ترامب لا يعطي شيئا مجانا حتى لو كان كلاما مستعجلا على الهواء
كتب / مهدي قاسم...
الرئيس الأمريكي ترامب يفكر ويتصرف و يتعامل بصفة التاجر و رجل الأعمال و بعقلية برغماتية نفعية خالصة ..
بالنسبة له ما من شيء إلا وله ثمنا يجب أن يكون مدفوعا في كل الأحوال ، حتى لو كان الأمر يتعلق بالكلام فحسب ، جامعا بالكامل بين السياسة والمصلحة الوطنية والمنفعة الشخصية على حد سواء ، ومن منظور ربحي ذات فائدة على جميع الأطراف المعنية بالأمر..
و من ضمن هذه الزاوية يجب النظر إلى تعامل ترامب مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ، سواء من خلال اللقاء معه أو مدحه بصفة مقاتل عظيم !! ، فضلا عن قراره برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بناء على طلب النظام السعودي .
فمقابل كل هذه العطايا والكرم الترامبي كانت هناك مطالب واضحة لترامب نحو أحمد الشرع منها :
أولا : محاربة و التصدي لعناصر داعش ، أوــ على الأقل ــ الحد من نشاطاتها الإرهابية داخل الأراضي السورية ..
ثانيا : طرد العناصر الأجنبية ذات المنحى ” الجهادي ــ على الإرهابي ” من سوريا ، والمقصود بهم ، تلك العناصر” القاعدية ــ المنضمة إلى النصرة أو هيئة الشام ـــ من عناصر مسلحة مثل أوزباكستانيين و الأفغانيين وطاجكستانيين والتتاريين وغيرهم ، من ذوي ميول جهادية ــ على إرهابية ..
ثالثا : قيام النظام السوري الجديد بتطبيع العلاقة مع إسرائيل ، لتدخل سوريا ضمن محور السلام والتطبيع الإبراهيمي الخليجي القائم ..
و يبدو إن النظام السوري الجديد ، و بهدف ترسيخ أركان سلطته و البدء في عمليات إعادة البناء والتعمير والتنمية الاقتصادية تحت رعاية خليجية ، عنده استعداد أو ميول من هذا القبيل ، أي استعداد غير مباشر نحو تلبية وتنفيذ هذه المطالب الترامبية ، ولو بشكل تدريجي و غير استعراضي ، ومن من المحتمل أنه سيتم ذلك بمباركة و وصايا سلطات و أنظمة خليجية ، ولا سيما منها السعودية المتبنية للنظام السوري الجديد بقوة و حماس ..