هزائم النتنياهو وغبائه
كتب / عبودي جواد حسن
نتنياهو يحاول ان يسجل انتصارا على الفلسطنيين في حرب غزة- تلك الحرب غير المتكافئة- وقد لايعلم انها قد خسرها مقدما امام الرأي العام العالمي لانه لا يحارب جيشا مسلحا بل يحارب مقاومة فلسطينية لعنجهيته …هؤلاء يطالبون بابسط الحقوق الإنسانية وابرزها الكرامة والدفاع عن الأراضي المغتصبة. وها هو قد وخسرها لأنه لا يعتمد فقط على السلاح الفتاك المزود به من قبل أعداء الإنسانية والعدالة و الحق بل يعتمد على أسلحة محرمة دوليا كالتجويع والقتل العشوائي للمدنيين وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ واستخدام أسلحة قتالية محرمة دوليا متبعا سياسة التدمير الكامل كما ظهر مؤخرا في التقرير الأمريكي الأخير.
ومن هزائمه غير الحربية انتشار واسع ودولي لاحتجاجات طلبة الجامعات ضد اسنمرار الحرب وفضائعها حتى في أمريكا نفسها وضد سياساته في حرب غزة ومجازره وتعنته الفافشل في مواصلة الحرب للقضاء على المقاومين الفلسطينيين وعدم الاخذ بالنداءات الدولية بوقف مجازره ضد المدنيين ومحاولاته اللانسانية في قطع واعاقة إيصال المعونات الغذائية والإنسانية بشكل عام الى المحاصرين من السكان ومحاولة إطالة امد الصراع الحربي في غزة عن طريق تماطله في التفاوض لاطلاق الرهائن ظاهريا وذلك تجاوبا وتلبية للضغوط الداخلية من قبل أهالي الرهائن واصدقائهم وجزئيا ارضاءا لشركائه في الحكم من اليمين المتطرف وتعاضدا مع المستوطنيين الإسرائيليين في اعتداءاتهم على الأهالي في الضفة الغربية ومحاولة منعهم من ممارسة طقوسهم الدينية في أيام الجمع. واضف الى ذلك التمنع الأمريكي الظاهري المزيف من إيقاف ارسال الأسلحة الى إسرائيل المزودة سابقا وبما يكفي بكل أنواع الأسلحة الامريكية الفتاكة. وما ذلك الا مناورة أمريكية لتغطية على جرائمها في غزة ودعاية لتضليل الراي العام وكذلك للاستهلاك المحلي قبل الانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا.
ومن الهزائم الأخرى التي مني بها نتنياهو مؤخرا هو هزيمة إسرائيل وامريكا ومن لف لفهم بالأمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوتت بالأمس بأغلبية سا حقة على قرار تغير مكانة فلسطين من صفة مراقب الى صفة عضو دائم في الأمم المتحدة ومحاولة رئيس وفد إسرائيل إهانة الأمم المتحدة واعضائها بتمزيق ميثاقها امام الأعضاء.
والهزيمة الأخرى هي نية الكثير من الدول علنا وخاصة على لسان كبار المسؤولين والمثقفين والكتاب والمشاهير في اوربا في الاعتراف بحل الدولتين القائم على الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية على اراصيها المغتصبة والذي يعارضه بشدة هذا النتن ياهو وبشتى الطرق قبل وبعد حرب غزة– وكأنه في كفة وبقية العالم في كفة أخرى- كما وكأنه سيد العالم بفضل التحيز المطلق الأمريكي وغير المنصف اطلاقا
اما قانونيا فيواجه نتنياهو احتمال اتهامه رسميا ودوليا بارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطنيين في غزة اثر الدعوة التي رفعتها ضده دولة جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولية كما هو معلوم. كما رفعت دول أخرى دعاوي بحق أنصار نتنياهو ومؤيديه من الدول الأوروبية بوجه خاص مثل الدعوة التي رفعتها نيكاراغو ضد المانيا لتزويد الأخيرة بأسلحة فتاكة لإسرائيل. وبالرغم من فشل دعوة نيكاراغو وذلك بوقوف المحكمة ضد الدعوة فقد لفتت الدعوة نفسها الأنظار الى نفاق الدول الاوربية الكبيرة ومشاركتها في جرائمه كما لفتت الأنظار الى الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينين من طرف دول أخرى مناصرة لإسرائيل.
اما اقتصاديا فحدث ولا حرح. فحربه هذه شلت الاقتصاد ومنيت إسرائيل بخسائر تجارية فادحة لصعوبة مرور البضائع منها واليها بفعل مساندة أبناء شعب اليمن الاعزة وارتفاع التضخم وانخفاض اجمالي الناتج القومي وغيرها
هكذا تتوالى الهزائم والخسائر التي يمنى بها النتن في الحرب مع أهالي غزة ومهما طال الزمن لايستطيع حجب الحقيقة عن انظار الراي العام الدولي بمختلف اجياله ولايستطيع اخماد ثورة شعب مهضوم الحقوق ولا يستطيع الفرار من اذرع الهزيمة التي تلتف حول عنقه مهما بلغت مساعي الأعداء قي الإنقاذ لانهم -اي أمريكا واتباعها- ولوا واصبحوا من العجائز.