تل أبيب: نحو الشلل الكامل
كتب / علي جاسب الموسوي
ما يجري اليوم على ساحة الصراع مع الكيان الصهيوني يحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، حيث تثبت صواريخ حزب الله قدرتها على إعادة تشكيل معادلات الردع والتوازن في المنطقة .. تل أبيب، القلب الاقتصادي والسياسي للكيان، دخلت دائرة النيران بشكل مباشر، مما يعكس قرارًا استراتيجيًا مدروسًا لتحويلها إلى مدينة مشلولة وخالية من السكان.
استهداف تل أبيب ليس مجرد عملية عسكرية عابرة، بل هو خطوة مدروسة تهدف إلى ضرب روح الكيان الصهيوني وتحطيم معنوياته من الداخل .. التدمير الاقتصادي والتفريغ السكاني الذي تنفذه صواريخ المقاومة بحرفية عالية يضع الاحتلال أمام تحدٍّ وجودي، حيث يصبح بقاء المستوطنين في الأرض المحتلة مسألة وقت لا أكثر.
هذا التحول في الاستراتيجية يؤكد أن المقاومة الإسلامية ترى في هذا الكيان جسدًا هشًا يمكن استنزافه بوسائل مدروسة ومنظمة .. تل أبيب قد تصبح قريبًا على غرار مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل، خالية ومشلولة، ما يمثل انتصارًا جديدًا في معركة تحرير الأرض واستعادة الحق.
إن تل أبيب التي كانت يومًا رمزًا لغطرسة الكيان الصهيوني وتفوقه الزائف، تتحول الآن إلى نموذج للانهيار والهروب .. كل صاروخ ينطلق من جنوب لبنان يحمل معه رسالة واضحة: زمن الأمن المطلق انتهى، وزمن الهزائم المتراكمة بدأ .. المقاومة لا تسعى فقط إلى ردع العدو، بل إلى اجتثاث وجوده من جذوره، وإعادة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين.
الكيان الذي أقام بنيانه على وعود فارغة وأوهام القوة، يكتشف اليوم أنه أمام خصم عقائدي يرى في التضحية سبيلًا للانتصار وفي الصبر سلاحًا أقوى من ترسانته .. ما يجري في تل أبيب هو بداية العد التنازلي لنهاية هذا الكيان المصطنع، الذي لن يجد مأوى لأحلامه الباطلة سوى تحت ركام المباني المدمرة.