السيادة العراقية..ين شعارات المسؤولين وواقع الإستباحة مانعين !
كتب / ضياء الدين الهاشمي ||
أكّد بيان هيئة الأركان الإيرانية الأمر المؤكد بأن المقاتلات الصهيونية قد استخدمت الأجواء العراقية في عدوانها على الجمهورية الإسلامية فجر السبت الماضي، و هذا يدلّل على ما يلي :
⁃ إفتضاح إدعاءات محمد شياع السوداني التي لطالما تشدّق بها و التي كانت أغلب مقالاتي تركز عليها و هي بأن جيش الإحتلال الأميركي يمارس و بتغطية رسمية عراقية دورا رئيسياً في العدوان المستمر على شعوب المنطقة في ظل حرب الإبادة الجماعية الدائرة في غزة و التي توسع أمدُها لتشمل الجنوب اللبناني.
⁃ مارس الأميركيون عملية إلهاء مدروسة لتمرير ما يسمى بمفاوضات مزعومة لإنسحاب جيش الإحتلال من العراق ، في حين كشف الواقع هو وجود قواعد عسكرية لوجستية تعمل على تزويد المقاتلات الصهيونية بالوقود و الإحداثيات المطلوبة لتنفيذ اعتداءاتها في المنطقة.
⁃ اعتبار الأميركي بأن العراق هو جزء من جبهة متقدمة لحماية الكيان الصهيوني ، و هذا بخلاف التوجّه الشعبي العارم المؤيد للقضية الفلسطينية و للقدس الشريف ، و كذلك بخلاف المكانة الدينية للمرجعية العليا المؤيدة في مواقفها للشعبين الفلسطيني و اللبناني. هذه المواقف تم الإستهانة بها من قِبَل الحكومة العراقية و رئيسها الذي يسير على نهج مصطفى الكاظمي و الذي وضع اللبنات الأولى في وضع العراق على سكّة منظومة إقليمية تأتمر بالأميركي و تخدم مشاريعه التي تهدف في أساسها إلى الإعتراف بالكيان الصهيوني و بتأمين أوسع مدى جغرافي لحمايته .
⁃ العراق الآن و بهذه السيادة المستباحة بدأ يمارس دوراً شبيهاً لدوره السابق في حقبة نظام البعث الصدامي و الذي إتخذ منه الأميركي موقعاً استراتيجياً للحرب ضد الجمهورية الإسلامية.
⁃ سقطت كافة أقنعة السلطة الحاكمة التي رفعت شعارات (النأي بالنفس ) و (لن يكون العراق ساحة للحرب..) و ما شابه ذلك من هذه الشعارات الجوفاء و التي يرددها النظام الأردني المنغمس في عمالته ضد أمن المنطقة لصالح الكيان الصهيوني .
⁃ إفتضاح دور محمد شياع السوداني في كونه بيدقاً بيد الأميركي ، حيث عمل رئيس الوزراء سابقاً على إعتقال من يرفع السلاح ضد قواعد الإحتلال الأميركي بينما يغض الطرف عن خرق أميركي للسيادة جعل من العراق طرفاً مشاركاً في العدوان على الجمهورية الإسلامية.
⁃ سقطت شعارات الكثيرين و كذلك أُفرِغت بيانات الإدانة لقادة سياسيين و رؤساء كتل سياسية، حيث أن ما جرى قد أزاح ورقة التوت عن فضيحة مفادها بأن العراق أصبح بشكل مباشر أو غير مباشر ، بإرادة أو بغير إرادة ، بشكل متعمد أو بغير قصد، أصبح جزءاً من حلقة من حلقات التآمر ضد محور المقاومة و ضد الجمهورية الإسلامية.
المفترض لتدارك الموقف الخطير هذا و لإظهار حسن النية لدى السوداني و من يقف خلفه من كتل سياسية:
⁃ الدعوة فوراً إلى خروج قوات الإحتلال الأميركي و قوات الناتو و كافة القوات الأجنبية من العراق .
⁃ تقديم شكوى أممية على الرغم من عدم جدوى ذلك و لكن لتسجيل موقف ضد الإدارة الأميركية لتسخيرها الأجواء العراقية جسراً لجيش العدو الصهيوني للإعتداء على إيران.
⁃ على السوداني الخروج للشعب العراقي و إعلانه بأنه ليس لديه القدرة على كبح جماح قوات الإحتلال الأميركي التي تستبيح السيادة العراقية، و عدم حدوث ذلك هو مسير متواصل عن عمد في مشروع إقليمي يهدف إلى تمكين الكيان الصهيوني في فرض مشروعه التوسعي المدعوم أميركياً و الذي كنت قد كتبت حوله ضمن المقال السابق و الذي أكّده السيد اليماني عبد الملك بدر الدين الحوثي في حديثه الأخير .
و أخيراً…. على ما يبدو فإن عظيم التضحيات التي قدمها الشعب العراقي على مدى سنوات سابقة تكاد تذهب قدسيتها بفعل التمكين الرسمي العراقي للمحتل الأميركي الذي حوّل العراق من ساحة دحرت مشاريعه الإرهابية إلى ساحة تؤمن الحماية للكيان الصهيوني ، و هذا بسبب وجود شخصيات سياسية داعمة بل منغمسة بالمشروع الأميركي – الصهيوني الخطير في هذه المرحلة .