علماء يقتربون من كسر الحلقة الوراثية لسرطان القولون
المعلومة / بغداد ..
في اختراق علمي قد يغيّر مستقبل الوقاية من أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا، نجح فريق علمي في تطوير تقنية جديدة لتحليل آلاف المتغيرات الجينية المرتبطة بسرطان القولون، ما يمهّد الطريق لاكتشاف الأشخاص المعرضين للخطر قبل تطوّر المرض.
وقام الفريق بإجراء أول تحليل وظيفي شامل لأكثر من 10,000 متغير في جين MUTYH، وهو الجين المسؤول عن إصلاح الحمض النووي ومنع تراكم الأخطاء الوراثية في الخلايا.
وأوضح كيتزمان أن الخلل في جين MUTYH يمكن أن يؤدي إلى تكوّن سلائل (زوائد) في القولون، تتحول لاحقًا إلى أورام سرطانية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 1 من كل 50 شخصًا يحمل متغيرات خطيرة في هذا الجين، ما يجعل الفحص المبكر مسألة حياة أو موت بالنسبة لهؤلاء الأفراد.
ولأول مرة، استخدم الباحثون تقنية مبتكرة تعتمد على إدخال مؤشر بيولوجي ذكي في الحمض النووي داخل الخلايا. يضيء هذا المؤشر عندما تعمل آلية الإصلاح بشكل طبيعي، ويبقى خاملاً عند اكتشاف خلل، مما يسمح بتصنيف الطفرات إلى “آمنة” أو “مُمرِضة” بدقة غير مسبوقة.
وقد قارن العلماء نتائجهم بقاعدة بيانات ClinVar الخاصة بالطفرات المؤكدة سريريًا، ليؤكدوا أن طريقتهم الجديدة لا تكشف فقط الطفرات المعروفة، بل تميّز أيضًا طفرات لم تكن معروفة بخطورتها من قبل. من بين هذه الطفرات، تم تحديد متغير يسبب تطورًا أبطأ للسلائل، ما قد يسمح بتدخل علاجي في مراحل مبكرة جدًا.
وأكد الفريق أن هذه التقنية قد تفتح الباب أمام تطوير أدوات تشخيصية أكثر دقة، وربما مواد حيوية مخصصة قادرة على إصلاح الخلل الوراثي واستبدال الأنسجة التالفة في المستقبل.انتهى/25م