون الدولي!
الأوضاع المأساوية في غزة تقابلها أوضاع مليئة بالخوف والقلق في الداخل الصهيوني حيث المظاهرات المستمرة لعوائل الأسرى لدى المقاومة، والتي تقض مضاجع حكومة نتنياهو!
وقد تطورت تلك المظاهرات بعد أن عجزت “إسرائيل”عن إقناع المقاومة بهدنة جديدة لتبادل الأسرى، ووصلت المطالب الجماهيرية إلى إجراء انتخابات مبكرة للإطاحة بنتنياهو!
وهذه الأيام اختلفت الرؤية الصهيونية للحرب فبعد أن كانت غايتها إنهاء المقاومة وتحرير الأسرى الصهاينة، نجدها تؤكد حاليا على منع قيام “دولة فلسطينية“ بعد أن أرغم الصمود الفلسطيني غالبية دول الغرب للحديث عن “حلّ الدولتين بين الفلسطينيين والصهاينة“!
الربكة الصهيونية دفعت زعيم المعارضة يائير لابيدللقول بأن “حكومة نتنياهو لا تستطيع إدارة الحرب ويجب تغييرها الآن“.
إصرار “إسرائيل” على الحرب، رغم وحشتيها، والخسائر الفادحة التي مُنيت بها، دليل قطعي على سعي قادتها للحفاظ على ما تبقى من “مكانة“لأحزابهم في الشارع الصهيوني!
ولا ندري متى ستعلن “إسرائيل“ أنها شبعت من دماء المدنيين في غزة وفلسطين؟
كل المعطيات تؤكد أن “إسرائيل” هُزِمت، وأن التاريخ سيسجل هذا الانتصار الباهر لفلسطين ومقاومتها الرجولية النادرة!