
السفر في عهد الرئيس الأمريكي ترامب
كتب / شاكر عبد موسى الساعدي
حلّ موسم السفر في الربيع والصيف، حيث يتطلع الناس لأخذ استراحات ضرورية والذهاب في إجازات. هذا العام، يواجه المسافرون الأمريكيون تحديات سياسية جديدة في ضوء موقف الرئيس (دونالد ترامب) العدائي تجاه دول حليفة مثل كندا ودول الاتحاد الأوروبي.
فقد فرض تعريفة جمركية واسعة وأبدى شكوى صاخبة بشأن العلاقات التجارية والدفاعية مع أوروبا، كما لوح بمزاح الاتحاد عن جرينلاند وجعل كندا الولاية الحادية والخمسين.
بالنسبة للجاليات الأمريكية المقيمة أو المتنقلة في الخارج، فإن التحول لرؤية بلادهم كعدو عالمي يثير عدم الارتياح، ما يدفع البعض لإعادة النظر في خطط سفرهم، بينما يستعد آخرون لمواجهة هذه التغيرات :
– من المتوقع أن يتأثر السفر القادم إلى الولايات المتحدة من عدة دول أجنبية سلبًا هذا العام. فقد انخفضت حجوزات الرحلات الجوية من كندا إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع شركات الطيران الكندية، مثل طيران كندا وويست جيت، لتقليص رحلاتها الأمريكية. كما شهدت الحجوزات الأوروبية إلى الولايات المتحدة تراجعًا.
– يشعر المسافرون الأجانب بالقلق من انغلاق أمريكا وموقفها العدائي، إلى جانب التقارير عن تشديد الأمن على الحدود واحتجاز المسافرين القادمين للولايات المتحدة. وأصدرت بعض الدول تحذيرات لمواطنيها بشأن السفر إلى هناك.
قد يقلص السياح الأمريكيون أيضًا بعض خططهم الدولية. كما أظهر تحليل لشركة سيريوم انخفاضًا بنسبة 12.6% في حجوزات السفر الجوي الخارجي للأشهر القادمة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وفي الوقت نفسه، وجدت – شركة إيرلاينز ريبورتنج كورب– أن مبيعات الرحلات الجوية الدولية والمحلية انخفضت.
بالطبع، قد لا يكون تقليص الرحلات بسبب القلق السياسي فقط، إذ تشير (فيرجن أتلانتيك) إلى تباطؤ في السفر بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي. ويشعر المستهلكون بالقلق بشأن الاقتصاد ومستقبل دخلهم، مما يجعل البعض يفضل البقاء في منازلهم أو تأجيل الحجوزات.
ليس ترامب الوحيد الذي أثر على المسافرين الأمريكيين؛ فقد كانت الحقبة السابقة لجورج دبليو بوش أيضًا محط انتباه عالمي بسبب الحروب الأرتجالية. كذلك مع (جو بايدن)، يتساءل الناس عن إعادة انتخابه في سن متقدمة وتأثير بعض سياساته الدولية.
يعتبر السفر فرصة للابتعاد عن الروتين اليومي والنسيان المؤقت لهموم الحياة والالتزامات والسياسة. ومع ذلك، في هذا الموسم، قد يضطر الأمريكيون للتعامل مع تأثير السياسات الحالية والمضيفين غير المرحبين بهذه السياسات.