وسط وساطات أمريكية وتركية.. ترتيبات أمنية جديدة على حدود سوريا وإسرائيل
2 تموز 11:01
المعلومة/متابعة.. كشفت مصادر إسرائيلية ودبلوماسية غربية أن المحادثات الجارية بين تل أبيب ودمشق، بوساطة أمريكية، فتحت الباب أمام ترتيبات أمنية جديدة قد تغيّر قواعد اللعبة على الحدود الشمالية لإسرائيل وتمنح دفعة لحكومة الرئيس السوري المدعو "أحمد الشرع". ووفقًا لتقرير نشره موقع «المونيتور» الأمريكي، ناقش الطرفان خلال اللقاءات الأخيرة خيار انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي السورية واستبدالها بقوات أمريكية وسورية، إضافة إلى تحديث اتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة عقب حرب أكتوبر 1973، وصولًا إلى صيغة اتفاق «شبه تطبيع» بين الجانبين. الجولان خارج النقاش رغم حساسية ملف مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمّتها لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، أكدت المصادر أن المحادثات لا تتناول وضع الجولان. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان عام 2019، بينما أبقت إدارة بايدن على السياسة ذاتها. وفي مؤتمر صحفي قبل أيام، جدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر التأكيد على أن «مرتفعات الجولان ستبقى جزءًا من دولة إسرائيل في أي اتفاق محتمل مع سوريا».
ترتيبات أمنية جديدة أحد السيناريوهات التي طُرحت خلال المحادثات يقضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جبل الشيخ، على أن يحل مكانه انتشار أمريكي، مع عودة القوات السورية للتمركز في المناطق العازلة الخالية من الأسلحة الثقيلة، بهدف منع أي فصائل معادية لإسرائيل من ملء الفراغ. ويرى مراقبون في تل أبيب وواشنطن أن مثل هذا الترتيب، إذا تحقق، سيعزز الاستقرار الأمني، ويمهد لاحقًا لتطبيع العلاقات بشكل رسمي بين دمشق وتل أبيب. فرصة تاريخية.. ولكن مع حذر مصادر أمنية ودبلوماسية إسرائيلية وصفت الوضع الراهن بأنه «فرصة تاريخية» لإنهاء أكثر من سبعة عقود من العداء، لكنها حذّرت في الوقت نفسه من أن العملية محفوفة بالمخاطر. إسرائيل ما زالت تشك في نوايا حكومة الشرع، خاصة بالنظر إلى تاريخه الذي شمل صلات سابقة مع جماعات متشددة، وكذلك بسبب الغموض حول قدرته على فرض السيطرة على كامل الأراضي السورية.
وتفيد دراسة لمركز «غلازر» الإسرائيلي بأن التغطية الإعلامية السورية لإسرائيل تراجعت بشكل كبير منذ وصول الشرع إلى الحكم نهاية العام الماضي، إذ انخفضت نسبة الأخبار المتعلقة بإسرائيل في وكالة «سانا» الرسمية من 43% في عهد الأسد إلى نحو 7% فقط حاليًا، مع لهجة أقل حدة. وساطات متعددة المحادثات تجري عبر أكثر من مسار: مباشر وغير مباشر، بإشراف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك الذي يحظى بثقة إسرائيلية وسورية على حد سواء، إضافة إلى قنوات خلفية ترعاها تركيا، الإمارات وأذربيجان. وتكشف مصادر دبلوماسية أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس الموساد دافيد بارنياع وقائد العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء أوديد باسيوك يشاركون بشكل نشط في صياغة تفاهمات مع ممثلين سوريين، بينما تتحدث تقارير عن جهود لعقد قمة مستقبلية بين نتنياهو والشرع. خلافات عالقة
رغم الزخم، لا تزال هناك خلافات جوهرية، أهمها: • الجدول الزمني لانسحاب إسرائيل من مواقع استراتيجية، إذ ترغب تل أبيب في التأجيل حتى التأكد من قدرة القوات السورية على ضبط الأمن. • حجم وتسليح القوات السورية المسموح لها بالانتشار قرب الجولان المحتل. كذلك تطالب إسرائيل بإجراءات لبناء الثقة، تشمل إعادة رفات الجاسوس إيلي كوهين الذي أُعدم في دمشق عام 1965، وضمان سلامة الأقلية الدرزية، وطرح مقترحات اقتصادية مثل تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى سوريا عبر البنية التحتية الأردنية. ترامب ونوبل في الخلفية في السياق ذاته، يُنظر إلى الانخراط الأمريكي الحثيث في الملف، وقرار واشنطن مؤخرًا رفع العقوبات المالية المفروضة على سوريا منذ عقدين، على أنهما مرتبطان برغبة ترامب في تحقيق إنجاز دبلوماسي ضخم بالشرق الأوسط قد يقربه من جائزة نوبل للسلام. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ«المونيتور»: «كل طرف بات يعرف حدود الآخر.. السوريون فهموا أن الجولان غير مطروح للنقاش. أما ترامب، فيسعى لأن يختم مسيرته بمشهد مصافحة تاريخية».انتهى/25
