بين بيعة الخليج وتوسل واشنطن.. الحلبوسي والجنابي صراع الصديقين داخل حظيرة القردة

المعلومة / خاص ..
في مشهد سياسي لا يخلو من الإثارة والتشابك، يشهد العراق واحدة من أعنف المعارك الانتخابية بين "الصديقين اللدودين" محمد الحلبوسي وزياد الجنابي، معركة توصف بأنها ليست مجرد منافسة على مقاعد البرلمان، بل على -زعامة السُنة - ومستقبل المعادلة السياسية في العراق، ومن "المافيا السياسية" إلى "القرود الثلاثة"، تتحول الأوصاف إلى تشابيه ساخرة تعكس واقعًا مريرًا، حيث لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم أحد إلا لمصلحة العصابة.
المعركة بدأت تشتعل منذ لحظة خروج زياد الجنابي من عباءة الحلبوسي، بعدما تمكن من الحصول على دعم قطري – تُركي – عربي، يجعله رقماً صعباً ومنافسا في الانتخابات المقبلة.
وتشير مصادر مطلعة ان زيارة الجنابي الأخيرة إلى الدوحة برفقة محمود المشهداني، كانت نقطة التحول، حيث جرى الاتفاق مع المسؤولين القطريين على إطلاق "مشروع التغيير السُني" من خلال دعم الجنابي، بتنسيق مباشر مع وزير الخارجية التركي والمشرف على ملف العراق، هاكان فيدان.
أما الحلبوسي، الذي فَقَد أعصابه – كما هي عادته – وبدأت ردود فعله تتوالى في الكواليس، من محاولات تشويه إلى تحركات داخلية لكبح صعود الجنابي، رغم خسارته المتتالية لحلفائه واحداً تلو الآخر، بدايةً من أبو عرب، مروراً بالمشهداني، وصولاً إلى تآكل الدعم الكردي والشيعي له، وخاصة من جناح "البارتي" الغاضب من تصريحاته ضد هوشيار زيباري وخال العائلة، كاكا مسعود.

• 

مافيا السلطة.."حزب القرية" يحلم بالعاصمة
يبدو أن الحلبوسي لا يزال يراهن على "حزب القرية" الذي يحاول من خلاله بناء منظومة سياسية مغلقة تذكرنا بحكاية القرود الثلاث" لا تسمع عن الفساد، لا ترى التزوير، ولا تتكلم عن سرقة المناصب، لكن الرياح السياسية تهب بما لا يشتهي "الشيخ الشاب"، إذ تؤكد التسريبات أن الحلبوسي دفع ملايين الدولارات لشركات علاقات عامة أمريكية وإسرائيلية لتحسين صورته دوليًا، بينما خصومه دفعوا أقل وحققوا أكثر.
أخطر ما يواجه الحلبوسي اليوم ليس فقط الانهيار السياسي الداخلي، بل احتمال إعادة فتح ملف التزوير الذي تسبب بإقالته من رئاسة البرلمان. مصادر مطلعة تؤكد أن الحراك بدأ بالفعل، وأن الخصوم باتوا يمتلكون وثائق تدين فريق الحلبوسي في إدارة العملية الانتخابية، ما قد يؤدي إلى الإطاحة بأحلامه نهائيًا.
ويؤكد خبراء ومختصين بالشأن السياسي ان الساحة السنية أمام منعطف حاسم، فالجنابي يستعد بدعم إقليمي واسع النطاق، والحلبوسي يقاتل وحيدًا في معركة كسر عظم تبدو نتيجتها شبه محسومة، وكل ما يجري ليس فقط معركة على المقاعد، بل هو صراع على من يمسك ببوابة القرار السُني في العراق للسنوات القادمة.
مع اشتعال حرب "القردة الثلاث" بين الحلبوسي وزياد الجنابي، أصبح المشهد السياسي في العراق بحاجة إلى مجهر دقيق، لا ليرى فقط من يحرك الخيوط، بل ليكشف من يلبس ثوب الديمقراطية وهو يمارس سياسة الغابة.
فهل ينجو الحلبوسي من "الكمين الإقليمي والمحلي"؟ أم أن الجنابي سيُعلن نفسه "زعيم المرحلة القادمة" ؟، والجواب قادم ومعه مفاجآت تهز عرش السنة من جذوره.انتهى / 25