edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. بين العراق وامريكا: اتفاقيات إستراتيجيّة..أم خروقات وتدخلات استراتيجية؟!
بين العراق وامريكا: اتفاقيات إستراتيجيّة..أم خروقات وتدخلات استراتيجية؟!
مقالات

بين العراق وامريكا: اتفاقيات إستراتيجيّة..أم خروقات وتدخلات استراتيجية؟!

  • 30 حزيران 2024 14:36

كتب / د. جواد الهنداوي||

بعد سقوط النظام العراقي السابق بأيام، نيسان عام 2003 ، سَنحتْ لي الفرصة ان اكتب او اتحدّث لبعض الاخوة السياسيين والقياديين في العراق ، و بعضهم لايزالون ،عن تبعات طرح الثقة في الدور الأمريكي في العراق ، وعن تبعات ما استطيع تسميتهُ ” بالاستسلام السياسي لأمريكا ” .

تبلّورت لدي فكرة ورؤية موضوعية عن استراتيجية امريكا تجاه المنطقة والعراق ، ومصدر هذه الرؤية ليس عملا حزبيا او سياسيا بحتا ، وانما متابعة إعلامية و قانونية لأحداث العراق و المنطقة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، تيّسرت لي ،ومن مراجع فرنسيّة رسمية ووثائقية ، بحكم عملي التدريسي في مادة القانون والعلاقات الدولية في الجامعات الفرنسية .

استراتيجية امريكا تجاه المنطقة و العراق قائمة على ثوابت لا تتغيّر بتغير الادارات الأمريكية ، ولا بتغيّر السياسات الموضوعة. الثوابت هي ، مصلحة إسرائيل وهيمنة إسرائيل على المنطقة ،ثابت لا يتغير ، و هو الفلك الذي تدور حوله وتسير بهديه السياسة الأمريكية تجاه العراق و المنطقة . امام مصلحة إسرائيل تسقطُ كل الاعتبارات وتختفي كل المعوقات وتُهدم كل الحواجز . والثابت الآخر هو استمرار هيمنة امريكا على العالم ،بالسيطرة على موارد العالم ، ودوله وشعوبه . ولكل جانب أدواته وسبلُه .فالسيطرة الأمريكية على موارد العالم بالاحتلال والسرقة ،كما يجري في سوريّة ،او بسياسة الدولار ، والسيطرة على دول العالم من خلال سبل تغيير الأنظمة ، و بحجّة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتنصيب العملاء ،والسيطرة على شعوب العالم عن طريق وسائل التواصل ، و الاعلام ، والتظاهرات ،والديمقراطية.. الخ.

بين العراق وامريكا اتفاقيات استراتيجية و شراكات استراتيجة ، ولكن كل هذه الاتفاقيات والشراكات لم تجعل منسوب الثقة السياسية بينهما إيجابياً . لا امريكا فهمت واستوعبت العراق ( دولة وشعبا ) ، و لا العراق قادر على ان يسير في السكّة التي تريدها امريكا . فالسكّة التي تريد امريكا ان تسير عليها قاطرة العراق تصلهُ إلى محطة تل ابيب !

ربما يسألُ سائل، لتكن بينهما قواسم سياسيّة مشتركة ، وتصبح العلاقة والأمور وفقاً لهذه القواسم المشتركة ؟

صحيح جداً ، و لكن تسقط كل القواسم المشتركة بضربة قاضيّة من قبل ثوابت السياسة الأمريكية تجاه العراق والمنطقة، واهم هذه الثوابت مصلحة إسرائيل .

لن يتوقعْ العراق من الولايات المتحدة الأمريكية خيراً ،وامرُ وقرار امريكا بيد إسرائيل لوبياتها المتعددة في اروقة المؤسسات الأمريكية ، وخاصة الكونغرس الأمريكي . من حصاد الاتفاقيات و الشراكة الاستراتيجية العراقية – الأمريكية ليس حّلْ ازمة الكهرباء او تحسين القدرات العسكرية العراقية او استثمارات أمريكية او غيرها في الاقتصاد العراقي ، و انما اعتداءات متكررة و اغتيالات ،والشواهد على الاعتداءات والاغتيالات معروفة ،ولا حاجة لذكرها ، وكذلك تدخلات وخروقات لسيادة العراق ،ومواقف من شأنها تقويض السلطات الدستورية للبلد وامنه و استقراره ، و ابقاء العراق في قدرات اقتصادية وعسكرية وسيادية مرهونة و متواضعة ، ولا تتناسب مع ثرواته وحاجاته وتطلعاته .

تتوالى ،الواحدة بعد الأخرى ، افعال و تصرفّات سياسيّة امريكية تجاه العراق ،وتنّم عن روح عدوانية واستصغار للعراق ، وهي من صُنع الصهيونية ،المُهيمنة على الادارة و الارادة الامريكية .فهي (واقصد التصرفات و الأفعال الأمريكية ) في وقعِها اكثر سوءاً من التدخلات ،التي اعتاد العراق عليها ، ويتعايش ،على مضض ،معها .

