إسرائيل في قلب السويداء..غطاء إنساني لتفكيك سوريا وتأمين مستقبلها الإقليمي
16 تموز 16:16
المعلومة / خاص .. في خطوة مفاجئة وصادمة، خرجت تل أبيب لتعلن أنها شنت غارات جوية في قلب محافظة السويداء السورية، مبررة ذلك بـ"حماية الدروز"، الإعلان الإسرائيلي أثار الكثير من التساؤلات حول أهداف إسرائيل الحقيقية في المنطقة، هل هي فعلاً تحاول حماية الأقلية الدرزية؟ أم أن وراء هذا التدخل حسابات أمنية استراتيجية تهدف إلى تقسيم سوريا وتحقيق مصالح إقليمية؟ الإجابة قد تكون أبعد من ذلك بكثير.
غارات إسرائيلية.. هل هي "حماية" أم تدخل بمخططات خفية؟ لم تَعرف المنطقة سياسة إسرائيل على مدار عقود إلا باعتبارها قوة هجومية، تهاجم في كل فرصة ممكنة ولا تعرف "حماية" أحد، إذًا، ما الذي دفع تل أبيب إلى اتخاذ هذه الخطوة غير المألوفة؟ الإجابة ليست في التصريحات الإسرائيلية، بل في ما وراء الكلمات والأهداف. "إسرائيل"، التي لطالما سعت إلى تقسيم سوريا وتجزئتها، تقوم اليوم باستخدام الورقة الإنسانية - حماية الدروز - كغطاء لتحقيق مصالح استراتيجية تتعدى مجرد الحفاظ على الأمن. ليس هذا فحسب، بل إن إسرائيل تسعى إلى بناء واقع جديد في المنطقة يعزز من وجودها دون أن ترفع العلم الإسرائيلي فوق الأراضي. التدخل الإسرائيلي.. أهداف استراتيجية أم خدعة إعلامية؟ إسرائيل تضع عينيها على واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية في سوريا، ألا وهي الجنوب السوري، التدخل إلاسرائيلي مباشر من خلال دعم قوى محلية أو عبر غارات جوية، في عام 2018، على سبيل المثال، شنّت إسرائيل سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للجيش السوري في الجنوب، رغم غياب أي وجود إيراني، الهدف كان واضحًا هو منع الجيش السوري من استعادة الجنوب وبالتالي إعادة توحيد البلاد تحت حكم مركزي قوي.
المنطقة العازلة "الناعمة" إسرائيل تسعى إلى خلق ما يُسمى بـ "المنطقة العازلة" عبر دعم فصائل محلية تابعة لها، وهو ما يمكنها من تجنب أي احتلال مباشر، في السويداء، يمكن تكرار هذا النموذج لإنشاء "حزام أمني" مفصول عن السلطة المركزية في دمشق، الأمر الذي يعزز من نفوذها الإقليمي. إسرائيل لا "تحمي" أحدًا بل تستخدم الجميع من الواضح أن إسرائيل ليست في وارد "حماية الأقليات" في السويداء، فالتاريخ يثبت عكس ذلك، في الثمانينات، لم تتوانَ إسرائيل عن قصف الدروز في لبنان، ولا عن التضييق على شباب جبل العرب في الجولان. فإذا كانت إسرائيل قد تعاملت مع الدروز بهذا الشكل في السابق، فما الذي يجعلها اليوم تروج لنفسها كـ "حامية" لهم؟ الجواب بسيط: السياسة الإسرائيلية ليست مبنية على العواطف بل على المصالح. إسرائيل اليوم تستخدم الخطاب الإنساني في الإعلام كغطاء للمشروع الاستراتيجي الذي تسعى لتحقيقه" إضعاف اضعاف سوريا وتقسيمها إلى كيانات طائفية وعرقية يسهل السيطرة عليها. من يحمي من؟ في النهاية، السويداء لا تحتاج إلى طائرات إسرائيلية ولا غارات جوية، بل تحتاج إلى عقد اجتماعي سوري جديد يعيد إليها مكانتها ويضمن لها حقوقها كمواطنين في دولة لا تتجزأ، إذا كانت إسرائيل تعتبر أن حماية أمنها الاستراتيجي هو الأساس، فإن الدفاع الحقيقي عن السوريين يكون بتعزيز الوحدة الوطنية واحترام التنوع الداخلي، بعيدًا عن التدخلات التي تسعى إلى تحويل كل شيء إلى رهينة لمصالحها. إسرائيل لا "تحمي" أحدًا إلا أمنها، وما تفعله اليوم ليس سوى محاولة لتفكيك سوريا وتغيير شكلها من السماء، قبل أن يكتب السوريون مستقبلاً جديدًا على الأرض. انتهى / 25
