اتهامات متصاعدة.. الحزبان الحاكمان في كردستان بين استغلال الناخبين وتفاقم الأزمات الداخلية
المعلومة/ تقرير…
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في إقليم كردستان، تتزايد حدة الاتهامات الموجهة للأحزاب الحاكمة بشأن ممارساتها السياسية والإدارية. وبينما تتحدث قوى المعارضة عن ضغوط وتضييق تمارسه السلطة لضمان أصوات الناخبين، يوجه نواب في بغداد أصابع الاتهام لحكومة أربيل بالتسبب في أزمات معيشية واقتصادية أثقلت كاهل المواطنين. هذه الأجواء تعكس حالة من التوتر السياسي والشعبي، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة اتسمت بغياب الشفافية وتعمق الخلافات بين الإقليم والمركز.
واتهمت النائبة سروة عبد الواحد، في تصريح لوكالة /المعلومة/، الحزبين الحاكمين في الإقليم بـ“استغلال كل الوسائل المتاحة من أجل السيطرة على أصوات الناخبين”، مشيرة إلى أن “هذه القوى لا تتردد في اللجوء إلى الطرق الشرعية وغير الشرعية لتحقيق مكاسب انتخابية”.
وأضافت أن “الممارسات التي يشهدها الإقليم لا تخلو من طرق ملتوية وغير قانونية تهدف إلى الاستحواذ على أصوات المواطنين”، لافتة إلى أن “المواطن الكردي بات أكثر وعياً وإدراكاً لخطورة هذه الأساليب، وسيعبر عن موقفه عبر صناديق الاقتراع المقبلة”.
وتابعت عبد الواحد أن “ما يجري من تضييق وتصفية سياسية للمعارضين يكشف حجم خشية الحزبين الحاكمين من تصاعد صوت المعارضة، الذي تحول اليوم إلى قوة مؤثرة ومقلقة بالنسبة لهم”، مؤكدة أن “الاستهداف السياسي للخصوم لن يغير من حقيقة أن الشارع في كردستان يتطلع إلى تغيير حقيقي وإلى ممارسات ديمقراطية نزيهة”.
من جانبه، حمل النائب ياسين العامري، في تصريح لوكالة /المعلومة/، حكومة الإقليم “مسؤولية المماطلة في التزاماتها تجاه بغداد”، مؤكداً أن “المواطنين الكرد أصبحوا الضحية الأبرز لسياسات الأحزاب الكردية الفاشلة”.
وأشار العامري إلى أن “حكومة أربيل دأبت على اختلاق الأعذار والمماطلة في تنفيذ الاتفاقات مع بغداد”، مبيناً أن “الاتفاق الأخير بين الجانبين لم يُثمر عن نتائج ملموسة بسبب عرقلة الإقليم ومراوغته”.
ولفت إلى أن “المواطن الكردي يعاني من أزمات متفاقمة، أبرزها أزمة الرواتب التي لم تحل رغم المرونة التي أبدتها الحكومة الاتحادية مع الوفد الكردي”، موضحاً أن “الأحزاب الحاكمة في الإقليم زادت من عمق الأزمة نتيجة إدارتها وسياساتها الفاشلة”.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن إقليم كردستان يقف أمام مفترق طرق حاسم، بين مواطن يطمح لتغيير حقيقي ينهي الأزمات المتراكمة، وأحزاب حاكمة تصر على الاحتفاظ بنفوذها عبر أساليب يصفها منتقدوها بالملتوية والفاشلة. ومع اقتراب الانتخابات، يظل السؤال الأبرز هل ستنجح المعارضة في كسر احتكار السلطة، أم ستعيد الأزمات إنتاج نفسها في مشهد سياسي مأزوم؟. انتهى25د
