الانسحاب المؤجل والقرار العراقي المغيب..!
كتب / احمد نعيم الطائي ||
كان من المؤمل تنفيذ المرحلة الاولى من انسحاب القوات الاميركية من العراق في هذا الشهر ( كانون الثاني ‘سبتمبر’2025) على ان يكتمل الانسحاب النهائي في المرحلة الثانية اواخر 2026 ‘
لكن المؤشرات الحالية في ظل السياسات الحادة للرئيس الاميركي ترامب تدعو الجانب العراقي الى الاصرار على المضي في الجدولة التي تم الاتفاق عليها في 2024 ‘ لاسيما بعد التلميحات الاميركية الاخيرة ببقاء قواتها القتالية في العراق لعام 2030 بدعوى الاوضاع المقلقة في سوريا والخطر القائم للزمر الارهابية على العراق وهي ذات الحجة التي اعادت تلك القوات للعراق عام 2014 بعد انسحابها في 2011.
تستغل اميركا غياب الموقف الوطني العراقي الموحد ازاء ملف انسحابها النهائي والذي تتنصل منه مراراً بحجج الخطر الذي مازالت تشكله صنيعتها ‘زمر داعش الارهابية’ ومن ثم الحرب على غزة واخيراً المتغييرات في سوريا.
في ظل هذه المتغيرات في الشرق الاوسط لابد من استخدام العراق ملف الانسحاب كورقة ضغط على ‘ترامب’ لمواجهة احتمالات ضغوطاته على العراق لاسيما ان اميركا بحاجة ماسة اكثر من السابق لتواجدها في العراق وبالقرب من سوريا لمراقبة حركة تدفق الاسلحة وقوات قسد الكردية وبقية الفصائل المسلحة العربية والاشورية والتوغل التركي في سوريا.
امام تلك التحولات السياسية في المنطقة يتطلب من الحكومة العراقية الاسراع في توجيه اللجنة العسكرية العراقية العليا بتحريك هذا الملف وإلزام الجانب الاميركي بتنفيذ بنود الانسحاب التدريجي من العراق لانهاء تواجده العسكري بحسب الاتفاقية بين البلدين والانتقال الى الشراكة الثنائية التي تحترم مصالح ومقدرات العراق.