بيان مسيء.. السوداني يشوه سمعة الحشد وتجاهل تضحياته في حادثة الدورة
المعلومة / خاص ...
في بيان رسمي صادر عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، تم التطرق إلى الحادثة الأخيرة التي وقعت في دائرة زراعة الكرخ، والتي أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الأبرياء. ورغم أن هذه الحادثة تعتبر قضية جنائية تتطلب تحقيقًا دقيقًا، الا ان البيان الصادر جاء مليئًا بالاتهامات والتصريحات التي تسيء إلى سمعة الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية برمتها، وتجعل من هذه الحادثة مادة للتسويق السياسي والتأكيد على الفشل الإداري، بدلًا من التركيز على الأبعاد الجنائية البحتة.
البيان الصادر يتضمن اساءة واضحة إلى الحشد الشعبي، ويضع اللوم على اللواءين 45 و46، مما يؤدي إلى تشويه سمعة الحشد الشعبي ككل، وتجاوز حقيقة أن الحشد هو مؤسسة تضم العديد من التشكيلات التي قدمت تضحيات كبيرة في محاربة الإرهاب.
حيث لعب الحشد الشعبي دورًا رئيسيا في الدفاع عن العراق ضد الجماعات الإرهابية مثل داعش، ويجب احترام هذه التضحيات وعدم ربطها بحوادث فردية قد تكون ناجمة عن تصرفات شخصية او غير قانونية من قبل أفراد في التشكيلات، وليس من الحشد ككل.
البيان حمل مدير دائرة زراعة الكرخ المسؤولية، مع اتهامات للمدير المُقال (أياد كاظم علي) بالتورط في قضايا فساد وتزوير، ولكن البيان لم يتعامل مع الحادثة على أنها قضية جنائية بحتة، بل ربطها بشكل غير دقيق بالأنشطة العسكرية، مما يعطي انطباعًا بأن الحشد الشعبي متورط ككل في تلك الحادثة.
هذا التوجه في البيان يشير إلى محاولات لتحويل القضية من حادثة فردية إلى موضوع سياسي يسعى لتشويه سمعة أكبر قطاع عسكري في العراق، حيث يجب أن تظل الأمور الجنائية تتعلق بالأفراد فقط.
البيان يتطرق إلى فرضية ضعف القيادة والسيطرة في الحشد الشعبي، من خلال إقالة آمر اللواءين 45 و46، وهو أمر يثير العديد من الأسئلة، إذا كانت القيادة العليا في الحشد الشعبي قد أصدرت تعليمات واضحة وصارمة بخصوص تحركات العناصر العسكرية، فإن الحادثة ينبغي أن تُعزى إلى تصرفات فردية، وليس إلى خلل في الهيكل القيادي للمؤسسة بشكل عام.
هناك مشكلة كبيرة في التعامل مع الحادثة كقضية عسكرية في الوقت الذي كانت فيه الحادثة جنائية، وكان يجب التعامل معها وفقًا للقانون المدني، وليس بناءً على ارتباطات سياسية أو حزبية.
التهجم على المجاهدين وتضحياتهم
الحشد الشعبي يتكون من رجال ونساء ضحوا بأرواحهم في معركة الدفاع عن العراق، وربط الحشد الشعبي وفصائله بتلك الحوادث الفردية في بيان رسمي هو إساءة إلى جميع أولئك الذين قدموا حياتهم من أجل الحفاظ على سيادة الوطن. فكيف يمكن في مثل هذا البيان أن يتم تقديم صورة سلبية عن مجاهدين شاركوا في تحرير الأراضي العراقية من الإرهاب، في وقت يركّز فيه البيان على استهداف بعض الأفراد داخل الحشد دون أي أساس قانوني دقيق؟.
محاولات الضغط السياسي
البيان يشير بشكل غير مباشر إلى محاولات تسييس الحادثة عبر الإساءة لقوات الحشد الشعبي وربطها بأجندات خارجية أو محلية تهدف إلى تقويض المؤسسة العسكرية الأكثر نجاحًا في محاربة الإرهاب، قد يكون هناك تأثير سياسي خلف هذا البيان، في محاولة لإضعاف قدرة الحشد الشعبي من خلال ربطه بقضايا فساد أو تجاوزات قانونية.
البيان الذي صدر عن الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة جاء مشوهاً للحقائق ويهدف إلى تشويه صورة الحشد الشعبي وفصائله، الذي ظل طوال سنوات معركة التحرير جزءًا أساسيًا من قوة العراق العسكرية، ويجب أن تُعامل هذه الحوادث كقضايا جنائية خالصة دون محاولات للربط بين الأحداث الفردية وأوسع البُنى المؤسسية التي قدمت العديد من التضحيات في سبيل الوطن. الإساءة إلى الحشد الشعبي وفصائله من خلال بيان رسمي لا يُعبر عن الواقع، بل يشوّه الصورة النضالية التي سطرها المجاهدون في معركة الدفاع عن العراق والتي تقف خلفها اجندات ودوافع خارجية وداخلية معروفه.انتهى / 25
