أرضنا تحتضر
كتب / نجاح العلي
يقول علماء البيئة إن الأرض التي نعيش عليها عمرها خمسة مليارات سنة، وخلال هذه المدة مرت بمراحل من الانقراضات الكبرى بسبب عدم
التوازن البيئي وحدوث البراكين والزلازل والفيضانات الكبيرة التي غمرت سطح كوكبنا الأخضر في حينها، ولم يستقر المناخ
وحصول توازن بيئي إلا خلال العشرة آلاف السنة الأخيرة، مما شجع على ظهور الحضارات
وكان مهدها في وادي الرافدين وبالتحديد جنوبي العراق.
حاليا وبحسب المعطيات والمؤشرات والبيانات التي حللها العلماء لاحظوا ارتفاعا كبيرا في انبعاث الغازات الدفيئة، وفي مقدمتها ثاني
أوكسيد الكاربون والميثان مما سبب ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع
درجات حرارة الأرض، وما رافقها من تغيرات مناخية وعدم استقرار أمنا الارض مما قد
يتسبب بانقراض بني البشر، لو لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها، وفي مقدمتها التقليل من استخدام الوقود الأحفوري،
وفي مقدمتها النفط والغاز والفحم والتحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة، التي لا
تنضب الصديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية وطاقة باطن الأرض، وكذلك زيادة المساحات الخضراء التي تسهم في التقليل من نسبة الغازات الدفيئة في
الجو.
العراق في مقدمة الدول تأثرا من ظاهرة التغيرات المناخية، رغم انه غير مسبب لها وهو الأكثر هشاشة في القدرة
على التكيف معها بسبب التصحر والجفاف والارتفاع المضطرد بدرجات الحرارة، واعتماد اقتصاده
على النفط والغاز في إعداد موازناته، وميزة بلدنا هي حقه المشروع بمطالبة المجتمع الدولي لمساعدته في تمويل مشاريع
بيئية وزراعية وإروائية تعتمد على التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل، بما يحقق أمنه الغذائي والمائي، وهذا
الامر بدأ تنفيذه على أرض الواقع بتنفيذ مشاريع ممولة من صندوق المناخ الأخضر، خاصة بالإدارة المثلى للموارد
المائية المتاحة، بما يقلل من استهلاك المياه باستخدام الري بالتنقيط،
والمرشات المحورية والثابتة واعتماد التقنيات الحديثة في الزراعة بالتحول إلى أصناف نباتية
ذات إنتاجية عالية، وتتحمل درجات الحرارة، فضلا عن التقليل من حرق الغاز المصاحب ليغلق هذا الملف نهائيا
عام 2028.
قمم المناخ السنوية تسعى لاتخاذ التدابير اللازمة لخلق توازن بيئي بما يحفظ كوكبنا، الذي نعيش على أديمه واستدامته للأجيال اللاحقة.