"مكاتب مدنية أم أوكار استخبارية"؟ عش الأفعى الصهيونية في كردستان العراق

المعلومة/ تقرير..
في صمت جبال الشمال العراقي، كانت الأفعى الصهيونية قد وجدت حضناً وجحراً دافئاً، لحفلتها المسمومة، فتحت أبواب مراكز نشاطها الاستخباري والتدميري تحت غطاء مدني من مكاتب تجارية وقنصليات، وكانت بمثابة عيوناً لا تنام وأذاناً تلتقط كل همسة تمر بين الحدود، وهذا ما كان يحدث لولا التسهيلات والحنان الذي حظيت به الأفعى الصهيونية من الأب الروحي للخيانات والتآمر مسعود البارزاني، الذي لم مجرد مستضيف بل نساج خيوط العنكبوت التي نسجت فوق شمال العراق، ليصبح بؤر تجسس وتنصّت تستهدف سيادة العراق ودول الجوار، وتحول إلى محطة صامتة تُستخدم لشن هجمات بطائرات مسيّرة وتنسيق عمليات خفية تمس الأمن القومي للمنطقة. ولا يتوقف هذا الدور عند الجانب العسكري، بل يمتد إلى تهريب النفط الذي لا يُعرف مصيره والعملات الصعبة التي تغادر البلد دون أن تترك خلفها حتى رائحة تقودنا إلى مأواها الأخير، هذا الأمر يجعلنا نطرح تساؤلات جدّية حول طبيعة العلاقة بين أربيل وتل أبيب، وحدود هذه الشراكة الخفية؟
وبهذا السياق أفاد مصدر مسؤول في محافظة السليمانية، بأن جهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد) افتتح مكاتب جديدة له في محافظة أربيل، بالتزامن مع التصعيد العسكري الصهيوني ضد أهداف داخل إيران.
وذكر المصدر في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن "افتتاح المكاتب جاء بعد موافقة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الذي تعهد بتوفير الحماية الأمنية الكاملة لتلك المواقع".
وأضاف أن "الفترة الأخيرة شهدت وصول عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إلى أربيل، حيث عقدوا لقاءات سرّية مع مسؤولين في حكومة إقليم كردستان"، مبينًا أن "الموساد يستخدم غطاء منظمات مجتمع مدني وقنصليات أجنبية، وعلى رأسها القنصلية الأمريكية، لتسيير نشاطاته داخل الإقليم".
وأشار المصدر إلى أن "حكومة الإقليم خصصت مواقع محمية من قبل قوات الأسايش لتوفير الأمن لتلك المكاتب"، لافتًا إلى أن "هناك علاقات غير معلنة تربط حكومة أربيل بالكيان الصهيوني، تتم عبر زيارات متبادلة وبتنسيق أمريكي".

• 

 

أربيل مصنع المسيرات الصهيونية 
وإلى ذلك اتهم النائب مختار الموسوي، شبكات تابعة لجهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد) بالعمل داخل إقليم كردستان على تصنيع طائرات مسيّرة، مؤكداً أن تلك الطائرات شاركت في الهجمات التي استهدفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال المواجهة الأخيرة مع الكيان الصهيوني.
وقال الموسوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "شبكات مرتبطة بالموساد تنشط داخل الإقليم بتسهيلات من حكومة كردستان، وتعمل على إنتاج طائرات مسيرة تُستخدم في الاعتداءات ضد إيران"، مشيراً إلى أن "هذه الأنشطة تجري أيضاً بدعم وتنسيق مع قواعد أمريكية متمركزة في الإقليم".
وأضاف أن "الطائرات التي تم تصنيعها في كردستان شاركت بشكل مباشر في القصف الغاشم الذي طال مواقع داخل الجمهورية الإسلامية، ضمن الحرب مع الكيان الصهيوني".
وشدد الموسوي على ضرورة اتخاذ موقف حكومي واضح إزاء هذه التحركات التي تمس أمن دول الجوار وتخرق السيادة الوطنية.
موساد الإقليم تهدد العراق والمنطقة 
وفي غضون هذا أكد عضو حركة حقوق، صباح العكيلي، أن نشاط جهاز الاستخبارات الصهيوني "الموساد" داخل إقليم كردستان يشكّل تهديداً حقيقياً لأمن العراق والمنطقة، محذراً من القصور المستمر في أداء الأجهزة الاستخبارية الوطنية تجاه هذا الملف الحساس.
وقال العكيلي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "جهاز الموساد الإسرائيلي يمتلك نشاطاً واسعاً ومتجذراً داخل الإقليم، من خلال تواجد عناصره في شركات خاصة ومنظمات دولية وأخرى تُصنّف كمنظمات مجتمع مدني، مستغلاً حالة الانفتاح والفراغ الأمني الذي رافق التحولات السياسية التي مر بها العراق منذ عقود".
وأضاف أن "هذا التغلغل الاستخباري بات يشكّل خطراً مباشراً على السيادة الوطنية وأمن دول الجوار، خاصة في ظل حرية الحركة التي تتمتع بها هذه الشبكات داخل الإقليم دون رقابة أو ردع"، مشيراً إلى أن "هناك قصوراً واضحاً في أداء الأجهزة الاستخبارية الوطنية في تتبع وملاحقة نشاطات التجسس والتخريب التي تقوم بها هذه العناصر".
وبيّن العكيلي أن "شبكات الموساد لا تكتفي بجمع المعلومات بل تنشط في تهريب العملة الصعبة إلى الخارج عبر مصارف وبنوك مرتبطة بمسؤولين داخل الإقليم، إلى جانب تهريب النفط وبيعه إلى الكيان الصهيوني عبر قنوات غير شرعية".
ودعا العكيلي الحكومة الاتحادية إلى "تفعيل وتطوير قدرات جهاز المخابرات الوطني، وتمكينه من العمل السري داخل الإقليم لمتابعة وإحباط المؤامرات الصهيونية التي تُحاك ضد العراق والمنطقة برمتها".

وها نحن أمام شجرة خبيثة جذورها ممتدة إلى مستنقع بعيد، وأن صمت الحكومة المركزية في بغداد إزاء تمدد أذرع النفوذ الاستخباري الصهيوني في شمال العراق يثير الريبة، ويضع علامات استفهام كبيرة حول سيادة الدولة ووحدة القرار الأمني فيها، فبينما هي تغفو على وسادة الإنكار فإن الأصابع الموساد الخفية وبتواطئ البارزاني والاسايش وتغاضي القوى الدولية، تتعمق هذه الأصابع بغرس مخالبها في جسد الوطن وجيرانه، وحينها لا مندم، لأن النار إذا استعرت من تحت الرماد فلم تبق شيئاً على حاله، فهل سنشهد في الوقت المقبل مواجهة حاسمة؟ أم أن "عش الأفعى" سيواصل نفث سمه في جسد العراق والمنطقة دون رادع؟. انتهى/ 25 ش