الاقتصاد العالمي في مهبّ الصواريخ.. منشآت النفط والغاز على خط النار

المعلومة / بغداد ..

في ظل استمرار التصعيد العسكري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، بدأت المخاوف تتعاظم من احتمال تطور الصراع إلى مرحلة استهداف مباشر للبنى التحتية الحيوية للطاقة، لا سيما منشآت النفط والغاز وهو ما ينذر بحدوث أزمة اقتصادية عالمية خانقة في حال اتساع رقعة المواجهة أو تعمقها جغرافياً.

وشهدت الأيام الأخيرة مؤشرات مقلقة، كان أبرزها استهداف منصة غاز من قبل الكيان الصهيوني، ورد إيران بقصف مصفاة نفطية في حيفا. 

وهذا التبادل النوعي في الضربات تجاوز الرمزية العسكرية إلى استهداف الأصول الاستراتيجية للطرفين، مما أثار قلق أسواق الطاقة العالمية من أن تكون منشآت النفط والغاز هي العنوان المقبل للحرب.

• 

وفي هذا الإطار، حذر أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي من خطورة هذا المنحى التصعيدي، موضحاً في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن "استهداف منصة غاز من قبل الكيان الصهيوني ورد إيران بقصف مصفاة في حيفا، يمثلان مؤشراً خطيراً على احتمالية اندلاع حرب الأصول الاستراتيجية التي تتحول فيها منشآت الطاقة من نفط وغاز إلى أهداف رئيسية في الصراع".

وأضاف أن "أمن الطاقة العالمي سيكون أول من يدفع الثمن"، مشيرًا إلى أن "مضيق هرمز، الذي تتمتع إيران بسيطرة جغرافية عليه تمر عبره أكثر من 25% من صادرات النفط العالمية".

وأوضح أن "أي تهديد فعلي لهذا الممر الحيوي سواء عبر إغلاقه أو استهدافه بالقصف أو الألغام البحرية، سيؤدي إلى صدمة في الأسواق قد ترفع أسعار النفط إلى ما يقارب 130 دولاراً للبرميل في حال تعطلت الملاحة جزئياً".

كما نبه إلى أن "هذه القفزة السعرية ستضغط بشدة على اقتصادات الدول المستوردة خصوصاً في آسيا وأوروبا، وتدفع نحو موجة تضخمية عالمية جديدة قد تضعف القوة الشرائية وتؤدي إلى تباطؤ اقتصادي يصل حد الركود إذا طال أمد النزاع".

• 

التهديد لا يقف عند أسعار النفط فقط، بل يمتد إلى سلاسل الإمداد العالمية، لا سيما في القطاعات الحساسة مثل النقل والصناعة الثقيلة. 

وأوضح أن "تداعيات التصعيد ستطال سلاسل الإمداد العالمية، لا سيما في قطاعات النقل والصناعة الثقيلة بسبب ارتفاع تكاليف الوقود واللوجستيات، مما يهدد بنقص في السلع الأساسية وتراجع في الإنتاج العالمي".

وبين أن "منشآت الطاقة في دول الخليج تبقى معرضة لهجمات صاروخية أو إلكترونية محتملة مما يعمّق أزمة الإمدادات".

أما بالنسبة للعراق، فلفت إلى أن "التأثير سيكون مزدوجاً إذ قد يستفيد على المدى القصير من ارتفاع أسعار النفط، لكنه قد يواجه مشكلة حقيقية إذا ما اغلق مضيق هرمز أو تعطلت خطوط التصدير خصوصاً في ظل توقف خط جيهان واعتماده حالياً على الخليج كممر وحيد لصادراته النفطية".

في ختام تصريحه، حذر السعدي من سيناريو كارثي يتمثل في تحوّل الحرب إلى مواجهة شاملة على البنى التحتية للطاقة، قائلاً: "تحول النزاع إلى حرب شاملة على البنى التحتية للطاقة لن يبقى محصوراً في نطاقه الأمني أو السياسي، بل قد يتسبب بصدمة اقتصادية عالمية أعمق من تلك التي خلفتها حرب أوكرانيا، مع احتمالات لإعادة رسم خريطة التحالفات ومراكز النفوذ الاقتصادي في العالم".

• 

مع كل تصعيد جديد في المنطقة، تصبح أسواق الطاقة أكثر هشاشة ويصبح العالم أقرب إلى أزمة نفطية قد تخلخل النظام الاقتصادي العالمي برمته، وإذا ما انتقل الصراع فعلياً إلى منشآت إنتاج وتصدير النفط والغاز، فإننا على أعتاب واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، مع انعكاسات قد لا تحمد عقباها على الأمن الغذائي والمالي والاجتماعي في جميع أنحاء العالم.انتهى 25/س