“خرف الشيخوخة “.. والملك بايدن العاري
كتب / كريم المظفر
لم نجد أي قصة او حكاية تاريخية ، لوصف حالة الرئيس الأمريكي بايدن ، قد تكون عنوانا لمقالنا هذا ، سوى كلمة ” الخَرَف ” ، الذي بات واضحا ، انه بات يستحوذ على عقل وفكر الرئيس العجوز ، الذي يحاول ان يتصابى في أواخر عمره ، وكلما تقدم به العمر يوما ، يزداد لديه ” الخرف التقدمي ” ، الذي يسبب تضرر في الأوعية التي تمد الدماغ بالدم ، ويسهم في اضطرابات الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب.
ولا يمكن لنا أن نشبه بايدن الا بذلك الملك العاري ، الذي يعيش في عالمه الخيالي والكئيب ، في قصة “ثوب الإمبراطور” أو “الملك العاري” ، والتي نسبت للكاتب الدنماركي كريستيان أندرسون ، في حين هي قصة مغربية ، وتربط بين القصص الغربي وبين التراث الشعبي ، ولا تقتصر على “ألف ليلة وليلة” كما هو شائع، وملخصها ، محتالان ، كانا يشيعان بأنهما حائكان يعملان في صناعة النسيج، قاما بالاحتيال على الملك المولع بشراء الملابس مهما غلا ثمنها ، واوهموه بانهما قد انتهيا من خياطة ثوبه ( مقابل مبالغ كبيرة ) لحضور احتفاله الكبير.
وقبيل ذلك أراد الملك ان يرى ما وصل اليه عملهما، فارسل رئيس وزراءه الذي دخل غرفتهما ( المحتالان ) التي يعمل فيها الحائكان ، وشاهد النول الفارغ، ففكر قائلاً: “اللهم احفظنا!.. إنني لا أرى شيئاً” ، ولكن أحد النصابين بادره بالسؤال: “أخبرنا ما رأيك فيما ترى؟” ، فرد متمتماً: “رائع” وبادر إلى ضبط نظارتيه على عينيه، ثم لم يلبث الإمبراطور أن دخل الحجرة التي كان الحائكان منهمكين بالعمل على النول الفارغ ، فكر الإمبراطور “إنني عاجز عن رؤية أي شيء إنها لكارثة” ، ثم صاح بصوت مرتفع: “إنه قماش رائع، وهو يروق لي”.
وأخيراً أعلن المحتالان على الملأ: “ملابس الإمبراطور الجديدة جاهزة” وعندما اقترب الإمبراطور منهما تحركا ، على نحو يوحي بأنهما يقومان بإلباسه الثياب الجديدة ، وعندما سار في الموكب، أجمع سكان البلدة على أنها رائعة ، ولم يجرؤ أحد على الاعتراف بأنهم لا يرون شيئاً ، ولكن طفلاً صغيراً لم يلبث أن صرخ قائلاً “إنه لا يرتدي شيئاً” ، ودار الهمس واللغط بين الحاضرين قبل أن يكرّروا ما قاله الطفل الصغير: “الإمبراطور عريان” ، وهذا هو حال الرئيس الأمريكي بايدن ، الذي يرى في عينيه بأنه يرتدي ثوب ” العفة والنزاهة والصدق ” ، وهو ما لا يراه الاخرين فيه ، فمن أين نأتي بذلك الطفل ليصرخ بأن ” الرئيس لايفقه شيء .. وهو عار لا يلبس شيء “! .
ووفقا لمتخصصي العلوم النفسية، فان مصطلح “الخَرف” ، يُستخدَم لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية ، وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به ، ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض ، ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً ، وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض.
والشخص المصاب ، تبرز عنده مشكلات في التواصل أو التعبير بكلمات مناسبة ، او صعوبة في القدرات البصرية والمكانية، مثل فقدان الطريق أثناء القيادة ، أو ضعف التناسق الحركي وصعوبة التحكم في الحركة ، والخَرَف ، ولنا في هذه الحالات العشرات من التصرفات للرئيس الأمريكي ، والتي تثبت بشكل قطعي انه وكما يقول المثل المصري ” جاب آخره ” ، كأن يسلم على أناس مجهولين غير متواجدين بالقرب منه ، او يضل طريقه ويدور حول نفسه ، او يمشي ويتعثر بإقدامه ، او السقوط على السلالم ، لأنه ” نسي ” أنه بات عجوزا ، أكثر ما يمكن ان يعمله هو ، مسك ” خراطيم المياه ” لسقي حديقة بيته .
