سوريا تتعرض لمؤامرات أمريكية صهيونية خطيرة..!
اكتب / الدكتور محمد علي الحريشي
لم يكن من المفاجىء السقوط السريع للنظام السوري مثلما كانت المفاجئات من الأحداث التي جرت عقب أول يوم من دخول الجماعات المسلحة ا إلى العاصمة العربية السورية العريقة دمشق التي سقطت خلال ساعتين، مدينة دمشق التي كانت توصف في المصادر التاريخية بدمشق المحروسة،
كانت دمشق وفلسطين وبلاد الشام بشكل عام محل أطماع أوروبا عبر التاريخ،لأن أوروبا الصليبية تعتقد إن بلاد الشام جزىء من تاريخها وحضاررتها ومركز ديانتها المسيحية. شهدت دمشق الإحتلال الصليبي الغربي في مرحلة كان العالم العربي والإسلامي يمران بمرحلة ضعف وتفكك مثلما هو الضعف والتمزق في هذا العصر،
وكان لدمشق وبلاد الشام كرة ثانية من الإحتلال والإستعمار في القرن التاسع عشر من قبل مملثي القوة الصليبية الأوروبية في تلك الفترةوهما بريطانيا وفرنسا،
ذكرنا الخلفيات التاريخية للأطماع الغربية الأوروبية على بلاد الشام ومركز ثقله العاصمة العربية العريقة دمشق حتى نتعرف على الهجمة الغربية الشرسة التي تتعرض لها سوريا وتتعرض لها مهد أعرق الحضارات العربية والإسلامية وهي العاصمة دمشق، مايجري في سوريا ليس كما يبدو في الظاهر أنه صراع سياسي بين النظام والمعارضة، أي بين فريقين من مكونات الشعب السوري وتنتهي الأحداث بتغلب أحد الفريقين على الآخر،
مايجري في سوريا هي مخططات غربية صليبية ص ه ي و ن ي ة،هدفها خلع سوريا عن جسدها العربي الإسلامي ومحو هويتها وثقافتها العربية وتدميرها وتهجير سكانها والسيطرة عليها من قبل أوروبا عبر وكيلهم الحصري في المنطقة « ا س ر ا ء ي ل»، العصابات المسلحة التي دخلت المدن السورية ومنها العاصمة دمشق لايمثلون الشعب السوري ولا يعبرون عن تطلعاته ولم يتلقوا تدريبهم وتسليحهم وتمويلهم من قبل الشعب السوري،
بل معروف للجميع من الذي يقف وراء تلك الجماعات المسلحة التي بان وجهها القبيح وتكشف خلال الثلاثة الأيام الماضية فقط من بعد سيطرتها على دمشق بأفعالها الإجرامية وممارساتها الإنتقامية القبيحة وتواطؤها مع كيان العدو المحتل في تدمير الدولة السورية ومقدرات الشعب السوري،
لم نسمع من تلك العصابات صوت واحد يدين العدوان العسكري ال ص ه ي ون ي على القواعد العسكريةوالمنشئات والمراكز العلمية التي هي ملك للشعب السوري فهم عصابات تؤدي دور وظيفي مقابل إستلام ثمن عمالاتهم وبيعهم لوطنهم.
هل يظن كيان الإحتلال إن تدميره لبنية الدولة السورية ومقدراتها العسكرية والعلمية أنه سيزيل عنه هاجس الخوف والقلق الوجودي الذي يعيشه وهو محتل أرض غيره ؟
لم تقصف قوات العدو الا المقصوف ولم تدمر الا المدمر،لأن سوريا تعرضت للخراب والدمار الغربي على مدى عشر سنوات ولم يبقى فيها إلا أطلال خاوية على عروشها وهياكل عسكرية نخرها الفساد وأدمتها حرب العشر السنوات العجاف،
ولم يبقى من يدافع عن عرش النظام غير إيران وروسيا وحزب الله، وبعد فرح رأس النظام بعودة مقعد الجامعة العربية إليه ولى وجهه نحو قطر والإمارات،
وهو لم يعرف أنهما أدوات أمريكية ص ه ي و ن ي ة يريدون القضاء عليه وعلى سوريا،
سواء قصف جيش العدو المحتل تلك القواعد أو لم يقصفها فليس هناك فرق،لأن ماتم قصفه هو خارج الخدمة ولم يكن له القول في حماية سوريا من العصابات المأجورة،ولم تستخدم للدفاع عن سوريا ضد القصف ال ص ه ي و ن ي طيلة الأشهر الماضية من معركة طوفان الأقصى،
هل كان يرواد أحرار الأمة أمل إن تلك الأسلحة ستحرر فلسطين وتردع العدوان وتعيد الأرض السورية المحتلة إلى أحضان الوطن الأم، لكن رب ضارة نافعة فربما يدرك الشعب السوري مدى الأحقاد والكراهية التي يكنها له العدو المحتل ويكون ذلك العدوان الهمجي محطة ملهمة للأحرار من أبناء الشعب السوري ليعيدوا حساباتهم ويفكروا بمستقبل وطنهم،
فتحرير الأرض السورية المحتلة في الجولان وتحرير فلسطين لن يكون بواسطة السلاح المهتريء المكدس في المخازن منذ سبعينيات القرن الماضي،
بل سوف يكون بسلاح أمضي وأشد فتكاً وهو سلاح الإيمان والثقة بالله وبنصره على الأعداء وسوف يهيء الله سبحانه وتعالى من يصنع السلاح من داخل سوريا لقتال العدو،مافعلته أمريكا وكيانها المحتل بتدمير مقدرات الشعب السوري هو دلالة على الخوف والرعب الذي يدب في قلوبهم والقلق الذي يسيطر على مخيلاتهم ونفوسهم المرتجفة،
سوف تتعافي سوريا وتزول غمتها وسوف يكتشف الشعب السوري إن العصابات المأجورة والعملاء لايبنون دولة ولايهمهم مصلحة شعب،
فالعملاء يقومون بوظيفة محددة رسمها لهم العدو وبعدها سيختفون وسوف يستبدل العدو غيرهم بأحذية جديدة، سوريا سوف تعود إلى أهلها وتبني مجدها من تحت الأنقاض والعدو مصيره الهزيمة والزوال، أرض الشام مقدسة والأرض المقدسةلا تقبل الخبث ولاتقبل إلاطيبا.