الدول السنية ودورها الغائب.. وحزب الله ودوره الحاضر
كتب / احمد سلامة
تعددت آراء العروبة المثخنة بخيباتها وهزائمها حول حزب الله ومحور المقاومة.. منهم من ينال منهم بالشتائم، ومنهم من يتضرع إلى الله قائلاً: “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”، ومنهم من يمدحهم، وآخرون ينصفونهم، بينما يقف بعضهم في صفهم.
قد يُعتبر حزب الله شراً مستطيراً، أو أسوأ ما أنجبت الأرض، وقد يُصنف في خانة أتباع الدجال، أو يُنظر إليه كرسول مبعوث لإنقاذنا في هذه اللحظة العصيبة وانه اشرف ما موجود على الكون، سواء كان محور المقاومة او الممانعة جيد أو سيئ، لا يعنينا هذا الأمر الان بقدر ما يعنينا اليوم هو أنهم يقفون بشجاعة مع إخواننا في فلسطين، وبجانب غزة ومقاومتها.
دعونا نكن منصفين: ماذا قدمت الدول العربية والإسلامية السنية لأهل غزة وفلسطين.. هل دعموهم بالسلاح والعدة؟ هل قاوموا الاحتلال ووجهوا له الضربات كما تفعل المليشيات الشيعية؟! كلا، بل تآمروا عليهم وخذلوهم، ووقعوا صفقات ذل ومعاهدات هوان مع العدو.. بل إن بعض الدول العربية قدمت دعماً مادياً للكيان الصهيوني تعاطفاً معهم بل وخسة منهم، وارضاءاً لابناء العم سام ..
لقد تآمرت الدول العربية على غزة، وخذلوها حتى أقصى درجات الخذلان، تكالب العملاء والخونة من العرب وطعنوها في خاصرتها.
حتى بعض الإعلام العربي تحول إلى إعلام عبري ينطق بالعربية، لا أدافع عن حزب الله، فهم أيضاً يحملون تاريخاً اسودا، لكن في هذه اللحظة، هناك معادلة واضحة: أهل فلسطين لم ينجدهم أقرب الناس إليهم، وأغلقت مصر المعابر أمامهم، وغدرهم القريب والبعيد، ولم يبقَ سوى حزب الله والحوثيين ومن معهم ليمدوا لهم يد العون.. هل يجب علينا أن نحارب الشيعة الآن، أم الأجدر بنا أن نواجه من قتل ٤٤ ألفاً في غزة في عام واحد، ومن أزهق أرواح مئات الآلاف منذ احتلال فلسطين؟
التاريخ العربي، منذ أيام سايكس بيكو وحتى يومنا هذا، مليء بالهزائم والخسائر والخيانات، لقد تاجر الكثير من زعماء العرب بالقضية الفلسطينية، وجعلوها ستاراً لمكاسبهم السياسية والاقتصادية.
لم نشهد منذ عشرات السنين الغابرة إطلاق رصاصة واحدة من دولة عربية تجاه الاحتلال الذي ينفذ مشاريع خبيثة ومكراً تدريجياً ضد جميع الدول العربية، وأولها الدول الصديقة، لم نشهد ولو صاروخاً واحداً أو تهديداً صارماً من زعيم عربي لهذا الاحتلال، ليخيفه أو يأمره بإيقاف عدوانه السافر على فلسطين.
مهما اختلفنا أو اتفقنا مع حزب الله، يكفي الصمت الآن، دعونا نتأمل المشهد، كما تتأمل ونراقب مقتل إخواننا في غزة عبر الشاشات، ونكتفي بكلمات عابرة فقط مثل “حسبي الله ونعم الوكيل” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت أيضا الذي لا يزال فيه الكثير الكثير غارقاً في منشورات الغزل والهلاوس والسخافة والحماقة ولم ينشر ولو صورة عما يحدث.
الآن هناك معركة شرسة تُخاض ضد مقدساتنا الإسلامية وأبنائنا في فلسطين، ومن يسندهم حقيقة هم الشيعة فقط لا اقول شخصيا إنهم جيدون بل ونختلف معهم عقائديا وبشدة وبامور اخرى ايضا، لكن علينا أن نراقب المشهد وهم يدعمون فلسطين في الوقت الذي تخلى العالم باسره عنهم، وأياً كان من يقف مع غزة وفلسطين، فعلينا أن نقف معه حتى تنتهي الحرب ثم للحكاية بقية، وعلينا ان نتذكر أن عدوّنا الأول هي ‘إسرائيل’ “المحتل الغاصب”.