
السوداني في أربيل، خيارات استراتيجية ام اغراض انتخابية؟!
كتب / د. هيثم الخزعلي ||
زيارة السيد محمد شياع السوداني لاربيل ولقائه قادة إقليم كردستان،، حظيت باهتمام الشارع العراقي.
والبعض من المغرضين آثار الموضوع في مواقع التواصل وحاول ان يسوق الموضوع كانه ” دعاية انتخابية” مبكرة.
لكن الحقيقة ان توقيت الزيارة كان بنفس يوم انطلاق المفاوضات “الإيرانية –
الأمريكية”واحتمالية حدوث حرب تدفع إيران لإغلاق “مضيق هرمز”.
وهذا سيضر العراق بالمقام الأول، لأنه يصدر معظم نفطه عبر الخليج.
وهذا هو التحدي الاستراتيجي الأول(إغلاق مضيق هرمز ).
فما هي البدائل المتاحة للعراق في حال إغلاق” مضيق هرمز ” ؟
١- العراق يمتلك “خط النفط الاستراتيجي” عبر السعودية و”ميناء المعجز” على البحر االاحمر، وهذا الخط تمت مصادرته مع الميناء من العربية السعودية.
٢- خط” ميناء بانياس” على البحر المتوسط عبر الاراضي السورية، وهو متوقف أيضا.
٣- خط نقل النفط العراقي عبر ميناء “جيهان التركي” ، وهو يصدر” ٤٥٠ الف” برميل يوميا، لكنه متوقف بسب الإشكالية بين بغداد واقليم كردستان.
٤- موانى العراق على الخليج العربي وهي تصدر ما قيمته اكثر من ٤ مليون برميل، كلها معرضة للخطر في حال تم إغلاق مضيق هرمز.
ومن المعلوم أن إيران قامت ببناء” جزيرة جاسك ” جنوب شرق مضيق هرمز.
مما يمكنها من تصدير نفطها مع إغلاق “مضيق هرمز” وهو يبين جديتها في هذا الأمر.
التحدي الاخر في حال اندلاع حرب في المنطقة، (أن تتعرض القواعد الامريكية في كردستان لهجوم انتقامي من الجمهورية الإسلامية في إيران) .
وضرورة ان يكون هناك موقف عراقي موحد خصوصا ان حكومة السيد السوداني، ابرمت اتفاق لانسحاب قوات التحالف من العراق يبدأ منتصف هذا العام.
ورغبة الحكومة بأن تجنب العراق تداعيات الصراع “الإيراني – الأمريكي “تتطلب توحيد الموقف مع كردستان، والالتزام بالدستور العراقي، “الذي يمنع استخدام اراضي العراق منطلقا الاعتداء على دول الجوار” .
هذين الهدفين الاستراتيجيبن باعتقادي هما جوهر “زيارة السيد السوداني لاربيل”.
وطبعا رغبة الحكومة بحل المشاكل العالقة مع إقليم كردستان، مثل الموازنة والنفط ورواتب موظفي الإقليم.
وتأكيد السيد السوداني على ضرورة التفاهم “الكردي – الكردي” وتشكيل حكومة الإقليم.
وهذا شرط ضروري لتنسيق المواقف السياسية بين بغداد واربيل.
واستمرار وتعزيز التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية في الإقليم مع نظيراتها في بغداد، والذي كان تنسبقا جيدا في الفترة الأخيرة.
كل هذا يبين حرص حكومة “السيد السوداني ” على اللحمة الوطنية وتماسك البيت العراقي الداخلي، لمواجهة التحديات الخارجية.
فالحقيقة ان سبب الزيارة “الهم الوطني والتحديات الكبرى” وليست لاغراض انتخابية كما حاول أن يسوق البعض.