سياسة ترامب الخارجية كابوس أوربا القادم..!
كتب / د. هيثم الخزعلي
هدد الرئيس ترامب كتلة بريكس بأنه سيزيد التعريفة الكمركية على السلع المستوردة منها بنسبة 100٪ في حال استمرت بمشروع ها لایجاد عملة جديدة والابتعاد عن الدولار .
كما هدد بتصعيد الحرب التجارية التي شنها “بايدن” ضد الصين واخذها لمستوى اخر وطرح ترامب ثلاث متطلبات للتعامل مع الاتحاد الأوربي :-
1_تعديل الميزان التجاري لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، عبر زيادة الاوربيين استيرادتهم من النفط والغاز الأمريكي الذي يبلغ سعره 4 أضعاف الغاز الروسي، والا فإنه سوف يفرض تعريفات كمركية على السلع الأوربية.
2_ سيواصل ترامب حسب الفايننشل تايمز دعم أوكرانيا مع تأكيده على انهاء الحرب، واقترح حلفائه بقاء قوات الاتحاد الأوربي كقوات حفظ سلام في أوكرانيا.
وهذا ما ترفضه روسيا لأنها لاتريد تحويل أوكرانيا افغانستان ثانية، والناتو موجود في أوكرانيا منذ 2024 يدربون ويجهزون القوات الاوكرانية.
3_طلب ترامب من الاتحاد الأوربي ان يزيد الميزانية المخصصة لوزارة الدفاع 5%
كما أنه هدد الاتحاد الأوربي بأن يرفع التعريف الكمركية على صادرات ها لامريكا مثل السيارات و المكائن.
وهذا يعني ارتفاع الأسعار داخل الولايات المتحدة، لأنه سيؤدي لاحد امرين، اما ان يلجأ التجار للتهريب، او التصنيع داخليا وهذا غير ممكن لعدم وجود بنية تحتية جاهزة للتصنيع.
كما أن هناك اشارات متناقضة من فريق ترامب حول موقفهم من أوكرانيا، ترامب عندما سُئل. هل دعوت زيلنسكي إلى حفل تتويجكم، أجاب “لا” ، ولكن لا امانع اذا احب ان ياتي، لان ولاية زيلنسكي لنتهت عام 2024 وقام تأجيل الانتخابات.
كما أن “الون ماسك”” اعلن دعمه” لحزب البديل الديمقراطي” المناهض لدعم أوكرانيا، وهو نفسه اعلن انه ضد تقديم اي مساعدات لاوكرانيا.
وهنا نناقش هل تستطيع الدول الأوربية زيادة الانفاق العسكري فيما تعاني اضطرابات سياسية بسبب الوضع الاقتصادي؟
فالمانيا تتجه الانتخابات مبكرة بسبب رفض الميزانية، وفرنسا تعاني الحكومة لأسباب اقتصادية ، وبريطانيا تعاني مشاكل في الموازنة.
الانفاق العسكري للولايات المتحدة يشكل %5.3 من موازنتها، بينما الانفاق العسكري لكل من فرنسا والمانيا اكثر بقليل من 3% من موازنتها، وإيطاليا وإسبانيا قل بقليل من 2%من موازنتها.
بينما روسيا تنفق 6%من موازنتها على الدفاع، وستزيده إلى 6.3%هذا العام.
وهنا نطرح سؤال،
((*هل الناتو متجه لحرب شاملة؟ ))
وبينما انت الدول الأوربية والولايات المتحدة مثقلة بالديون، فإن الحرب في أوكرانيا خدمت الاقتصاد الأمريكي الذي زاد من صادراته لاوربا من الغاز والنفط وأخرج الغاز الروسي من السوق الأوربية.
كما زادت صادرات أمريكا من السلاح للدول الأوربية.
في حين يعاني الاقتصاد الأوربي من مشاكل منذ فترة كورونا ولحد الان، وزيادة الانفاق العسكري سيكون على حساب البرامج الاجتماعية،ومستوى معيشة الأفراد فيها،الذين يعارضون حرب شاملة ضد روسيا على حساب اقتصاد اتهم، وهو ما سيؤدي لاضطرابات سياسية داخل الدول الأوربية.
كما أن زيادة مشرياتهم من الغاز والنفط الأمريكي ستزيد الطين بلة .
وفي حال انسحب ترامب من الناتو فإنه سينهار لان الولايات المتحدة هي العمود الفقري في الناتو،
يبدو أن ترامب يريد دفع الهيمنة الأمريكية الأقصى حد ممكن، وترسيخ فكرة القطب الواحد.
ومع تنازل لدول الأوربية عن سيادتها على أوربا، واقتصاد ها المتعب فإن زيادة الانفاق العسكري 5% سيكون محرجا لها بشكل كبير.
وحقيقة ان ترامب يمثل كابوسا لاوربا ربما اكثر من بوتن نفسه.