إيران تلوّح بالرد.. و"الوعد الصادق" يعيد رسم خرائط الاشتباك

المعلومة/ تقرير..
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، جاءت الضربة الجوية التي استهدفت منشأة نووية إيرانية لتؤجج النار تحت رماد العلاقات المتأزمة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني من جهة أخرى. العملية، التي وُصفت بأنها تصعيد غير مسبوق في وتيرته وتوقيته، أثارت ردود فعل حادة وأعادت إلى الواجهة مشهد الصراع الطويل حول البرنامج النووي الإيراني، الذي بات يمثل محوراً رئيسياً في معادلات الأمن الإقليمي والدولي.

في الوقت الذي تعتبر فيه طهران أن برنامجها النووي جزءٌ من حقها السيادي ومشروعها السلمي، يرى خصومها في واشنطن وتل أبيب تهديداً استراتيجياً لا يمكن تجاهله. وبين هذا وذاك، يبدو أن سياسة "الضربات الوقائية" لم تعد مجرد خيار محتمل، بل تحوّلت إلى واقع، خاصة مع غياب أي مؤشرات على استئناف المسار الدبلوماسي المتعثر منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018.

الضربة لم تكن حدثاً معزولاً عن السياق العام؛ بل جاءت بعد سلسلة من التوترات المتلاحقة، بدءاً من احداث 7 من اكتوبر، مروراً بالمواجهات على أكثر من جبهة، ووصولاً إلى تهديدات متبادلة تتجاوز التصريحات الإعلامية إلى الفعل العسكري. وفي المقابل، برزت مؤشرات على احتقان داخلي غير مسبوق في الأراضي المحتلة، مع تصاعد موجات الغضب الشعبي تجاه حكومة الاحتلال، التي تُتهم بإدخال الكيان في صراعات غير محسوبة تضع أمنه الداخلي والاقتصادي على المحك.
وفيما تقف المنطقة على حافة الانفجار، تتجه الأنظار إلى طبيعة الرد الإيراني المرتقب، والكيفية التي ستتعامل بها القوى الدولية مع هذا التصعيد الذي قد يتجاوز حدود المعركة العسكرية ليهدد كامل بنية الاستقرار في الشرق الأوسط.

• 

 

* انتهاك القوانين الدولية
وبخصوص هذه الموضوع, اكد الخبير في الشأن الإيراني هادي افقهي، أن الهجوم المشترك الذي شنته الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على منشأة نووية إيرانية يُعد خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية، مشيراً إلى أن هذه العملية العسكرية وضعت حداً لأي أمل بالتوصل إلى اتفاق نووي عبر المسار الدبلوماسي.
وقال افقهي في تصريح لـ/المعلومة/، إن "الهجوم الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تنفذها واشنطن وتل أبيب بهدف تقويض برنامج إيران النووي السلمي"، مبيناً أن "هذا العدوان يمثل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف الدولية والمواثيق الأممية".
وأضاف أن "الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي لا يعيران أي احترام للقوانين الدولية أو ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يؤكد أن هذا الهجوم لم يكن عسكرياً فحسب، بل رسالة سياسية لنسف الجهود الدبلوماسية القائمة".
وأشار افقهي إلى أن "إيران لن تمرر هذه الضربة دون رد، وأن الرد سيكون مدروساً ومحسوباً، بما يتناسب مع حجم الاستهداف"، مضيفاً أن "القيادة الإيرانية تمتلك خيارات متعددة وستختار التوقيت والأسلوب المناسبين للرد".
*تصاعد الغضب الداخلي

والى ذلك, أكد مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية، عماد أبو عواد، أن الغالبية العظمى من سكان الكيان الصهيوني باتوا يشعرون بالغضب والإحباط من السياسات الفاشلة لحكومة نتنياهو، خصوصاً بعد التصعيد الأخير مع إيران والهجوم الأمريكي-الصهيوني الذي يهدد بإشعال المنطقة بالكامل.

وقال أبو عواد في تصريح لـ/المعلومة/، إن "أكثر من 95% من الإسرائيليين باتوا ناقمين على حكومة الاحتلال نتيجة فشلها في إدارة الأزمات الداخلية والخارجية، ودفعها البلاد نحو حروب عبثية لم تجلب سوى الدمار"، مشيراً إلى أن "عملية الوعد الصادق الإيرانية، والتي استهدفت مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة، خلفت خسائر كبيرة في البنية التحتية، وزادت من مستوى التذمر الشعبي".

وأضاف، أن "الهجوم الأمريكي-الصهيوني الأخير ضد إيران ليس سوى مقامرة خطيرة قد تدخل المنطقة في نفق مظلم مليء بالفوضى الأمنية والاضطرابات السياسية، وتكشف عن غياب أي استراتيجية واقعية لدى حكومة الاحتلال". اريد كتابة متقدمة وصفية مطولة قليلا لكتابة تقرير صحفي ماريد مقدمة تحتوي على أسماء المتحدثين وأريد خاتمة

وبينما يترقّب الجميع شكل الرد الإيراني وحدود التصعيد المقبل، تبدو المنطقة محاصرة بين طموحات نووية، ومخاوف أمنية، واستراتيجيات عدائية، ما يجعل أي خطأ في الحسابات بمثابة شرارة لحريق إقليمي شامل. وفي غياب دور فاعل للمجتمع الدولي لاحتواء الأزمة، تبقى الاحتمالات مفتوحة على سيناريوهات قد تكون أكثر كلفة وتعقيداً مما يُتوقع. انتهى 25 ز