مجزرة مخيم “النصيرات” وصمت عار في جبين الاحتلال
كتب / د. محمد المعموري
يوم امس صباحا كانت هناك مجزرة اقدمت عليها قوات الاحتلال في مخيم “النصيرات ” ذاك المخيم الذي يقع وسط قطاع غزة ويفترض ان يكون محمي من الامم المتحدة ، هكذا يفترض وان اي اعتداء عليه يعتبر اعتداء على الامم المتحدة ، لأنه مخيم للاجئين العزل ، اما ما حدث فانه يدل على استغفال امريكا للعرب واستخفافها بالدم الفلسطيني ، لأنها تقدم مقترحات التفاوض من جهة و تشترك في اكبر مجزرة وبماركتها من جهة اخرى
و لا زلنا ننتظر من امريكا خيرا ونظن ان الدماء الفلسطينية تهم او تحرك مشاعر العم بايدن ونسينا وتناسينا ان بايدين يدير معركة الكيان المحتل من خلال دعمه بالمال والسلاح والخبرات العسكرية والاستخباراتية وان ما يصرح به هو مجرد استغفال لعقولنا ولأننا رضينا ان ننام على احلام بايدن حصل ما حصل في مخيم النصيرات ، لقد نسينا سلاحنا وركضنا وراء المبادرات وسعينا لعقد المؤتمرات ولازلنا نجري بعد خطى امريكا بثبات ، حتى قتل ويقتل شعبنا في غزة فأصبحت شوارعها انهر من الدماء وبيوتها مقابر لسكانها ، ولازال الاحتلال يضرب بكل ما لديه من قوة لشعب اعزل ضاربا كل الاعراف والقوانين الدولية عرض الحائط ليبرر تلك المجزرة بتبريرات لا يفهمها الضمير العالمي الحر فانه ترك وراء عمليته الفاشلة اشلاء تقطعت اوصالها لأطفال ونساء وشيوخ عزل فانغمست يداه مرة اخرى في وحل الارهاب وكل ما يفعله الكيان المحتل هو الانزلاق السريع نحو الهاوية وان ما يقوم به الكيان المحتل من مجازر وتحدي للأعراف العالمية انما هو قدرهم الذي قدره الله سبحانه وتعالى لتهلك تلك الدولة ببحر غزة وتنتهي كما انتهت في قديم الزمان
قوله تعالى :
( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ” الاسراء ” )
ان مجزرة ” النصيرات ” والتي راح ضحيتها اكثر من 210 الى ٢٤٠ شهيد واكثر من ٦٠٠ جريح تمثل منهج الكيان المحتل في حربه ضد غزة حيث تم الهجوم على هذا المخيم عن طريق البر والجو والبحر بقوة نارية كبيرة ، وهذا ما اكده المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال الأميرال دانيال هاغاري بكل تباهي وفخر وكأنه انتصار “منتغمري “على رومل في معركة العلمين ، او انه انتصار الروس على المان وربما اعتقد ان انتصاره قد تجاوز انتصار صلاح او ربما خيل له انه فتح باب خيبر ونسى وتناسى انه سلط تلك القوى الفتاكة على مخيم اعزل للاجئين من شر الاحتلال .
ان ما يسمى بتحرير الاسرى وعددهم (4) ليس هو انتصار وان هذا الصريخ والتهويل لهذه العملية الاجرامية يدل على افلاس الجيش الاسطوري الذي تدعمه امريكا وحلفائها والا فأننا نعلم ان ما تفرزه الحروب كل الحروب ثلة من الخونة قد اطلق عليهم “الطابور الخامس ” من ابناء الوطن فيبيع نفسه بثمن بخس من اجل حفنة دولار فاين الغريب في هذه العملية واين الانتصار ؟.. ، ولو كان جيش الاحتلال قادر على ما يسمى “بتحرير “الاسرى دون اراقة تلك الدماء وترك مجزرة دموية ورائه من الابرياء العزل لكان ينظر اليه العالم الذي ايده نظرة احترام ولكنه لم يستطيع فعل ذلك الا بهجوم بربري فاين الانتصار ؟!.
ربما يمني نتنياهو نفسه بان لديه القدرة على “تحرير ” ما تبقى من الاسرى بهذه الطريقة ربما ، اذن عليه ان يعلم ان طابوره الخامس في غزة لن يستمر بالتخفي …وعلينا ان ننتبه بان بانه سيكرر تلك المجزرة بحجة ان لديه معلومات عن تواجد الاسرى في مدن فلسطينية اخرى لان الغاية من هذه الابادة وغيرها هو قتل الشعب الفلسطيني وتهجير من تبقى منه وليس مهم استخدام اي وسيلة لتحقيق اهدافه وهذا ما صرح به نتنياهو في بيان عقب مجزرة النصيرات
(عملية اليوم أثبتت أننا لا نرضخ للإرهاب والإرهابيين، وسنكرر العملية الجريئة، ونحن ملتزمون بعودة أسرانا أحياء وأموات ولن نتوقف حتى نكمل المهمة).
اي مهمة يصر نتنياهو على اتمامها انها مهمة ابادة الشعب الفلسطيني وانه بهذه العملية قد ارسل رسائله للعالم ان لا مفاوضات الا بعد بلوغ هدفه .
وعليه فأننا كعرب ننتظر موقفا عربيا حازما وليس اجتماعا يعقبه تنديد ، علينا ان ننقذ ابناء فلسطين من الابادة الجماعية وعلينا ان نوقف تلك المجزرة التي اصبحت تتكرر في الاراضي الفلسطينية وليس مستبعد ان تستمر لتشمل كل بقعة من ارض فلسطين يتواجد عليها فلسطيني .
اما اذا نددنا وشجبنا ، وانتظرنا مفاوضات هنا وهناك فانه مجرد غطاء نقدمه لنتنياهو للاستمرار بهده الحرب المعلنة اهدافها وسنكون الة التي تقتل ابنائنا ، علينا ان نناصر شعبنا في غزة كما ناصرت امريكا وحلفائها كيانها لنتمكن من انقاذ،شعبنا هناك .
والله المستعان