اسرار استهداف مرجعية الصمود الرشيدة ..
كتب / سعيد البدري
في خضم الصراع الاسلامي مع الكيان الصهيوني الغاصب وادواته في المنطقة والعالم الوجودي بطبيعته ،تكشف تحولات هذا الصراع والادوات المستخدمة فيه عن مكنونات ومعادلات كل طرف من اطرافه ،ويتضح مما انتجه خلال المرحلة الراهنة تلك النزعة الاجرامية المتأصلة في سلوكيات هذا الكيان المجرم المصطنع ،ففي وقت قريب وقبل انطلاق معركة طوفان الاقصى ،كانت بعض شعوب العالم تظن وتحت تأثيرات الة الاعلام الغربية المتواطئة ،ان التطرف والتوحش الداعشي وتنظيمات التحجر من امثال القاعدة وطالبان و التي تتلبس بلباس ديني هي نتاج اسلامي بحت ،غير ان ما بات واضحا وضوح الشمس ان هذه التنظيمات ليست الا صنائع صهيونية غربية اسهم صمود محور المقاومة ومواقف المرجعية العتيدة في كشف خداعها ونهجها المصطنع الوضيع الموجه اساسا للنيل من الاسلام العظيم وتصويره بشكل مجاف للحقائق وواقع الامة الذي يضعها في مصاف الامم الساعية لسيادة قيم الرحمة والمحبة والسلام .
لقد كان اداء المرجعية الرشيدة على طول خط مواجهة الاستكبار اداء يستند لمنطق انساني في منطلقاته محمدي في احقيته الهي في عدله ونظرته للبشرية ،جعل من هذه المرجعية موضع احترام ومحط ثقة كبيرة لم تتزعزع اركانها ،ويبدو ان ذلك هو عين ما اغاظ الصهيونية العالمية حيث فشلت كل صفحات عدوانها ومحاولاتها في تفتيت الامة وتصفية وجودها الذي يتعرض اليوم لخطر داهم بنزول قوى الشر بنفسها وبكل امكانياتها التدميرية لمواجهته ومجابهة صعوده ،فكان الهدف الذي ينطلقون منه هو ضرب مرتكزات وعي الامة الاسلامية ومصادر قوة قرارها الفاعل المؤتمن وقيادتها الحكيمة ،ما يعني تغييرا ستراتيجيا في اليات الاستهداف التي يأمل العدو ان تفضي لقلب معطيات المعركة الخاسرة التي يخوضون فكان قرار التمهيد لزج المرجعية الرشيدة واعتبارها عدوا مباشرا وهدفا للاغتيال والتصفية بداية لصفحة جديدة حاسمة واحد اخطر الصفحات في مسلسل مواجهة الحق مع الباطل.
لقد سعت المرجعية الرشيدة في قراءاتها للواقع وظروف المواجهة الى تجنيب شعوب المنطقة والعالم كل ذلك الظلم والجبروت وما تخلفه ارادات الشر من قتل ودمار ،كما بينت بشكل قاطع ان مصدر الشر واداته الاكثر تجبرا هو وجود كيان غاصب مستبد ينبغي مواجهتهه وازالة خطره ، فكان بيانها في سالف المراحل جليا بضرورة ازالة الاحتلال الصهيوني الاستيطاني الذي صادر الارض ،وهتك العرض وافشى مظاهر الاستعباد والقتل والابادة بحق الشعب الفلسطيني وذلك انطلاقا من واجبها في تشخيص الخلل وفضح اسباب الاجرام والطغيان ،كما ان الوقوف مع الشعب الفلسطيني المسلم مبدئية لا مجال للتخلي عنها ازاء ما يتعرض له هذا الشعب من قتل وتشريد وابادة حاول العدوان الصهيوني ترسيخها كحق مطلق يواجه من خلاله المدنيين الابرياء العزل ، وقبل ذلك مواقفها في مواجهة الخطر الذي تمثله التنظيمات الاجرامية الشريرة وسعيها لتصفية القضية الفلسطينية بتحالفها المباشر مع الصهيونية وضربها وحدة ابناء الامة لتكون سببا غير مباشر في امضاء مشاريع التصفية والاستسلام ولعل ذلك ما لم يفهمه الكثيرين في من مقاصدها بفتوى الجهاد الكفائي الذي اطاح بمشاريع تقسيم المنطقة وتهجير سكانها وفرض الوصاية الاستكبارية عليها بواسطة مجاميع العصابات الداعشية المجرمة التي تحركها ارادات الشر الغربية الصهيونية ،فكان وعي المرجعية الرشيدة سببا في ان تطالها سهام المبطلين والمرجفين والخونة للنيل من صمودها وعزتها كونها ملاذا لابناء الامة وقيادة بمواصفات قل نظيرها من زهد وسماحة وعدل وبصيرة وعقيدة راسخة وايمان مقتدر بقدرة ابنائها على تحمل المسؤولية والدفاع عن بيضة الاسلام الاصيل.
ان مواقف المرجعية الرشيدة وعمق اجراءاتها ودعواتها لاغاثة الشعب اللبناني العزيز كان بمثابة الكشف العظيم عن عظمة هذه المرجعية فقد اتخذت جبهة الاستكبار قرارها بحصار خانق وحشي وحرب تدميرية على ارض لبنان وشعبها ،وما لا يعرفه الكثيرين ان مضمون القرار الذي اتخذ يقضي بمنع وصول اي امدادات غذائية ودوائية للبنان بالتزامن مع عمليات قصف وقتل ممنهج وضرب لكل طرق الوصول لهذا البلد ، في محاولة للقضاء عليه والنيل من صموده ودعمه لمقاومته الباسلة، مما سينتج مشهدا اخر يراد منه فسح المجال للمشروع الصهيوني الاجرامي ، فقد اسهمت هذه الدعوة باحباط خطط العدوانيين الذين وجدوا فيه تهديدا مباشرا لكل احلامهم وافشالا لاكبر مخططاتهم عبر صفحاته المختلفة ،وهو ما دفع اعلام العدو للتلويح بتصفية المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف حيث شكل ذلك الاعلان تجاوزا واستهانة ليس بشعوب المنطقة والعالم الاسلامي واتباع هذه المرجعية فحسب ،بل استهدافا للقوانين الدولية التي تجرم مثل هذه السلوكيات الارهابية للكيان المصطنع ،وعليه فأن هذه المحاولة رغم مدلولاتها السياسية والقانونية وانعكاساتها على السلم الاهلي تعد هزيمة مدوية للكيان المجرم وستدفع للمزيد من التلاحم الاسلامي الذي ينتج القوة والمنعة لان هذه المرجعية الصامدة تعي ان ابنائها ومحبيها في كل العالم ادركوا اليوم وقبل اي وقت مضى ان محاولات بث الفرقة بينهم واثارة الاحقاد والبغضاء في صفوفهم و تصفية قضاياهم، له مصدر واحد ،وان حماقات العدو المجرم ستقود لنهايته وزواله الحتمي وهو ما سيتحقق بوحدة الامة وادراكها لهذا المخطط الشرير ذي النزعة الاستكبارية الواضحة ..