غزة ضحية العيد في الاضحى المبارك
كتب / وفاء حميد
من قال العذاب ينتهي ؟ من قال الصمود المتواصل لايحتاج لاستراحة محارب؟ تسعة شهور وعذاب القهر والفجيعة والحرمان لايتوقف، غزة التي طحنتها الحروب منذ انسحاب النازي أرائيل شارون /2004/ وغزة من معركة إلى معركة، هي لم تبخل بالتضحيات، ولم تتوان عن الصمود في وجه من اعتدى على أرضه ، بل قدمت أرواحا وشبابا في عمر الزهور، وارتقى أطفالهم أمام أعينهم ليرصعوا سماءها بنورهم الطاهر…….
خطة شارون بفصل غزة عن الضفة ، لزيادة النزاع الداخلي، عكس عليهم خططهم، لتتحول إلى صفعة على وجوههم، فكانت العمليات من غزة إلى الضفة في تواصل دائم، يتلقى فيها العدوان في كل مرة دهشة، إلا أن غزة كان لها النصيب الأكبر من هذه الضربات فكانت المعارك التي بدأتها منذ عام /2008/ وحتى بداية /2023/ من معركة سيف القدس إلى بأس الأحرار وثأر الاحرار إلى المعركة الاشد والاكثر طحنا، معركة /7/ اكتوبر……
فقد أرجعت للقضية حضورها من جديد، وسط ربط الكيان النازي بسلسلة من التطبيعات المتتالية، حتى أصبحت بعض الانظمة العربية تتلهف الى مصافحة هذا الغادر، ناسيا مآساة شعب، نكل وهجر وذبح وشرد منه وتلوثت يد هذا المحتل بدماء هذا الشعب، إلى أن صعدت المقاومة الأبية، في /7/ اكتوبر لتنهي كل هذه المهزلة وتعيد للقضية مكانتها، وتكتب من جديد وعلى احرف من ماء الذهب وتسطر على كتب التاريخ، فلسطين وقفت في وجه كيان غاصب حل على أرضها ومزق شعبها، لأكثر من /76/عاما فاستجمعت قوتها وثابرت ودأبت عل مواصلة التحرير من معركة صغيرة إلى أخرى حتى فجرتها في طوفان النصر……
ولاقى فيها شعب غزة هاشم مالاقى من كيد وظلم، فكانوا الترس الحامي للأمة، وكأن المعركة خلقت لهم، من ذبح وحرمان، واطفال تنتظر العيد بلهفة من ثياب ولعب والعاب، وأهالي ينتظرون فقط استراحة محارب من هذا الخذلان العربي الذي تركها وحدها في ساحات القتال تتلقى كل الضربات، غزة تنادي في أول أيام الاضحى تقول للامة العربية والعالم، الم تكتفوا بنا اضحيات، وابناؤنا أشلاء بين أيدينا في هذه الأعياد؟ الم يحن للصمت أن يتكلم؟ أن يقف وقفة إلى جانب أخيه الذي يعدم أمام عينيه كل يوم؟ اما حان للنخوة العربية أن تتحرك وتقول كفى، وتحمل سيف العزة، سيف صلاح الدين في وجه من اعتدى على أرضه، ان يهب هبة المعتصم، عندما استغاثت به سيدة ثكلى استقوى عليها الطغاة ، فأتاها بخيول بلقاء كما قالت، ولم يتركها قائلا : لها بكل تواضع هل لباك المعتصم؟…..
اين انتم يا اشراف العرب عندما تسمعون صرخة ظلم تشتد بكم النخوة وتجمعون بعضكم ملبين النداء؟ هل يرجع هذا التاريخ الينا، ويلبي شعب غزة؟ هل تعود دماء النخوة وتجري في العروق، ويوقف شلال الدم الذي اغرق هذا الشعب الصامد؟…