في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تبرز مشاهد مأساوية وأرقام مأساوية تسلط الضوء على حجم الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال أمام أعين العالم، وسط صمت مطبق أو تواطؤ غير مباشر من وسائل الإعلام الغربية التي تتبنى الرواية الإسرائيلية وتغفل وجهة النظر الفلسطينية الحقيقية.
تقرير حديث لموقع Antiwar الأميركي يكشف كيف يتم تضليل الرأي العام العالمي من خلال الترويج لادعاءات الاحتلال، التي تبرر القتل والتدمير، بينما تُطمس الحقيقة وتُسوّق كذبة التحقيقات الصهيونية الشكلية التي لا تؤدي إلى محاسبة حقيقية.
وفي خضم هذا المشهد المأساوي، تتفاقم الانقسامات داخل الكيان الصهيوني حول خطة احتلال غزة، حيث تصاعدت الأصوات المعارضة داخل الحكومة اليمينية المتطرفة تحذر من المخاطر الجسيمة التي تهدد الجيش والاقتصاد، متوقعة خسائر بشرية كبيرة ستثقل كاهل دولة الاحتلال وتفتح باباً لصراعات داخلية لا تقل خطورة عن المعركة في الميدان.
في الوقت نفسه، يصر رئيس الوزراء على المضي قدماً في هذه الخطة، متجاهلاً التحذيرات الإنسانية والاقتصادية، في محاولة يائسة لكسب دعم حلفائه المتطرفين.
هذه الموازنة بين العدوان الدموي، وصراع النفوذ داخل الاحتلال، وتواطؤ الإعلام الغربي، ترسم صورة قاتمة لمستقبل قطاع غزة وشعبه، وتطرح تساؤلات ملحة حول مدى قدرة الحقيقة على اختراق الضباب الإعلامي المتعمد.
وذكر التقرير، الذي ترجمته وكالة /المعلومة/، أن "الجيش الإسرائيلي يزعم إجراء تحقيقات داخلية شكلية بعد كل جريمة، خصوصاً إذا تم توثيقها إعلامياً، كما حدث مؤخراً بمقتل صحفيين غربيين".
وأضاف أن وسائل الإعلام الغربية غالباً ما تروج الادعاءات الصهيونية دون مساءلة، متجاهلة السياق الحقيقي الذي يدين الاحتلال، مشيراً إلى أن "وكالة رويترز تجاهلت مقتل مراسليها الفلسطينيين وروّجت لرواية إسرائيل الكاذبة بشأن استهداف "كاميرا لحماس"، مما يجعلها شريكاً في التغطية على الجريمة".
من جهته، أكد المختص بالشأن الفلسطيني حمزة البشتاوي، أن "الخلافات داخل الكيان الصهيوني كبيرة ومنقسمة بشأن خطة احتلال قطاع غزة".
وقال البشتاوي في تصريح لـ/المعلومة/ إن "هناك أصواتاً معارضة داخل الكيان الصهيوني تحاول الضغط على الحكومة اليمينية المتطرفة بسبب المخاطر الكبيرة التي قد تنتج عن هذه الخطة"، مبيناً أن "المعركة مع المقاومة الفلسطينية لن تكون سهلة، وستؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال، بالإضافة إلى تكاليف اقتصادية مرتفعة قد تثقل كاهل الاقتصاد الصهيوني."
وأضاف أن "خطة الاحتلال ستتسبب في سقوط أرواح الكثير من الأبرياء في غزة، إلا أن رئيس الوزراء الصهيوني لا يعترف بهذه المخاطر، في محاولة لإرضاء حلفائه من اليمين المتطرف."
مع تزايد التواطؤ الإعلامي الغربي وتجاهل الحقائق الميدانية، تبقى معاناة أهل غزة تتفاقم وسط انقسامات عميقة داخل الكيان الصهيوني، التي تنذر بمزيد من الدماء والدمار. وفي هذا المشهد المعقد، يظل السؤال الأكبر: هل سيظل العالم صامتاً أمام هذه الجرائم، أم سيجد طريقه لإنهاء معاناة شعب يعيش تحت وطأة الاحتلال؟.انتهى / 25ز