أصبح ،على ما يبدو ،عُرفاً بأنَّ السياسي او والمسؤول الأمريكي ،والذي يروم النجاح في مهمته في العراق او مساره في امريكا ، عليه أن يُشرّح العراق وينكّل به ويتجاوز على مؤسساته وكرامته . ها هو عضو الكونغرس الأمريكي مايك والتر يتبنى تصريحات تسيء إلى السلطة القضائية في العراق ،ويشكك في نزاهة ووطنية رئيس مجلس القضاء الأعلى ،القاضي فائق زيدان ، ويتهمه وقادة عراقيين ،دون تسميتهم ،بالعمالة إلى إيران .

وقد اعربت وزارة الخارجية العراقية عن رفضها التام للتصريحات و الاتهامات ، في بيان لها بتاريخ 2024/6/29 .

وسبقَ هذا الموقف ، خطاب السيدة تريس جاكوبسون ، امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي ، والمُرشحّة للعمل سفيرة في العراق ،والذي تناولت فيه ذات الاتهامات ” وهي العمالة لايران ” والحشد الشعبي والفصائل المسلحة.

العراق وشعوب المنطقة ،بل وشعوب العالم ، يعانون من غباء وتهّور السياسات الأمريكية المرتهنة للصهيونية والإمبريالية والاستغلال واثارة الفتن والحروب بين الدول والشعوب . كُلَّ ما شاهدناه وعايشناه طيلة العقديّن المنصرمين من مُنجزات السياسة الأمريكية هي خلافة الدول الإسلامية في العراق ( داعش ) ، وخلافة الدولة النازية في إسرائيل ، و افتعال حرب اوكرانيا ،من خلال استفزاز روسيا ونقض تعهدات الغرب معها عام 2014 ، ودعم المليشيات النازية في أوكرانيا مثل سنتوريا ،لاثارة الاقتتال الداخلي في أوكرانيا ومحاربة الروس .

من شدّة الارتباط الصهيوني -الأمريكي ،اصبح اغلب سياسي ،وغير سياسي امريكا ،عملاء للوبيات الصهيونية ، و كأنَّ العمالة تنتقلُ في ما بينهم بالجينات او بالوريد ، حتى ظنوا بأن الآخرين من الشعوب مثلهم ، و يصفُ الشاعر المتنبي ببراعة هذه الحالة ويقول :

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءت ظُنونهُ

وصدّقَ ما يعتادهُ مِنْ توهّمِ

تستخدمُ امريكا ” شمّاعة إيران او بعبع ايران ” لابتزاز و تخويف دول وشعوب المنطقة ،وللتقرّب بالولاء والطاعة للصهيونية في امريكا و العالم . ولكن من الغرابة والدهشة هو انه ،وبالرغم من الاستخدام الأمريكي لشمّاعة إيران وتحذير دول المنطقة من ايران ، يتمدّد نفوذ ايران و تتطور علاقاتها مع دول وشعوب المنطقة والعالم ، الأمر الذي يدلُ على يقظة الدول والشعوب لأكاذيب الولايات المتحدة الأمريكية، و تحذير امريكا للدول والشعوب من ايران ، ليس لمصلحة العراق او هذه او تلك الدولة ،و انما لمصلحة اسرائيل .

بعد فشل تجربة الخلافة الاسلامية في العراق ( داعش ) ، وبعد فشل عزل إيران في المنطقة ، شماعتان سياسيتان تتكأ عليهما امريكا لزعزعة الاستقرار السياسي في العراق وللحيلولة دون بناء دولة سياديّة مقتدرة : شماعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، و وظّفتها امريكا ببراعة حين ارادت التخلص من حكومة السيد عادل عبد المهدي ،فأجّجت التظاهرات و الشارع ودعمتها بكل قوّة ،والسبب ،لانه توجّه نحو الصين من اجل مشاريع استثمارية عملاقة ، وصوب المانيا من اجل حلْ ازمة الكهرباء ؛ واليوم تستخدم شماعة ايران لتقويض السلطة القضائية، و تهديد رئيس مجلس القضاء الأعلى بعقوبات ، والسبب هو أن القضاء حرص على تطبيق الدستور واتخاذ قرارات تعزّز من سيادة العراق وتحارب الفساد .

اعتقدُ من الوطنية و الواجب ان تندّد الاحزاب والتكتلات السياسية جميعها بالتدخلات والخروقات السافرة ،وان تُعبّر كافة المؤسسات الدستورية عن رفضها و ادانتها لتصريحات و محاولات الكونغرس الأمريكي في النيل من القضاء العراقي .

اقرأ أيضا

الكل
تراجع التفوق الأمريكي: وثيقة سرية تكشف هشاشة الإمبراطورية أمام التنين الصيني والتحالفات الجديدة
مقالات

تراجع التفوق الأمريكي: وثيقة سرية تكشف هشاشة الإمبراطورية...

أزمة رئاسة الوزراء في العراق: من دولة التوازنات إلى الدولة الحضارية الحديثة..!
مقالات

أزمة رئاسة الوزراء في العراق: من دولة التوازنات إلى الدولة...

العراق يقاوم التدخلات الخارجية في شؤونه
مقالات

العراق يقاوم التدخلات الخارجية في شؤونه

الغرامات المرورية المليونية “الغاية لا تبرر الوسيلة”
مقالات

الغرامات المرورية المليونية “الغاية لا تبرر الوسيلة”

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا