وعي الشعب..والإعلام الأصفر..!
كتب / كندي الزهيري
خلال المدة القليلة الماضية، شهدت أجواء العراق، بعض التوترات السياسية، وهذه التوترات أصبحت مصدر قلق، -خصوصا- وأن العراق شهد مدة من الهدوء السياسي حذر، انعكس على الشارع العراقي بشكل إيجابي…
لكن ظهرت مؤشرات يجب الانتباه لها ومعالجتها قبل أن تخرج عن السيطرة، ويعود العراق إلى مستنقع الفوضى من جديد، برعاية الإعلام الأصفر وللسوشيل ميديا سيد الموقف، المؤشرات بدأت مع إعلان تعديل قانون الأحوال الشخصية، تبعها تصاعد الصراع بين المؤيد والمعارض ودخول السِّفَارة الأمريكية على الخط مع تحذيرات للحكومة العراقية من قبل الاتحاد الأوروبي بشكل سافر ووقح،
قبل ذلك كان هناك مطالب بإقامة إقليم سني من قبل البعض الساسة والشخصيات التي أغلبها تسكن عمان، بدعم إماراتي وكويتي وأردني، ورقة ضغط أخرى بيد الوبي الصهيو أمريكي في العراق إضافة إلى تصاعد المظاهرات من قبل الخريجين وآخرها ذو المهن الطبية،
وما حدث خلالها كان مؤسفًا حقًا، لكون التخطيط الحكومي غير سليم أدى إلى ذلك،وظهور فضيحة أخرى وهي التجسس في رئاسة مجلس الوزراء، الذي أنتج شقًا خطيرًا قد يطيح بالعملية السياسية الحالية، إذا أضفنا لها، تصاعد المطالب بأن تكون محاكمة “نور زهير” المتهم المباشر بسرقة القرن، الذي تم إخراجه من السجن والسماح له بالسفر خارج البلاد بأمر قضائي، أن تكون محاكمة علنية،
وهذا سبب أخر من أسباب الزلزال السياسي، علما أن الشيخ قيس الخزعلي والسيد الحكيم دعوا إلى ذلك أيضا حسب ما نشر في الإعلام…
جميع الأحداث التي ذكرت أعلاه وغيرها وعودة برنامَج “بشير شو” من جديد، الذي دخل مباشرة على خط تعديل قانون الأحوال الشخصية، ودعوة بعض المُرْتَزِقَة الذين يعملون لمصلحة دول معادية للعراق، جماعة تشرين بحمل السلاح والتلميح بذلك، هذه الصور تؤكد أن الأيام القادمة ستكون الأخطر،
أما عودة العراق إلى الوراء أو المضي قدما نحو المستقبل، تجارِب الماضي وأزماته لم تكن سهلة، بالعكس كانت كارثية على الشعب العراقي المبتلى، وكان ثمن الخروج من تلك الكوارث، دماء كثيرة أريقت، وها نحن اليوم نعيش ببركة ثمرة تلك الدماء الزكية الطاهرة… العقل يقول؛ يجب التعلم من الماضي، والعمل في الحاضر للمستقبل، ووضع الخطط والبرامج المناسبة، لتخفيف الخطر وأبعاده عن الشعب،
وأن أمن البلاد أهم من علاقات السياسية والإقتصادية مع أي بلد كان. إن أمن القومي للعراق فعلا في خطر وخطر واقعي ، صلابته تكون (إذا لم يكن هناك خطط استباقية ، توقفه قبل أن يقوم من مقامه) ، في بعض الأحيان أمن القومي ل
لبلاد أهم من (علاقات وحقوق الخونة والعملاء والمطبعين والجهلة) ضع تحتها ألف خط، يجب على صاحب القرار أن يعي ذلك، الكثير من الأجهزة يجب عليها أن تقود حملة توعية للشارع العراقي، وتبين الحقائق، قبل أن يأتي من يبين الحقائق وفق أهدافه الخبيثة، فيعكس الصورة ويقع فيها الكثير، وبذلك، يعود -من جديد- يقاتل بيد الشعب، ويحقق أهدافه من خلالهم دون أي جهد يذكر.
الوعي؛ يقودنا إلى التخطيط السليم ، وبدوره يحدد لنا الخطوات الضرورية للحد من المخاطر ، والقدرة على تجاوزها بأقل الخسائر ، لذا؛ ندعو الجميع من يحمل في قلبه ولو ذرة من الغَيْرَة على بلده، أن لا ينجر خلف الإعلام الأصفر، وأن لا يقوم بمقام الداعي له، بالعكس عليه أن يكون حائط صد دفاعًا عن مستقبل وأمن البلاد، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع -دون استثناء-.
إذا أردنا أن يكون لنا الصوت الأقوى والأصلب، للوقوف بوجهه خطط أهل الفساد والشذوذ، علينا جميعا أن نشعر بالمسؤولية اتجاه مستقبلنا، ولا يكون ذلك إلا بالتكاتف والوقوف صفا واحدًا بشكل عملي، بوجه الفاسدين والسفارات الشر على رأسها سِفَارة الشذوذ الأمريكية والبريطانية.
الغرب يخشى وحدتكم، فإن تيقن من ثبات موقفكم رضخ ولا شك بذلك… وما يقوم فيه اليوم من تهديد هو بسبب الفاسدين والخونة الذين أوصلوا صورة غير حقيقية عن الشعب العراقي، والحق يقال بأن سفاراتنا في الخارج لا تقوم بواجباتها، لكونها خاضعة للمحاصصة السياسية والمزاجات الحزبية، مع ذلك أمام الشعب مسارات المستقبل، وهو حر في اختيار ما يريد، آين كان الإختيار -بالتأكيد- سيكون الرد عاجلا ومباشرًا وصريحًا اتجاه الشعب…