الضحك على ذقون العرب أمريكياً
كتب / سعد العبيدي
اَخر ما نشرته صحيفة وول ستريت الامريكية ان الولايات المتحدة قررت تزويد إسرائيل بحوالي ألف قنبلة من طراز (MK- 82) الذكية، الموجهة بنظام (جي بي أس) بالإضافة إلى مجموعة صواريخ من طراز (KMU – 572) ومساعدات أخرى تفوق العشرة مليار دولار.
ان المشكلة في واقع الحال ليست هنا في توريد السلاح إلى الإسرائيليين، فالأمريكان يفعلون ذلك، ويقفون مع الإسرائيليين، ويدعمون دولتهم سياسياً واقتصادياً، وعسكرياً منذ ستينيات القرن الماضي بعد أن دخلوا بنفوذهم إلى المنطقة العربية بشكل ملموس على حساب النفوذ البريطاني والفرنسي، الدولتان اللتان انهكتهما الحرب العالمية الثانية، وأثرت سلباً في قدراتهما في إدامة السيطرة والنفوذ.
انها مشكلة حقيقية تتعلق بالعرب الذي يصدقون كلام الامريكان من أنهم يريدون حل الدولتين، ويضغطون على إسرائيل للتقليل من قتل المدنيين، ولا يوافقون على التهجير القسري لأهالي غزة إلى خارجها، ويدعون معاقبة المستوطنين على أفعالهم العدائية بالضد من الفلسطينيين على أرضهم بالضفة الغربية، وغيرها من الأقاويل التي تتناقض مع السلوك الفعلي على أرض الواقع، لأن من يريد حل الدولتين لا يقبل الانحياز المطلق لطرف على حساب الطرف الآخر، ولا يقبل على نفسه التصرف بما يخالف القول، ولا يستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشاريع القوانين التي تطالب بوقف اطلاق النار، ولا يدعي يهوديته عند الوصول إلى إسرائيل.
والمشكلة الأكبر في عموم النظم العربية التي أدارت بوصلة الانقياد صوب الأمريكان، وباتت تصدق أقوالهم دون تمحيص، وتنفذ مطالبهم دون حساب، وتهرول أمامهم صوب المجهول، دون معرفة الطريق، كل ذلك يجري، وسيستمر يجري بسبب طبيعة نظم الحكم التي تدير شعوبها في المنطقة العربية، ملكية منها وجمهورية بعقلية البداوة، وأساليب القرون الوسطى التي لم تعد تصلح للتعامل مع انسان هذا العصر المؤمن بالديمقراطية سبيلاً وحيدا للعيش واستمرار الحياة، هذا وان إدارة بهذا الشكل ستكون في العادة مرعوبة من الأمريكان والإسرائيليين خشية تغييرها، أو إثارة الاضطرابات لها، وزعزة الحكم، وبالتالي تسمع كلامهم وان كان ضحكاً على الذقون.