سفّاح في الكونجرس
كتب / ايهاب سلامة
موقف نواب وشيوخ الكونجرس الأمريكي من الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء الكيان المجرم بنيامين نتنياهو في قلب الكابيتول هيل، تأييد علني صارخ للجرائم الصهيونية البربرية التي ترتكب في غزة،
ودليل إدانة على الشراكة الأمريكية الصهيونية في تنفيذ الإبادة.
نتنياهو الذي يُحَقّر في كنيست كيانه، ويهان، وتقاطع خطاباته سبًا وشتمًا، وجد حفاوة استقبال وترحيب عند دمى العم سام الذين يتحركون بخيوط الايباك، يستحيل أن يحظى بها حتى بين أعضاء حزبه وحكومته.
الوقاحة والصلافة التي خاطب بها المذكور الشعب الأمريكي في عقر دارهم، لا يجرؤ عليها الخرف بايدن، ولا المعتوه ترامب، وبدا وكأنه الرئيس الفعلي الحاكم للبيت الأبيض.
أكاذيب نتنياهو، واعترافاته العلنية بالجرائم التي ترتكب في غزة، قوطعت عشرات المرات بالتسحيج والتهليل والاستحسان من أمريكيين مخلصين للكيان الصهيوني، أكثر من أبناء الإحتلال أنفسهم، ولو كان أعضاء الكونجرس يتقنون العربية لصاحوا بأعلى صوتهم: يعيش نتنياهو!
السفاح تقمص دور الضحية، وسرد خمسة وخمسون دقيقة متواصلة من الأكاذيب، أمام ساسة محنكين يعلمون تمامًا بأنه يكذب، فهو الذي نفذ جميع الجرائم المدونة في كتيب “القانون الدولي” بحذافيرها على أطفال غزة طيلة أشهر تسعة، ورغم ذلك، استقبل في معقل “الديمقراطية الأمريكية” كأنه المسيح المخلص!
نحن نشاهد بأم أعيننا اليوم، الحضارة الأمريكية الحقيقية التي بنيت على أشلاء مئة مليون هندي أحمر وهي تهوي.. حضارة عاشت على الابتزاز، والحروب، والدم، وظلت توزع صكوك الغفران على دول وشعوب الأرض تحت تهديد السلاح والديمقراطية.
نحن نقف وجهًا لوجه، أمام عنصرية وغطرسة النظام العالمي الأوحد، الذي يستقبل هولاكو العصر، بالورد والود، ويفتح ذراعيه لاحتضان النسخة القبيحة من أدولف هتلر، ويشرعن للكيان الصهيونازي، حق إضرام هولوكوست فلسطينية، بمشعل تمثال الحرية القابع على ضفاف الحلم الأمريكي.
إن أهم التجليات التي كشفتها حرب غزة، سقوط منظومة القيم الغربية الكاذبة في وادٍ سحيق، وإعادة الديمقراطيات الغربية المزعومة إلى أقبية محاكم التفتيش، وعصور الظلام، وفضحت زيف حضارة
شيطانية كانت ترتدي قناع ملائكة.
والسؤال الذي يربك العقل على الإجابة: هل يحق لنا “العتب” والغضب من هذا المشهد الأمريكي القبيح، ونحن أبناء العروبة نغوص حتى رؤوسنا في وحل أقبح، ونغرق في مستنقعات الخذلان والتواطؤ والتآمر؟!