لا تتورّط يا بايدن بإشعال ملف داعش في العراق مرة ثانية
كتب / د. جاسم يونس الحريري
بعد أن فشلت واشنطن وتل آبيب في أشعال حرب أقليمية في العراق بين ايران وأمريكا وفشل وأنكشاف مخططاتها الاجرامية لاغتيال القادة العسكريين في مؤسسة الحشد الشعبي البطلة وأزدياد قوة ومتانة الجبهة الداخلية العراقية ,وازدياد السخط الشعبي والحزبي والنيابي العراقي من الوجود العسكري الامريكي غير المبرر وخاصة بعد أن أستباحت الاجواء العراقية وعلى مدى 24ساعة يوميا بالطائرات المسيرة لاثارة القتل والدمار للعراق أنتقلت عاصمة الشر والمؤمرات واشنطن الى السيناريو الثاني وخلاصته عزم الولايات المتحدة الامريكية في ولاية حكم الرئيس الامريكي بايدن التي ستنتهي في نوفمبر2024 موعد الانتخابات الامريكية أستخدام ذراعها الاستخباري ((وكالة الاستخبارات الامريكية CIA )) لاحراز فوضى في العراق وأشعال ملف داعش مرة ثانية بأساليب أستخبارية ولوجستية وعسكرية لتوفير الغطاء له لشرعنة الوجود العسكري الامريكي بعد أزدياد التذمر الشعبي العراقي من هذا الوجود الاحتلالي تحت راية ما يسمى ب((التحالف الدولي)) ضد الارهاب الذي تأسس عام2014 لدعم العراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي.
وإلى جانب عزمها توظيف ذلك التنظيم التكفيري لخدمة إستراتيجيتها في المنطقة، حيث ترمي واشنطن تقديم خدمة إستراتيجية مهمة ((لإسرائيل))، التي باتت تعاني الأمرّين من تغير قواعد الاشتباك والمواجهة مع الدول العربية على أثر دخول حركات المقاومة المسلحة لمعادلة الصراع كبديل عن الجيوش النظامية التي لا يساور((إسرائيل)) وأميركا أدنى شك في خروجها من معادلة المواجهات العسكرية مع الكيان الاسرائيلي المحتل لاعتبارات سياسية وعسكرية شتى. فحركات المقاومة الفلسطينية المسلحة كحماس وكتائب القسام وغيرها إلى جانب نظيرتها اللبنانية كحزب الله، والمقاومة الاسلامية العراقية تعتبر أشد صمودا وجاهزية لمواجهة قوة ((إسرائيل)) العسكرية في حروب غير متماثلة أو غير متناظرة تعتمد على إستراتيجية حرب العصابات، وهو ما يشكل استنزافا حقيقيا وموجعا لها .ويبدو أن العراق أستشعر بذلك المخطط الخبيث وما زيارة السيد محمد شياع السوداني القائد العام للقوات المسلحة يوم الاثنين الموافق 13/2/2024 واجرائه جولة ميدانية وجوية على ((خط وادي الثرثار الاستراتيجي))، الممتد من ((صحراء صلاح الدين)) وصولاً إلى (( غرب نينوى))، كما تابع أوضاع الوحدات العسكرية والقطعات والتشكيلات المنتشرة والماسكة للأرض في مختلف النقاط والمحاور”.وأضاف بيان صدر اثر الزيارة أنَّ “السوداني زار مقرَّ الفوج الأول من اللواء 91/ الفرقة 21 للجيش العراقي، وبعض السرايا والمواقع والنقاط التي تم إنشاؤها ومسكها على الخط الستراتيجي، والتي أنجزتها تشكيلات قواتنا المسلحة، وتحت ظروف أمنية ومناخية صعبة للغاية، من أجل تأمين التواصل والتلاحم بين مختلف القطعات وقيادات العمليات والفرق، ومنع أيِّ ثغرة أمام فلول الإرهاب؛ إذ كان هذا الخط يمثل أحد أهم الممرات لعناصر عصابات داعش الإرهابية”.