من ينعش داعش؟.. رهان واشنطن مقامرة خاسرة في رمال متحركة

المعلومة / تقرير ...

منذ سنوات، تمكنت القوات الأمنية بجميع صنوفها وعلى رأسها الحشد الشعبي من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بشكل شبه كامل في العراق، وهو ما أدى إلى تدمير أسطورته وحملته الإرهابية في العديد من المدن والقرى.

لكن رغم هذا، تظل بعض الخلايا النائمة والمجموعات المتبقية من التنظيم منتشرة في مناطق جبلية نائية، مثل جبال حمرين شمال العراق، وتستخدمها بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كأداة لتحقيق أهداف أمنية وسياسية في المنطقة.

ورغم الادعاءات المتكررة بوجود مخططات أمريكية لإحياء داعش أو استغلال تحركاته لأغراض مختلفة، يعتقد العديد من الخبراء أن عودة التنظيم إلى الساحة العراقية هو أمر مستحيل، في ظل القدرات المتقدمة التي تتمتع بها قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي. 

• 

من الناحية الاستخباراتية، وصلت الأجهزة الأمنية إلى مستويات متقدمة في تتبع أي تحركات في المناطق المحصورة التي يُعتقد أن التنظيم لا يزال ينشط فيها.

حدود محصنة وإجراءات أمنية مشددة

تحصين الحدود الغربية مع سوريا كان أحد أبرز العوامل التي ساعدت على تجفيف منابع تحركات داعش في المنطقة، حيث تنتشر القوات الأمنية على طول الحدود، مزودين بإمكانيات تكنولوجية متطورة وأسلحة حديثة قادرة على رصد أي محاولة تسلل من قبل إرهابيين. 

علاوة على ذلك، عملت هذه القوات على تعزيز المنشآت الأمنية على الطريق بين الأنبار وسوريا، لتأمين الطريق ومنع أي اختراقات أمنية.

التحركات الأمريكية: انسحاب مشبوه؟

• 

وفي الوقت الذي يبدو فيه أن العراق يحقق تقدمًا ملحوظًا في مكافحة الإرهاب، يحذر المراقب السياسي صباح العكيلي من أن هناك سيناريو أمريكيًا جديدًا قد يهدد استقرار البلاد.

 وقال العكيلي، في تصريحات لوكالة /المعلومة/، إن "الانسحاب الأمريكي المفاجئ من بعض القواعد العسكرية في بغداد والأنبار قد يُستخدم لإعادة نشر القوات الأمريكية في مناطق أخرى مثل إقليم كردستان، وهو ما قد يكون تمهيدًا ل إحياء داعش، وفقًا لتقارير استخباراتية تشير إلى وجود حوالي 5 آلاف عنصر من داعش في مناطق مثل وادي حوران وجبال حمرين، وهي معاقل قد تستخدمها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها.

التعاون الأمني والجاهزية العالية

على الرغم من هذه التهديدات المحتملة، أكدت قيادة عمليات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار أن القوات المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا قد اتخذت إجراءات أمنية استباقية لحماية الحدود، بما في ذلك زيادة نقاط التفتيش وتكثيف الدوريات الجوية والبريّة، لضمان استقرار الوضع الأمني في المنطقة.

وأضاف المصدر الأمني، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن "الوضع على الشريط الحدودي مع سوريا مستقر، وأن قواتنا مستعدة للتعامل مع أي تهديدات قد تظهر."

مؤشرات على نشاط داعش في سوريا

• 

في المقابل، أفادت تقارير استخباراتية بأن بعض التنظيمات الإرهابية قد بدأت تستعيد نشاطها في مناطق سورية مثل دير الزور وحمص، وهو ما يزيد من القلق حيال إمكانية تمدد التنظيمات الإرهابية عبر الحدود السورية العراقية.

كما أشارت صحيفة أمريكية إلى وجود معسكرات تابعة لداعش في المناطق الحدودية، ما يُنذر بموجة من الهجمات قد تمتد إلى الأراضي العراقية.

الخطط الأمريكية لإعادة تنظيم داعش لن تكون سوى محاولة يائسة، خاصة مع ما حققته العراق من تقدم ملموس في إعادة بناء قدراتها الأمنية والتحصين الحدودي والانتشار الواسع لقوات الحشد الشعبي وحلول التكنولوجيا المتطورة في عمليات الرصد قد تقطع الطريق على أي محاولة لعودة داعش إلى الساحة العراقية.

 في الوقت نفسه، يدعو العديد من الخبراء الحكومة العراقية إلى مواصلة اليقظة الأمنية وتكثيف التعاون الاستخباراتي مع الدول المجاورة، لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار في المستقبل.انتهى/25م