انهيار جليدي "وشيك" يهدد بإغراق مدن عديدة حول العالم
المعلومة/متابعة ...
أطلق علماء المناخ تحذيراً عاجلاً من أن الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) بات على شفا انهيار "كارثي"، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر عالمياً بأكثر من ثلاثة أمتار، ما ينذر بإغراق مدن ساحلية كبرى خلال العقود المقبلة.
وبحسب دراسة حديثة أعدتها الجامعة الوطنية الأسترالية، فإن الانهيار المحتمل لهذا الغطاء الجليدي – الذي تبلغ مساحته نحو 760,000 ميل مربع – سيكون غير قابل للعكس، وسيسبب عواقب كارثية طويلة الأمد للأجيال القادمة، في ظل استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري دون رادع.
وقالت الدكتورة نيريلي أبرام، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن "المؤشرات الحالية تُظهر تسارعاً في التغيرات عبر جليد أنتاركتيكا، بما في ذلك الانهيارات الجليدية وفقدان الجليد البحري"، محذرة من أن "كل عُشر درجة إضافية في الاحترار العالمي سيزيد من احتمالات الانهيار الشامل".
ويُظهر التقرير أن مدناً كبرى حول العالم ستكون في مرمى الغمر الكامل، مثل:
في المملكة المتحدة: هال، سكيجنيس، ميدلزبره، ونيوبورت.
في أوروبا: أجزاء واسعة من هولندا، البندقية (إيطاليا)، مونبلييه (فرنسا)، وغدانسك (بولندا).
في الولايات المتحدة: مدن ساحلية في الجنوب والشرق مثل ميامي ونيو أورلينز وأجزاء من نيويورك.
ويؤكد التقرير أن فقدان الجليد البحري يهدد أيضًا الأنظمة البيئية، إذ يرفع من حرارة المحيطات ويعرض الرفوف الجليدية للانهيار السريع، كما يزيد من معدلات انقراض الكائنات المعتمدة على الجليد، مثل طيور البطريق الإمبراطورية، التي شهدت خلال العقد الماضي "فشلًا متكررًا في التكاثر"، بحسب البروفيسور ماثيو إنجلاند، المشارك في إعداد الدراسة.
ووفق نموذج محاكاة من "Climate Central"، فإن مدناً داخلية مثل بيتربورو ولينكولن في إنجلترا، إضافة إلى لندن على طول نهر التايمز، ستكون ضمن المناطق المهددة بالغرق خلال العقود المقبلة، إذا استمر تدهور الغطاء الجليدي بهذا المعدل.
وأكد الباحثون أن السبيل الوحيد لتفادي هذا السيناريو الكارثي هو "التحرك العاجل لخفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى الحد الذي يبقي الاحترار دون 1.5 درجة مئوية"، داعين الحكومات، والشركات، والمجتمعات العالمية إلى تضمين هذه التهديدات في خططها المستقبلية.انتهى/25