وأشار البيان إلى أنَّ “السوداني أجرى زيارة إلى مقر اللواء 44 للحشد الشعبي (لواء أنصار المرجعية) في منطقة ((الحضر)) جنوب ((محافظة نينوى))، واطلع على الاستعدادات العالية ،والروح المعنوية الراسخة التي يتمتع بها عناصر التشكيل، إذ أكد أولوية اليقظة والحذر، والاستمرار بملاحقة فلول الإرهاب وحرمان عصاباته من أي موطئ قدم أو ملاذ آمن”.ووجَّه السوداني، بعد لقاءاته واستفساراته من الضباط والمراتب، بحسب البيان، بـ”تأمين جميع المتطلبات القتالية والفنية والإدارية، وإيلاء الاهتمام التام بالأبطال من الضباط والمراتب وجميع عناصر القطعات الماسكة للنقاط، وتلبية احتياجاتهم وكل ما يتعلق بحقوقهم، إذ عزز المعنويات العالية التي يتمتع بها عناصر قواتنا المسلحة، واستعدادهم العالي للثبات والتضحية وإتمام الواجبات والمهام المكلفين بها”.الا دليلا على ان هناك مخططا صهيونيا أمريكيا في الافق القريب لاشاعة العنف والفوضى في العراق في المدى القريب القادم وضرورة اليقظة والحذر من ذلك .ومن المفيد الاشارة الى الكتاب الموسوم ((داعش الوجه الحقيقي لأمريكا والحقائق الصادمة حول جيش الإرهاب)) للمؤلف ((جون بول ليونارد وآخرين))وترجمه((أدهم مطر)) ما يسود المجتمعات من تطرف وظواهر مؤدية للقتل وتهديد الشعوب،ودورالولايات المتحدة الأمريكية في تحريكها للتقسيم أو الزوال، خدمة لمصالحها المرتبطة ب((اسرائيل)).
وفي الكتاب، يسلط المؤلف الضوء على علاقة تنظيم “داعش” الارهابي بالمخابرات الأمريكيةCIA ومدى قدرتها على توجيهه والتنسيق مع تطلعات واشنطن وإلحاق الأذى والضرر بكل أنواعه في سورية والعراق والسعي لسيطرة “داعش” المكونة أمريكيا على الدولتين بشكل كامل.وبتوجيه المخابرات الأمريكية، سعت “داعش” لتشويه الأديان وتحطيم الثقافات الشعبية والاجتماعية، حسب الأمثلة والوثائق الكثيرة والحقيقة التي أوردها المؤلف الأمريكي في كتابه.وقدم المؤلف ليونارد تحولات الجرائم والفعل الخطير الذي نفذته أمريكا بفعل “داعش” والمصالح والخلفيات ومحاولة استمرار السيطرة واستخدام ما هو متاح، مهما كانت الأضرار كبيرة.ويتطرق المؤلف لما عملت عليه أمريكا من إطلاق ما يسمى “الربيع العربي” للإطاحة بكل الحكومات المنتخبة في سورية وليبيا وسحق المقاومة الشعبية في العراق وغيرها، من خلال تشكيل عصابات وفرق غير شرعية والسيطرة على الدولة التي تمتلك البترول لدعم منظومتها الإجرامية.وكشف الكتاب دور التدخل الأجنبي وأمريكا في سورية، على غرار ما حدث في ليبيا وقيام المخابرات الأمريكية بتنظيم عمليات تمرد مسلح في العديد من البلدان، وهي حروب سرية تقوم فيها بانتهاك فاضح لدستورها.وأوضح الكتاب دور المثقفين والمتعلمين في كشف كثير من الأشياء التي قامت بها أمريكا، وكانت النساء والفتيات في مقدمة من كشف الحروب الكيميائية التي قامت بها أمريكا.المؤلف ((جون بول ليونارد))، أشار في مقدمة الكتاب إلى أن العدو المتوحش هو أمريكا المسؤولة عن أغلب الجرائم في العالم بوحشية وتطرف تشبه وحشية “داعش”.وبين الناشر الباحث والمترجم ((هاني الخوري)) أن هذا الكتاب صدر عن دار نشر أمريكية هي دار((بروغرس))،وهي يسارية تعرف خطورة السياسات الأمريكية ولعبها بالنار.الكتاب الصادر عن ((دار الرضا للنشر))المصرية في يوليو2023ويقع في 546 صفحة من القطع الكبير يتحدث عن كل ما قامت به “داعش” وتنظيمها الإرهابي ودور أغلب رؤوساء أمريكا فيه لتقسيم الدول وخدمة ((اسرائيل))،وانتشار الجرائم.