توجهات صهيونية لتغيير المناهج الدراسية العربية
كتب / علي الكاش
سبق ان تناولنا في مبحث سابق (كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟). وذكرنا ان تدمير أي مجتمع وتفكيكه يحتاج الى مدة مابين 12 ـ 18 سنة على اقل تقدير، لإيجاد جيل بديل يؤمن بما تفعل به، ويساهم بشكل فاعل عن قصد او بدونه في هتك عرض البلد، واطفاءسراج ماضيه وحاضره، بل وذبحه من الوريد الى الوريد.
بلا أدنى شك ان تدمير أي بلد بصورة مقتضبة يكون عبر قاعدة معكوسة (الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب) أي مدٌالجهلوالفساد، وجزر الكفاءة والثقافة، والسير بخطى ثابتة نحو الهاوية. مع الأخذ بنظر الاعتبار تسخير العامل الديني والعبث به، حيث يعتبرافضل طريقة لتدمير المجتمع، وهناك شواهد تأريخية وحاضرة يمكن الإشارة اليها وهي تعزز من رؤيتنا في هذا المجال.
سنؤكد في هذا المنهج العلمي الذي يُكمل ما بدأنا به على الدور الديني والثقافي فيما يتعلق بتغيير المناهج الدراسية وفقا للمخططاتالامريكية الإسرائيلية البريطانية ، وسوف نستعرض نماذجا عما جرى في بعض الدول العربية في هذا الأمر الكارثي، فقد أشرنا الى:
ـ الترويج بان الدين لا يتماشى ولا يصلح للحاضر ويتعلق بمجتمعات قديمة، فهو غير قادر على التكييف مع التطورات التقنية والتقدم العلميفي مختلف مجالات الحياة، وغير قادر على حل المشكلات المعاصرة وسيما المتعلقة بالشباب، والاهتمام بالذكاء الصناعي وغيره منالمستجدات التقنية.
ـ إيجاد التناقضات في الدين والعقائد، من خلال تشجيع الدراسات الفلسفية الميتافيزيقية والمنطق والأفكار الالحادية، وتبني وجهات نظرمراجع دينية جاهلة تجعل الناس يشمئزون من الدين، ويبتعدون عنه.
ـ التشجيع على هجرة رجال الدين الأتقياء، والحريصين على دينهم من خلال محاربتهم عبر قنوات موجهة وذباب الكتروني، وبث بذور الحقدوالبغضاء بينهم وبين السلطات الحاكمة.
ـ تحريف الكتب الدينية ونشر الكتب المحاربة للدين وتطعن فيه من خلال دعم الكتاب المشوهين للدين ودور النشر المسيئة ماديا ومعنويا، ونشركتب منحرفة ودعمها من خلال بيعها بأسعار منخفضة، والدعاية لها عبر استعراض ما فيها بما يثير فضول القراء سيما الشباب، وبث برامجتجادل فيها محتويات تلك الكتب.
ـ السخرية من الدين ورجال الدين. وجعل الخطباء اضحوكة امام الناس من خلال جهلهم وحماقتهم والقول بالبدع والاساطير والمعجزات التيتتعارض مع الدين، وكل ما يتعارض مع المنطق والعلم.
ـ ترويج ودعم المذاهب الحادية التي تتعارض مع القيم الأخلاقية التي حضت عليها الأديان، وتسخيفها عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصلالاجتماعي.
ـ إلغاء المؤسسات الدينية ذات التوجه الصحيح، او عدم دعمها، واحلال مؤسسات علمانية بديلا عنها، والطعن في تلك المؤسسات الدينية منحيث تشويه طرق تمويلها، والانحراف الأخلاقي لبعض عناصرها، ومهاجمة افكارها ومبادئها.
مما عزز رؤيتنا هو ما ورد في تقرير (رابطة مكافحة التشهير بالتعاون مع مركز توني بلير ـ رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ـللتطوير العالمي)،وهو مركز بحثي امريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، يخلط السم بالعسل، لكن مع هذا من المهم معرفة ما يفعله الخصم على أقلتقدير لغرض تفادي ما يمكن تفاديه من كوارث اجتماعية وثقافية تسري كالسم على مهل في الجسم العربي. استعرض التقرير ما تم إنجازهمن تقدم ـ حسب رؤيته ـ في تطوير المناهج الدراسية في بعض الدول العربية والإسلامية بما يتوافق والقيم الإنسانية والدعوات الى الأخاءالإنساني وتقبل الآخر رغم الاختلافات الجوهرية والاعتبارية بين الطرفين، ويحاول من خلال الاستعانة ببقية مراكز البحوث ومؤسساتالمجتمع المدني التأثير على منظمة اليونيسف لتناشد الدول العربية والإسلامية بإجراء بعض التغييرات في المنهاج الدراسية، وتشجيعها علىالمضي في هذا الطريق، بذريعة التسامح الديني والقومي والعنصري، وتشير المعلومات بأن الكيان الصهيوني من ابرز الداعمين لهذه المراكزالبحثية، بل ان الكيان المسخ يراقب جميع الجوامع والمساجد، وما يرد فيها من خطب سيما يوم الجمع، ويزود المركز البحثية بأهم الملاحظاتعبر تقارير دورية.
من أبرز المحطات التي يجب التوقف بها لتحديد ملامح المتطلبات التي يركز على المركز البحثي، لأخذ صورة توضيحية وحقيقية عنالمخاطرالمستقبلية في خضم التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة:
ـ المطالبة بإلغاء منهج التربية الوطنية في جميع المدارس الابتدائية (الأولية) فصاعدا. لأن الشاغل الرئيس لهم هو تدمير المجتمعات العربيةوسلخ النزعة الوطنية من جلد الشعب، من ثم سلخ الوطنية من الأمة بأجمعها.
ـ إزالة جميع الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تشير الى بني صهيون ودور اليهود المخزي في التأريخ العربي والإسلامي.
ـ حذف المناهج الدراسية التي تنتقد اليهود وبني صهيون. وحذف كل ما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي.