أنظمة عربية تعاني من صدمة قوّة المقاومة .. وتتحسّب من طوفان قد يجرفها
كتب / د. محمد أبو بكر
الجنون الصهيوني في رفح المستمر منذ أكثر من عشرين يوما مردّه يعود لقدرة المقاومة على ترتيب صفوفها، وظهورها مجددا في مختلف مناطق القطاع، بعد أن كان قادة جيش الإحتلال قد أعلنوا سابقا القضاء على كل بؤر المقاومة الفلسطينية في الشمال والوسط، ولم يبق غير أربع كتائب فقط في رفح .
هذا الجنون الصهيوني يقابله أيضا جنون بعض الأنظمة العربية التي لم تكن تتوقّع هذا الصمود الأسطوري، حيث كانت تعتقد بأنّ جيش الإحتلال قادر على القضاء على المقاومة في غزة خلال فترة بسيطة، لا تتجاوز الشهرين أو الثلاثة أشهر، غير أن رياح أنظمة عربية لم تأت كما تشتهي سفنهم الآيلة للدمار والسقوط .
رعب وخوف تواجهه اليوم أنظمة حكم ابتلانا الله بها كأمّة عربية، وهذا الخوف يتمثّل اليوم بتحقيق انتصار كبير للمقاومة، وتدرك هذه الأنظمة أنّ مجرّد بقاء المقاومة في غزة، وقدرتها على ترميم أوضاعها، فهذا يعني أن باستطاعتها العودة أقوى من ذي قبل، وهذا بحدّ ذاته يقضّ مضاجع العديد من حكّام العرب .
ثمانية أشهر ولم يسمع هؤلاء الحكّام استغاثات ونداءات نساء غزة، أصابهم الصمم والعمى والخرس، قد لا ألومهم أبدا، بعد أن اختاروا الخندق الصهيوني ووقفوا في وجه المقاومة، لا بل وشاركوا في الجريمة بصورة كاملة لا لبس فيها، لأنّهم على قناعة تامة بأنّ مصيرهم بات يرتبط بمصير المقاومة نفسها، فإن استمرّت المقاومة في البقاء وتحقيق انتصار لها، فهذا يعني بأنّ طوفان الأقصى سيصل إلى العديد من عواصم العرب، ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم، ومن ثمّ سيجرفهم إلى مزابل التاريخ .
طوفان الأقصى ليس فلسطينيا وحسب، لا يتعلّق بالقدس وأرض وشعب فلسطين، هو طوفان سيكون مكتمل الأركان، حين يعمل على تحقيق ما ترغبه الشعوب العربية، التي ينتظر الكثير منها ساعة الخلاص والإنعتاق من العبودية والقهر وتصهين أنظمتها، والخيانة التي غاصت فيها، وتلك المؤامرات التي شاركت فيها بحق شعبنا الفلسطيني .
أجزم بأننا سنكون قريبا في ختام هذه المرحلة رغم ما حملته من أوجاع وآلام، مرحلة ستحقق فيها المقاومة نصرا مبينا، يقودنا نحو القدس وكلّ مدن فلسطين، وعواصم عربية سينالها التحرير أيضا، حينها ؛ قد ننتقل بين بيروت ودمشق والقاهرة وتونس والكويت دون ختم لجواز السفر، أو أن يرمقنا ضابط أمن مطار ما بنظرات اعتدنا عليها كثيرا، نتمنى أن تغادرنا إلى الأبد .
المجد لفلسطين وشعبها ومقاومتها، المجد لكل الشهداء الذين رووا الأرض الطاهرة بدمائهم الزكيّة، وأكرر اللعنات دائما على كلّ من خان وتآمر وتواطأ من أبناء جلدتنا .