اسحبوا المايك قبل أن يسقط أكثر.. المشهداني يتحول من عجوز البرلمان إلى وصمة عار في الكرامة الوطنية
المعلومة / خاص ..
في واقعة صادمة وغير مسبوقة، تفجّرت داخل مجلس النواب العراقي أزمة جديدة، ليس بسبب قانون خلافي أو صراع سياسي تقليدي، بل بسبب تصريح صادم ومهين صدر عن رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ، وصف فيه العراق بـ"المكوّن السخيف" وفي معرض حديثه أمام رؤساء الكتل البرلمانية استخدم عبارة مهينة "اشخ على العراق" ، في سلوك وُصف على نطاق واسع بأنه انحدار أخلاقي غير مسبوق في العمل النيابي.
العراق ليس شتيمة
العراق، بلد الرافدين، وحضارة تمتد لآلاف السنين، لم يكن يومًا بحاجة لمن يدافع عنه داخل مؤسساته الرسمية، لكن يبدو أن الزمن انقلب رأسًا على عقب حين أصبحت الشتائم تُلقى باسمه من تحت قبّة البرلمان، وعلى لسان رئيسة، فهل ما قاله المشهداني زلة لسان؟ أم أنه مؤشر على فقدان السيطرة العقلية والصحية؟
هل يعاني المشهداني من أعراض الخرف أو الزهايمر؟
عدد من النواب الحاضرين في الاجتماع المغلق الذي تفوّه فيه المشهداني بتصريحه المسيء، ألمحوا إلى "ارتباك واضح" في كلامه، وتكرار لعبارات خارجة عن السياق، ما دفع بعضهم إلى التساؤل "هل أصبح من غير اللائق أن يُترك المشهداني يتحدث باسم البرلمان وهو لا يملك سيطرة على لسانه وربما على إدراكه؟"
الأوساط السياسية بدأت تتداول – همسًا – بأن ما صدر من المشهداني قد لا يكون مجرد تطرف لفظي مقصود، بل ربما ناتج عن تدهور حالته الصحية المرتبطة بتقدمه في السن (80 عامًا)، وسط غياب أي توضيح رسمي أو تقارير طبية تؤكد أو تنفي معاناته من الزهايمر أو أمراض عقلية تؤثر على الإدراك والتصرف.
تحرك نيابي رسمي لإقالته
ردًا على الحادثة، قدّم النائب محمد نوري عزيز طلبًا رسميًا لإقالة المشهداني من رئاسة الجلسات البرلمانية، مرفقًا بوثائق تتهمه بتعطيل العمل التشريعي وتسييس البرلمان لصالح "أجندات خارجية"، بالإضافة إلى السلوك غير المنضبط والتصريحات المهينة.
من جهته كشف النائب مختار الموسوي، اليوم الاثنين، عن بدء حراك نيابي واسع لجمع التواقيع بهدف إقالة رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، بسبب ما وصفه بـ"العرقلة المتعمدة" لجلسات البرلمان، رغم اكتمال النصاب القانوني لجلسة اليوم.
وقال الموسوي في تصريح خاص لوكالة /المعلومة/، إن "المشهداني تجاوز دوره الإداري وحوّل موقعه إلى أداة لتعطيل العمل التشريعي، بضغط خارجي واضح، بغرض تسييس مجلس النواب ومنع تمرير قوانين وطنية مهمة، على رأسها قانون الحشد الشعبي."
وأضاف أن "الكتل البرلمانية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار محاولات تعطيل دور البرلمان الرقابي والتشريعي"، مشيرًا إلى أن" الأيام المقبلة ستشهد تحركات رسمية داخل القبة البرلمانية لدفع رئاسة المجلس إلى إدراج فقرة إقالة المشهداني ضمن جدول الأعمال".
وأشار الموسوي إلى أن "ما يجري ليس مجرد خلافات إجرائية بل مخطط مدروس يهدف إلى إبقاء البرلمان في حالة شلل، بالتزامن مع ملفات حساسة يجب حسمها تشريعيًا"، متهمًا "جهات سياسية بالوقوف وراء هذه العرقلة"
غضب شعبي ونخبوي
لم تكن ردود الأفعال داخل البرلمان فقط؛ بل اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بموجة غضب واسعة، تطالب بإسقاط المشهداني ومحاسبته على ما وصفوه بـ"إهانة الكرامة الوطنية."
عدد من الإعلاميين والمثقفين طالبوا بالكشف عن الحالة الصحية للمشهداني، وطرحوا تساؤلات جدية حول أهليته للاستمرار في العمل التشريعي.
وما صدر عن محمود المشهداني لا يمكن التعامل معه كزلة لسان أو نكتة سياسية ثقيلة، بل هو سلوك يستوجب وقفة قانونية وأخلاقية عاجلة
سواء كان وراء ذلك مرض الشيخوخة أو سوء النية، فإن البرلمان لا يحتمل أن يُدار من شخص لا يُحسن احترام اللسان، ولا يُدرك عظمة المكان الذي يقف فيه.
هل يتم تفعيل المساءلة؟
الكرة الآن في ملعب هيئة رئاسة البرلمان والكتل السياسية فإما أن تتم مساءلة المشهداني بكل وضوح وشجاعة، أو سنُسجل سابقة خطيرة مفادها أن الإساءة للوطن تحت القبة تمر بلا حساب. انتهى / 25
