أكياس الحنطة لم ” تُغزر ” في عيون حكام عرب
كتب / مهدي قاسم
باستثناء الرئيس المصري السيسي و القطري ابن تميم والرئيس الصومالي والموريتاني ، غاب باقي رؤساء وملوك العرب عن مؤتمر قمة بغداد ، وبعثوا بوفود رسمية تمثلت برئيس حكومة أو وزير خارجية تمثيلا رسميا عنهم ، ربما ، كرفع عتب ليس إلا ..
وهكذا نرى كيف أنه حتى أكياس القمح التي كان محمد شياع السوداني يرسلها في مناسبات عديدة ،إلى دول عربية مختلفة ، طبعا إلى جانب عشرات ملايين دولارات و غيرها من دعم مادي وعيني ، نقول فيبدو أن كل هذه المساعدات ــ لنُقل كإشارات رمزية و إيحائية واضحة للسعي والنوايا الحسنة نحو الانفتاح والتضامن والتعاضد بين العراق و باقي الدول العربية ـــ فكل هذه المساعدات العينية و المبادرات ” الأخوية ” لم تغزر ” في عيون أولئك الحكام الذين لم يحضروا مؤتمر قمة بغداد ، سواء بدافع استخفاف أو ترفع أو ازدراء أم لعدم اكتراث..
مع العلم إن لبنان أكثر البلدان العربية التي حصلت على الدعم المادي و العيني من الحكومة العراقية ، سواء بعد انفجار المرفأ في بيروت أو بعد القصف الإسرائيلي التدميري لمناطق الجنوب وضواحي بيروت ، فإن الرئيس اللبناني ميشال عون الذي طار بعد انتخابه بأسابيع إلى السعودية للحصول على مباركة آل السعود ، استنكف زيارة بغداد لحضور مؤتمر القمة ، و نفس الشيء يقال عن ملك الأردن حيث بلده يحصل على أسعار نفط تفضيلية و رخيصة ، هو الآخر لم يحضر ، طبعا ، ناهيك عن رؤساء الجزائر وتونس ، ودون إشارة إلى غياب أغلبية الحكام الخليجيين ..
و أظن إن السبب هذا الاستنكاف و الازدراء ـــ رغم المساعدات الكثيرة والنوايا العراقية الطيبة ـــ ربما يرجع سببهما إلى افتقاد المسؤولين العراقيين إلى الهيبة والاعتبار ، لكونهم أداة رخيصة و دمى مهترئة بيد أجندة أجنبية ..
وإلا ما معنى زيارة قاآني الإيراني إلى العراق ، وهو يتمشى يدا بيد مع مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي كأحباب وأصحاب ، قبيل عقد مؤتمر القمة ؟..
أليست هي إشارة واضحة ، لمن يهمه الأمر مفادها : أن إيران هي صاحبة الآمر و النهي في العراق ، سواء انعقد مؤتمر قمة عربية أم لم تنعقد ..
والملفت أن إعلان محمد السوداني بإطلاق ” صندوق التضامن العربي ” والتبرع بأربعين مليونا ــ بالمناصفة ــ لكل من لبنان و غزة لم يُثر اهتمام ولا تصفيق المشاركين في مؤتمر القمة بهدف القبول أو الدعم أم المساهمة ، ربما السبب يرجع إلى عدم الثقة بسبب فداحة الفساد المالي و الإداري و السياسي في العراق