فلدشتاين ورقة نتنياهو لترهيب الجنرالات !!
كتب / سعيد البدري
من المنطقي جدا ان ترتفع الاصوات في الداخل الاسرائيلي بوجه رئيس حكومة الحرب الاسرائيلية ورئيسها نتنياهو ،فبعد عام من الحرب على غزة ومن ثم لبنان تجد النخب السياسية والامنية وكثير من صناع الرأي ان وعود نتنياهو واهدافه التي اعلنها لم يتحقق منها شيء يذكر ،بل اكثر من ذلك بسيادة حالة التراجع وتكبد الهزائم والخسائر الفادحة بين صفوف قوات الجيش مع هزيمة نفسية لا يمكن معها تحقيق اي تقدم ميداني كبير يحسم المعركة لصالح الصهاينة .
اضافة للوضع السياسي الداخلي المتأزم واصرار نتنياهو على المضي بخيار الحرب التي تفرض حالة التعطيل التام وزيادة الاعباء على الاقتصاد الاسرائيلي المستنزف بفضل عمليات المقاومة الاسلامية تكشف فضيحة التسريبات التي اطلق عليها في الاعلام العالمي بفضيحة فلدشتاين المستور ،ويبدو من مسار احداثها واسرارها وجود سيناريو بأهداف واضحة يحاول نتنياهو فرضه لاشغال جبهة الكيان الغاصب الداخلية وصرف النظر عن كم الاخطاء واجبة العقاب التي تهدد مستقبله السياسي وتشي بأنهيار وشيك لستراتيجيته في ادارة الحرب واطالة امدها وصولا لما بعد الانتخابات الاميريكية التي يراهن عليها ،طمعا في ان يكون لرئيس الادارة الامريكية الجديدة دور مباشر في تغيير واقع الارض وتحويل هزيمة الكيان الى نصر يمكنه من الاستمرار والتملص من العقاب الذي ينتظره.
قبل الخوض في سيناريو نتنياهو ينبغي فهم خلفيات التسريب والكشف عن المتهمين المحتملين او ضحايا نتنياهو والقصة تبدا بتسريب مستشار كبير بصفة متحدث بأسم مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني ( اليعازر فلشتاين ) وثائقَ مصنفة سرية جدا إلى وسائل إعلام أجنبية، ورغم أن هذا المستشار لم يحصل على تصنيف أمني يتيح له الاطلاع على الوثائق السرية، إلا أنه كان إلى جانب نتنياهو في زيارات وجلسات مغلقة ،حيث يرى زعماء المعارضة إن المعلومات الاستخبارية "مزيفة" وإنها جزء من حيلة لإحباط اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الاسرى في غزة،وقد قام فلدشتاين بتفسير هذه الوثائق واصدار توصيات توحي بعكس ما حوته الوثائق للتأثير في قرار الحكومة بشكل منحاز تماما لرغبة نتنياهو.
ولأن الامر لا يخلو من استغلال وغايات مستترة تقف خلف توقيتات كشف هذه الفضيحة، ترى النخبة في الداخل الاسرائيلي ان جهاز الشاباك المرتبط برئيس حكومة الكيان الغاصب يسهم في تنفيذ ارادته عبر توجيهه البوصلة الى العسكر بجهاز أمن المعلومات المعني بمكافحة تسريب الوثائق ومتابعة المعلومات المرتبطة بالجيش ، وتخلص الرؤية التي نحن بصددها الى ان نتنياهو يخشى انهيار معنويات الجنود وقوات الاحتلال القتالية اثر امتناع عدد منهم من المشاركة في الحرب وتصريحات عدد اخر من الجنرالات بأن الوضع الميداني صعب ولا يمكنهم تحقيق تقدم على الارض ما يعني ان خيار الاستمرار يعد عبثيا ويكرس الهزيمة النفسية للقوات المحتشدة على الحدود اللبنانية والمتواجدة في غزة .
اذن الرسالة التي يتحدث عنها اعلام الكيان موجهة لهؤلاء الجنرالات والتي تقول ان الجميع يمكن ان يتعرض للاعتقال والتشويه بحجة ضلوعه بتمرير الوثائق المزعومة وما تسرب بحقيقته يختلف عن ما اوحى به مستشار نتنياهو واظهره للعلن وبذلك فأن فلدشتاين ليس الا ورقة يحاول من خلالها نتنياهو وضع سكين على رقابهم لاجبارهم على الصمت والانغماس في هذه الحرب الخاسرة ليستمر في موقعه بحثا عن انتصار موهوم يتجاوز به ما ينتظره من مصير محتوم يلقيه خارج المشهد السياسي ..