لماذا لا يبدأ العرب باستهداف أنظمة الغرب ودولهم كما يفعلون بأنظمتنا ودولنا العربية؟
كتب / د. بسام روبين
منذ عهد طويل والعرب ملتزمون بدور متخاذل أمام هجمات الغرب عليهم ويقومون بدور المدافع على إستحياء ضد ظلم الغرب وتدخلهم في شؤون بعض الدول العربية وقتل مواطنيها وإنتهاك حقوقهم ومخالفة القانون الدولي في ذلك ،ولنا فيما يجري العديد من العبر ،ولكننا لا زلنا لا نحرك ساكنا يذكر فهم من قاموا بتدمير العديد من الدول العربية وإسقاط أنظمتها وسلب خيراتها وما يجري مع الشعب الفلسطيني من قتل وإجرام وحرب إبادة لا يمكن أن يقبل بها أي إنسان ولكنهم في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أجازوها لا بل لا زالت هذه الدول تقدم الدعم الإقتصادي والعسكري والمالي والغطاء السياسي للصهاينة والعرب فقط يراقبون المشهد، وكأن الأمر لا يعنيهم.
وهذا يعود لعدة أسباب من أبرزها تشرذم العرب وعدم حرصهم على بعض لا بل نرى بعضهم ملتزم بالأجندات الغربية وينفذوا لهم ما يسيء لشعوبنا العربية ويشجعهم على إستمرار هذه الجرائم النكراء ناهيك عن أن بعض هذه الشعوب بغالبيتها ورجال دينها قد تحولوا إلى مجرد كتل وعملاء لا يهمهم شأن أمتهم ولا دينهم ولا حتى أشقائهم وقد حان الوقت بعد أن أزال طوفان الأقصى الأقنعة عن مرتديها لينتقل العرب من مرحلة الدفاع المذل إلى مرحلة الهجوم الإستراتيجي المدروس، فلدينا من الخيرات والخبرات والأعداد البشرية المؤهلة والموثوقة ما يمكننا من أن نصبح في مصاف الأمم، ونشعر الدول الغربية بأن مصالحهم معنا وليست مع إسرائيل ذلك الكيان الذي لا يتجاوز عدد سكانه محافظة في دولة عربية.
ومن الواجب أن نشعرهم بأنهم إذا إقتربوا منا بسوء فستتعرض مصالحهم للخطر لا أن نتخوف من ترامب الرئيس المنتخب الذي أقلق مضاجعنا وإستحوذ على فكرنا خوفا مما سيحمله ضدنا في الشهر القادم ،فنحن ما زلنا نكتفي بمتابعة ومراقبة ما يصدر عنه من تصريحات بينما ساره نتنياهو تلتقيه وتفرض عليه تلك الأقوال الصادمة الإرهابية التي إستهدفت العرب دون إستثناء وهددتهم لصالح كيان محتل فاقد للإنسانية يريد أن يتحكم بالشرق الأوسط ،ولا يكفيه ما فعله بالأرض العربية حتى الآن لا بل إحتل جبل الشيخ والقنيطرة ولم يحرك الغرب الذي يدعي إلتزامه بالقانون ساكنا ضد إستيلاء الصهاينة لأرض عربية وبدأوا ينشئون المشاريع والرادارات للتجسس على معظم الدول العربية بل وينتظرون ترامب لضم هذه المناطق وإحتلال مناطق عربية أخرى لتحقيق وعود ترامب التي لم يخفيها بل أعلن بإستهتار أن خارطة إسرائيل صغيرة ويجب التفكير بتوسيعها وربما مع قدومه يجري تعديل صفقة القرن لكي تهتم بالتطبيع وتوسع دائرة الفرقة والخلاف بين العرب وإبعادهم عن قضاياهم وهموم شعوبهم ومزيد من القتل لإقتصاداتهم والنهب لثرواتهم المتبقية ،وهذا ما يتوعد به ترامب ولا نعرف إذا كان هذا الرئيس سينقلب على إسرائيل بشكل تدريجي نظرا لإنتهاء مصلحته مع هذا الكيان المحتل فلم يعد له حاجة بهم ،ولكنه بحاجة لصدمة كهربائية عربية مفاجئة توقظه من أحلام اليقظه وإستخفافه بالعرب ،وينبغي عليهم أن يقفوا صفا واحدا في وجه العملاق الذي لا يحترم هذه الأمة ولا شعوبها ولا أنظمتها ويتوعد بها قبل قدومه .
داعيا العلي القدير أن يوجه دولنا العربية والإسلامية نحو إستهداف الدول الغربية بإضعافها من خلال تحالفات إستراتيجية جديدة وأن يصبح العرب على قلب رجل واحد للصمود أمام التحديات والأطماع وإفشالها .