
إياك والدخول في معركةٍ يضع العدو توقيتها..!
كتب / صلاح الاركوازي
ان ما يميز العقول العلميه صاحبة التجربة والخبرة والتي تدرس الامور بجدية وعلمية مجردة من العواطف والاملاءات والتاثيرات داخلية كانت ام خارجية ، فضلاً عن الاستفادة من ما يملكه من بنك للمعلومات والخبرات والاستشارات من المقربين والموالين ،
كل هذه الامور تضع حقيقة واحدة وهو انه لا يجب ان ننساق عاطفياً وراء ما يفرضه علينا العدو خصوصا فيما يخص عامل (الزمن والتوقيت) لان الدخول في مواجهة مهما كانت نوع هذه المواجهة عسكرية أو سياسية أو امنية أو اقتصادية الى اخرها فان احتمالات النجاح سوف تكون قليلة او معدومة ،
كون ان العدو عندما فرض هذا التوقيت يكون قد اعد العدة الكاملة لبرامجه ومخططاته وأختار هذا التوقيت بالذات لانه في هذا التوقيت يكون نجاح البرنامج ، لذلك لا يجب على المتمرس ان ينطلي عليه مثل هذه الخدعة وينساق مع التوقيت الذي اختاره العدو وبالتالي سوف يدفع ثمناً غالياً .
اِن ما يحاول ان يفعله اليوم العدو الصهيوني وبتوجيه وتدخل مباشر هذه المرة من قبل امريكا هو جر حزب الله الى الحرب وذلك لانقاذ رقبةِ النت نياهو من المقصلة والذي بداءت الضغوط الداخلية عليه تزداد ، فهذا الاحمق يحاول الخروج من هذه المعضلة الداخلية وذلك من خلال التأزيم السياسي والامني والعسكري على حدود لبنان وفلسطين مما يعطيه وحكومته جرعة منشطة وجرع اضافية كي يبقوا في كرسيهم ايام اخر .
اِن على المتمرس المحنك ان لا تنطلي عليه مثل هذه الخدع لان الكثير من المواجهات تنتهي بكوارث فيما لو انساق الشخص او الجهة مع التوقيت الذي فُرض عليه من قبل الطرف الاخر ، فهو يكون قد اعد العدة لهذا التوقيت بينما انت لا تملك شيئا وبالتالي ستدخل معركة مهما كان نوعها فهي معركة خاسرة مسبقاً وقد تكون الخسائر والتضحيات كبيرةٌ في الجانب المادي والمعنوي وقد يؤدي الى انهيار المنظومة ككل.
أننا قد كنا في الكثير من مقالات والدراسات والمحاضرات ركّزنا وبشكلٍ كبيرٍ على مسألة التوقيت ولا سيما في الحرب النفسية ورسالتها وحملتها النفسية، حيث يلعب توقيت الرسالة والحملة دوراً مهماً جداً لا بل جوهرياً وقد يكون هو السبب الرئيسي من اجل نجاح هذه الرسالة او الحملة فيما لو تم اختيار التوقيت المناسب ،
نعم وهذه الحالةُ تنطبقُ على بقيةِ الامور منها افتعال الازمات او شن الحروب الى اخرها. اذا خلاصة القول اِن ما نريدُ ان نقول حذاري حذاري من ان ينساق الشخص او الجهة او الدولة الى التوقيتات التي يفرضه عليه الطرف الاخر .