البطاقة التموينية وتصوير افراد العائلة..!
كتب / ماجد الشويلي ...
على الرغم من حاجة العراق الملحة لإرساء قواعد الحوكمة الصحيحة في جميع مفاصل الدولة العراقية ، نظرا لحجم المعاناة الكبيرة التي يكابدها المواطنون جراء الروتين الممل ، والبيروقراطية المقيتة المعشعشة في مسالك الاجراءات والتعليمات الادارية.
وتعرف الحوكمة “Governance”، بأنها حزمة من القواعد والقوانين والإجراءات الهادفة لتحقيق الجودة العالية ، والتميز في الأداء ، من خلال اختيار الأساليب الناجعة والفعّالة في إدارة المنظمات وتحقيق أهدافها.
باختصار، فان الحوكمة هي عبارة عن اتباع نظم معينة للتحكم في العلاقات والتعاطي بين الأطراف الأساسية التي تؤثر في أداء تلك المنظمات، بغية أن تساعدها على تنظيم العمل بنحو جيد، وتحديد المسؤوليات وتوصيفها بشكل دقيق، لتحقيق اهداف المنظمة على المدى الطويل.
على الرغم من ذلك كله فان فرض تصوير العائلة العراقية في عملية تحديث بيانات البطاقة التموينية أمر يدعو للاستغراب إن لم نقل للريبة .
فقد اشترط برنامج التحديث هذا تصوير افراد الأسرة بأجمعهم صغارا وكبارا ، بنحو يذكرنا بالطريقة التي كانوا يصورون فيها المجرمين عند القاء القبض عليهم وتثبيتها في قيدهم الجنائي.
يتم تصوير الوجه من الامام ومن الجانبين ومن الاسفل ومن اعلى الجانب الايمن ثم من اعلى الجانب الايسر .
وهنا يرد السؤال الملح ما علاقة التصوير بالبطاقة التموينية ؟
وما علاقة أن يتم تصوير الوجه من كل زواياه ؟
ثم من هو الأهم هل البطاقة التموينية أم البطاقة الوطنية الموحدة التي تثبت عراقية المواطن مقرونة بشهادة الجنسية؟
لاشك من حيث الأهمية أن البطاقة الموحدة هي الأهم !!
ومع ذلك لم يجر فيها ما جرى في تحديث البطاقة التموينية …ولسائل يسأل ما الضير في ذلك مادام هذا الاجراء يحد من سرقة الحصص والتلاعب بها ؟
والحقيقة أن هذا الاجراء ينطوي على عدة محاذير مع الاخذ بنظر الاعتبار دخول الذكاء الاصطناعي على الخط في كافة مناحي حياتنا اليومية .
لجهة أن تحديث البطاقة يتم عن طريقة شبكة الانترنيت العنكبوتية (العالمية)
والتي يتواجد 60% من (سيرفراتها) في الولايات المتحدة وبقية الدول الأجنبية.
ما يعني أن أدق تفاصيل العائلة العراقية اصبحت بعهدة اجهزة المخابرات الدولية !!
ومع وجود الذكاء الاصطناعي والصور الرباعية الابعاد بل اكثر من ذلك فان من السهل جدا تطويع احدى هذه الصور لأي مشهد ترتأيه تلك الاجهزة الدولية .
بمعنى آخر أن بالامكان استهداف وملاحقة أي شخص من خلال استهداف افراد اسرته،
والتعرف عليهم في اي بقعة من الارض يذهبون اليها .
خاصة وأن الهواتف النقالة الذكية لا تخلو من الكامرة وهي مربوطة بذات الشبكة العنكبوتية .
فزوجة فلان وبنت فلان (المغضوب )عليه من اسرائيل وأمريكا ستكون مكشوفة ومعروفة أين ما كانت واين ما حلت .
ولربما أكثر من ذلك ، من يدري .. من هنا يرد الاستغراب لهذه الخطوة وقد يقول البعض (هي ظلت على هاي كلشي صار مستباح)
نقول نعم ولكن على الأقل لا يجدر بنا أن نقدم هكذا معلومات حساسة بهكذا طريقة سلسة دون احترازات حقيقية …