وتحذر هيئة الخدمات الصحية البريطانية ، من أن المؤشر الأول لمرض ” الخرف ” هو عادة مشاكل ذاكرة بسيطة، وظهور الأعراض التالية مع تفاقم الحالة ، والارتباك والضياع في الأماكن المألوفة ، وصعوبة التخطيط أو اتخاذ القرارات ، او مشاكل في التكلم واللغة ، ومشاكل في الحركة دون مساعدة أو في أداء مهام الرعاية الذاتية ، و تغيرات في الشخصية، مثل أن تصبح عدوانيا ومتطلبا وتشكك في الآخرين ، بالإضافة الى الهلوسة (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة) وأوهام (تصديق أشياء غير صحيحة بشكل واضح) .
نسوق هذه المقدمة الطويلة ، لنعود مرة أخرى الى ما خرج به الرئيس الأمريكي من آداب اللياقة، والدبلوماسية ، بتصريحات غريبة ، تؤكد ان ” العجوز بايدن ” بالفعل يحتاج الى نقله الى مستشفى ، لمعالجته مما هو عليه الان ، وان تدهور حالته أكثر ، قد تكون سببا مباشرة لنشوبصراعات عالمية ، قد لا تحمد عقباها ، فخلال فعالية انتخابية مغلقة في سان فرانسيسكو تكلم “بوقاحة“ تجاه الرئيس الروسي بوتين، حيث قال: “لدينا أبناء عاهرات مجانين مثل هذا الرجل بوتين وغيره، وعلينا دائما أن نقلق بشأن الصراع النووي“ .
وكعادته فإن الكريملين استقبل تلك التصريحات بهدوئه المعهود، واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ” بأن ما قاله بايدن الآن (الشتيمة) يبين أنني محق بالمطلق في تقييمي ، لأن كلامه هذا هو رد فعل طبيعي على ما قلته.. لكن لماذا؟.. لأنه لا يستطيع مثلا أن يقول لي ” أحسنت يا فالوديا (فلاديمير) لقد ساعدتني كثيرا ، ونحن نفهم ما يجري هناك في الشأن السياسي الداخلي، ورد فعل بايدن هذا طبيعي تماما قياسا بما يحدث هناك، ما يعني أنني كنت على حق” ، في حين اكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف ، إن مثل هذه التصريحات الفظة من فم رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية ، من غير المرجح أن تسيء بطريقة أو بأخرى لرئيس دولة أخرى، لا سيما الرئيس بوتين ،لكنها وصمة عار كبيرة على الولايات المتحدة نفسها، وأضاف أنه، كمواطن ( ونحن معه ) ، نريد من مساعديه أن يقوموا “بالبحث عن بيان واحد مسيء” من بوتين ضد بايدن، وبالتأكيد لن يجدوا ذلك .
وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج العجوز بايدن عن منطق ” العقل ” ، وكثيرا ما تطاول على الرئيس بوتين ، حيث أثار خلافا دبلوماسيا عندما وصف الزعيم الروسي بأنه “قاتل”، وهو ما علق عليه الرئيس الروسي بتمنياته بالصحة والعافية لبايدن، وأشار إلى أن تقييم الآخرين يشبه النظر في المرآة ، وبعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، وصف بايدن بوتين علنا بأنه “دكتاتور” و”جزار” و”مجرم حرب” وقال إنه “لا يمكنه البقاء في السلطة”.
ان تقييم الاخرين يشبه بالنظر في المرآة ، نعم فالرئيس الأمريكي ، ماذا سيجد في المرآة ، سوى صورة (راعي البقر في هوليوود) التي يستغلها ببساطة ، وكما عبر عنها بيسكوف من اجل السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة ، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الفظة من فم رئيس دولة ، من غير المرجح أن تسيء بطريقة أو بأخرى لرئيس دولة أخرى، لا سيما الرئيس بوتين ، “ لكنها وصمة عار كبيرة على الولايات المتحدة نفسها “.
أن معظم العقلاء في جميع أنحاء العالم ، يعتبرون سياسات بايدن جنونا حقيقيا ، وأن بايدن هو التهديد الرئيسي للبشرية جمعاء، لقدرته على الوصول إلى (الحقيبة النووية)” ، وإن مثل هذه التصريحات الفظة لبايدن ، لا يمكن وصفها إلا “بخرف الشيخوخة“ ، ويبدو أنه( بايدن ) يعود إلى مرحلة الطفولة، وينظر إلى العالم كله بوصفه لعبا في الرمال، حيث يسمح له وحده باللعب، ويتعامل مع من حوله بوصفهم جزءا من اللعبة ، إلا أنه يجب إعادة تربية الطفل المدلل، ونحن متأكدون من أن الشعب الأمريكي لن يكرر الخطأ في الانتخابات الرئاسية ، ولن يسمح بعد الآن لهذا ” الخرف ” الذي أثار الحروب في مختلف أرجاء العالم بالوصول إلى السلطة.